حذر رئيس قسم العمليات في القيادة العامة للجيش الاسرائيلي، الجنرال نيتسان الون، من حدوث انفجار في موضوع الحرم القدسي، وتأثير سكان القدس الشرقية على سكان الضفة الغربية.
ونقل موقع واللا الاسرائيلي عن نيتسان قوله ان مسألة الحرم القدسي، التي تشكل عاملا مشتركا لسكان القدس الشرقية والفلسطينيين في الضفة الغربية، يمكنها ان تقود الى موجة من اعمال خرق النظام والعنف وعمليات المخربين الافراد التي يجد الشاباك صعوبة في احباطها.
وفي سبيل منع ذلك، تم تعريف الفصل بين القطاعات كهدف للجهاز الامني، بل تم بذل جهود كبيرة من قبل الشاباك وقيادة المنطقة الوسطى ومنسق عمليات الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، لبناء قاعدة تعزل القطاعات عن بعضها.
وعمل رئيس الادارة المدنية العميد دافيد مناحيم وضباطه، وبشكل متواصل مع جهات مقابلة في السلطة الفلسطينية من اجل دفع تسهيلات في مجالي الاقتصاد والرفاه للسكان الفلسطينيين.
وكان من بين تلك التسهيلات السماح للرجال من سن 50 عاما وما فوق، وللنساء من جيل 50 عاما وما فوق، بالدخول الى اسرائيل، وهو اجراء يستغله اليوم 400 الف فلسطيني.
كما قررت الادارة المدنية تخفيض المعايير المحددة للحصول على تصاريح عمل في إسرائيل للرجال المتزوجين من سن 22 عاما وما فوق.
واتاح ذلك دخول 52 الف عامل الى اسرائيل، ودخول 28 الف عامل آخر الى مواقع البناء في المستوطنات. كما ازداد عدد رجال الاعمال والاطباء الفلسطينيين الذين يدخلون بسياراتهم الى اسرائيل، وخلال شهر رمضان تم تقديم تسهيلات في منح التصاريح لمن يرغبون بالصلاة في الاقصى.
هذه التسهيلات التي تمت دون تنسيق مع الجانب الفلسطيني، هدأت الاوضاع بشكل نسبي، وادت الى اجتثاث سنوات من خرق النظام التي بدأت في الضفة وامتدت الى القدس. وفي كل مرة اثير فيها التحريض امتنع الفلسطينيون في الضفة عن تنظيم مظاهرات ضخمة، ليس فقط بسبب المصالح الداخلية للسلطة، وانما في الأساس خشية فقدان التسهيلات الإسرائيلية الاحادية الجانب.
وفي غزة يعرفون ذلك، ايضا. التحريض الحالي، الذي يصل الجزء الاكبر منه من قادة القطاع، موجه الى سكان القدس الشرقية الذين يحملون الهويات الزرقاء، والذين يعيش قسم منهم وراء الجدار الفاصل. وبما ان المنطقة لا تحظى باهتمام السلطة الفلسطينية ولا بلدية القدس، فانها تتحول الى منطقة عنيفة اكثر من الضفة الغربية والى مركز عنف اقليمي.
مع ذلك، تقرر في الجهاز الامني حاليا، الامتناع عن عمليات مكثفة من قبل الجيش وراء الجدار الفاصل، وخاصة تجاه سكان القدس الذين يحملون الهوية الزرقاء، وذلك لأن من شأن خطوة كهذه ان تزيد من عدد وقوة المظاهرات.
في الأيام الأخيرة نجحت قوات الأمن الفلسطينية بمنع الاحتكاكات الواسعة بين الجيش والمتظاهرين في الضفة. ورغم ذلك، فان التخوف من امتداد الاضطرابات في القدس الشرقية الى الضفة لا يزال يخيم على الاجواء. ولذلك تم رفع مستوى التأهب في المنطقة الوسطى، من خلال التركيز على مراكز الاحتكاك، في الوقت الذي تواجه فيه شرطة اسرائيل وحرس الحدود خرق النظام المتزايد في القدس الشرقية.
في الجيش الاسرائيلي يفهمون ان عملية ارهاب واحدة يمكنها خرق التوازن والربط بين العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية. وفي ظل ذلك يمكن وقف التنسيق الامني بين السلطة والجيش الاسرائيلي، وهي خطوة غير مطروحة على الجدول حاليا.