عندما اندلعت الإنتفاضة الأولى في عام 1987 كانت هبة شعبية عارمة استخدم فيها الشعب الفلسطيني بكل عبقرية ثورية،كل الوسائل وأهمها الحجارة في مقاومته للإحتلال.
مما جعل قيادة الإحتلال السياسية والعسكرية تقف عاجزة تماماً أمام هذا الحراك الجماهيري الهادر ، لدرجة أن اسحق شامير رئيس وزراء الكيان الصهيوني في ذلك الوقت دعا من على شاشات التلفاز قيادة المقاومة الموحدة - وكان آنذاك هناك وحدة وطنية وقيادة فلسطينية موحدة من كافة الفصائل.
ودعت هذه القيادة الفلسطينية إلى إرسال وفد منهم ليفاوض إسرائيل حول المطالب الفلسطينية التي يريدها الفلسطينيون ، ولكن لوجود الإحتلال في كافة المناطق الفلسطينية لم تقبل هذه القيادة الدعوة الإسرائيلية للتفاوض.
فبدأ الإسرائيليون بالتفكير في طرق أخرى لقمع هذه الإنتفاضة ومنها سياسة تكسير العظام الذي أمر بها اسحق رابين مهندس أوسلو لاحقا ، ولكن أيضا فشلت أمام إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة انتفاضته الباسلة حتى أن رابين قال أتمنى أن أصحو من النوم وأرى غزة تحت البحر ،إلى أن قام الاحتلال ببعض الخطط العسكرية ضد الشعب الفلسطيني ،وكانت ردة فعل فصائل المقاومة الفلسطينية للأسف الشديد سريعة وبدأت بعسكرة الإنتفاضة الأمر الذي قدم للعدو مبررات لضرب الشعب الفلسطيني بقوة ، بحجة الدفاع عن النفس ضد العسكر الفلسطيني المسلح .
والان في القدس انتفاضة حقيقية جماهرية تقف في وجه كل العنجهية الإسرائيلية بقواها العسكرية والشرطية والسياسية انتفاضة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، مما يجعل الإسرائيليون يحسون أن القدس ليست لهم وأن آن الآوان ليكون مفاتيح القدس في أيديهم.
ولكن هبة الشعب الفلسطيني وحيدا لحماية القدس وقفت حائلاً ضخماً أما الإحتلال لتهويد القدس والمسجد الأقصى لذلك فكر الإحتلال بنفس الطريقة التى قمع فيها الإنتفاضة الأولى.
وهي خلق مواجهة عسكرية في غزة لكي يبقي شعب القدس وحيدا ً أو يبدأ العالم والشعوب العربية والإسلامية وحتى الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية منكبة ومهتمة عما يحدث في غزة من عدوان وقتل وهدم لذلك على القيادة وكافة الفصائل الفلسطينية أن لاتنجر وراء مطالب العدو لخلق جبهة جديدة في غزة وإعطاء ذريعة لنتنياهو أن يحقق نصر جديد علينا لان انتفاضة الأقصى جعلته صغيرا امام شعبه وأمام العالم فلا تعطوه طوق نجاة جديد .
فكروا جيدا ليس في كل وقت نستطيع أن نحارب ، لا تطفئوا جذوة إنتفاضة الاقصى ، هذا الكلام لا يعني أنني ضد الكفاح المسلح ولكن لكل حادث حديث ولكل زمن وقته .ارجوكم لا تحرفوا البوصلة عن القدس .