دقت طبول الحرب العالمية الثالثة ؟!!

حجم الخط

بقلم د.عبد الحميد العيلة

 

استمرت الحرب العالمية الثانية ستة أعوام إنتهت عام 1945 وخلفت وراءها حوالي 85 مليون قتيل بين مدني وعسكري وشارك فيها معظم دول العالم بين معسكرين قوات الحلفاء وقوات المحور ..

أستخدمت فيها القنابل الذرية من قبل أمريكا على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانية ..

لكن ما نشاهده الآن هي حرب عالمية ثالثة أوسع وأشمل وأعمق لتطال جميع دول العالم حيث إستنفرت كل جيوش دول العالم وأجهزتها لمحاربة عدو واحد وهو فيروس كورونا المستجد الذي هز عروش أقوى دول العالم أمثال: أمريكا والصين والقارة العجوز أوروبا بلا استثناء ولم تسلم منه الدول النامية والفقيرة .. لكن ما يلفت النظر إن هذا الفيروس ينتشر كالنار في الهشيم وعجزت الدول العظمى عن مواجهته برغم قوة التقدم التقني الطبي لديهم ورغم كل ما قيل عن وصول بعض الدول عن مصل يعالج الكورونا ..

إن ما يتوقعه علماء الصحة والخبراء أن هذا الوباء سيساهم في القضاء على عشرات الملايين من البشر على وجه البسيطة والأخطر هو الكارثة الإقتصادية المتوقعة التي ستطال الغني والفقير ...

فالمصانع والشركات والطيران والسياحة وأسعار النفط وكل المناحي الإقتصادية قد شلت بشكل كامل وأصبح مئات الملايين تحت الإقامة الجبرية أو الإختيارية في بيوتهم وإستطاعت الدول الغنية أن تنفق المليارات على شعوبها مع بداية هذا الإنتشار لتأمين الوقاية وعلاج أعراض الوباء الواقع ..

فهل إستمرار وإنتشار هذا الوباء بهذه السرعة سيمكن هذه الدول من الإستمرار في توفير المليارات لمواجهة هذه الكارثة ؟!! .. المثال الحي هو إيطاليا التي رفعت الراية البيضاء لعدم مقدرتها على توفير الرعاية الطبية للآلاف من المصابين الجدد وهذا ما يبرر إرتفاع نسبة الوفيات المرتفعة جداً يومياً ..

الحقيقة والواقع أننا أمام مشهد كارثي لم يحدث من قبل إلى أن وصفه أحد الكتاب " كورونا = نهاية العالم " وهذا يعني أن هذا الوباء أخطر من الحرب العالمية الثانية ويمكن تأويله بأنه البداية البيولوجية وسيشتعل الصراع العالمي من أجل البقاء وإعادة بناء النظام العالمي من جديد ..

والسؤال هل الدول العظمى إستخلصت العبر وخاصة أمريكا التي تحاول التحكم في مقدرات وخيرات وحقوق الشعوب ؟!!

وهل ستبقى القطبية العالمية بيدها وحدها ؟!!!. فلعل هذا الوباء يعيد للمظلومين حقوقهم المغتصبة وخاصة الشعب الفلسطيني الذي لم يبقى شعب في العالم يعيش تحت الإحتلال إلا هو بدعم أمريكي الذي يحافظ على استدامة هذا الجسم الغريب في جسد الأمة العربية والإسلامية ..

حتى الأسرى الفلسطينيين لم يشفع لهم تفشي الوباء بينهم لإطلاق سراحهم من السجون الصهيونية.