دعوا نتنياهو يسقط مع "كورونا"

حجم الخط

بقلم: أوري مسغاف



ربما يكون هندل وهاوزر على حق. فكروا بذلك لحظة. ليس بمعارضة تشكيل حكومة بدعم القائمة المشتركة التي للأسف الشديد والغباء كانت أمل الانتخابات الرئيس لـ "ازرق أبيض"، بل برؤية السياسة الواقعية والتفكير بالجولة القادمة وادارة المخاطرة.
كتلة الحصانة، القومية المتطرفة – الدينية، للمتهم تبدو قوية جدا في هذه الاثناء. وبشكل يتناسب مع روح القائد الجنائية المخادعة فإنها تعززت بمقعد اضافي، سرق من مصوتي حزب العمل عن طريق المنشقة الكاذبة اورلي ابكاسيس.
لنتخيل الآن حكومة مدعومة من 61 عضو كنيست، بدءاً من أفيغدور ليبرمان وحتى هبة يزبك، وأمامها معارضة مكونة من 59 عضو كنيست بقيادة بنيامين نتنياهو.
حيوان جريح ومسجون أزال عن نفسه بقايا العقلانية والمسؤولية الأخيرة ولم يعد ملزما بأي شيء عدا تأجيج الغضب ومشاعر الاضطهاد في أوساط مؤيديه.
هذا تمرين سهل جدا فيه خيال موجه: ببساطة تذكر زمن أوسلو، ركوب نتنياهو على موجة العمليات والرقص على الدم، الشعبوية، تأجيج المشاعر والتحريض، الهجوم المستمر على الحكومة التي ليس فيها "أغلبية يهودية"، والتحريض وادارة العيون التي أدت الى قتل رابين.
عندها كان ما زال مبتدئا في هذا المجال، ولدا حقيقيا. تخيلوه اليوم، يندفع بسرعة وهو يركب على موجة أزمة "الكورونا" العظيمة ويحرض ضد حكومة تمثل 61 عضوا بدعم من العرب.
مع انظمة السايبر الموجودة لديه وكتائب من يأتمرون بأمره والصحيفة العائلية التي توزع بالمجان وجميع مراكز الابحاث التي تعمل بأمر منه وفي خدمته.
من ما زال بحاجة إلى ابراز الصورة مطلوب منه التوجه إلى ايهود اولمرت ما بعد حرب لبنان الثانية من أجل انعاش الذاكرة. لا شك في أن هذا سيكون "أوسلو" عالي المنشطات. بعد نصف سنة هو في الحقيقة يستطيع العودة مع 70 مقعدا ويحول نفسه إلى أردوغان.
لا يوجد أي سبب لإعطائه هذه الهدية. هنا على وشك أن تندلع أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة، ربما ايضا أزمة صحية.
المسؤول الرئيس عن هذه الأزمة هو نتنياهو. هو المسؤول عن الإهمال الإجرامي المتواصل لجهاز الصحة.
وعن اقتصاد في حالة عجز واهمال، انفق أرصدته ودفاعاته في يوم عاصف على شراء الغواصات الزائدة وبناء طائرة خاصة فضائحية، وعلى ضخ أموال الغاز للمقربين، وعلى رشوة الأصوليين والمستوطنين بدل الاهتمام بجميع المواطنين في إسرائيل، وبالطبع على إدارة الصراع ضد تفشي المرض – كعادته بخطوات ارتجالية متسلسلة ودون خطة رئيسة، ودون رؤية شاملة، من خلال الاعتماد على طاقم مقلص من المقربين يتفقون معه دائما وابعاد الاشخاص المهنيين الذين لا يتفقون معه.
مع خطاب الاحاطة اليومي للأمة في التلفاز، في أجواء من التخويف والتشاؤم الجهنمي (مليون من المرضى وعشرات آلاف الموتى، الحدث الأخطر الذي حل بالإنسانية منذ العصور الوسطى).
يجب عليه أن يأكل هذه العصيدة، وليواجه الـ 750 ألف عاطل عن العمل والمفلسين، وعندها سنراه يفوز في الانتخابات.
لا يوجد سبب لنحل محله ونتحمل هذا العبء. ولا حتى مشاركته في تحمل العبء. لقد اكتسب خبرة طوال سنوات في القاء التهم والقذارة على شركائه في حكومات "الوحدة" (التفاصيل لدى لبيد ولفني وباراك).
نشاطات طوارئ لحكومة انتقالية برئاسته يمكن أن تأييدها من الخارج، أما أن نشكل من أجله حكومة جديدة، فهذا جريمة سياسية وأخلاقية.
لن تقوم منها نهضة. هذا يعطي شرعية جديدة لمتهم بقضايا جنائية وشخص محرض واقصائي. كان يكفي أن ترى، أول من أمس، كيف أن "الليكود" يعلن الحرب على السلطة التشريعية والقضائية. هو عدو الديمقراطية الإسرائيلية، التي ثار عليها كي ينهيها.
الآن، بدلاً من عزله في الحجر، يواصل الكتاب والمحللون اقتراح كل أنواع الخطط المختلفة كل يوم لحكومة وحدة. إلى جانبهم هناك تحالف غريب من المفكرين والمثقفين والمثاليين، بدءا من دافيد غروسمان ومروراً بأفيف غيفن وانتهاء براني راهف، يتوسلون لبني غانتس وأصدقائه من أجل خيانة ناخبيهم ومبادئهم.
أيها المجانين، انزلوا عن السطح واتركونا لشأننا. دعوه يسقط سوية مع الـ"كورونا" فهو يستحق ذلك.

عن "هآرتس"