انقلبت مصر رأسا على عقب في تمام الثالثة ظهر يوم 12 أكتوبر/تشرين أول من عام 1992، بسبب فاجعة لم تشهد لها مثيل، إثر هزة أرضية ضخمة ضربت البلاد واستمرت لمدة 30 ثانية فقط، عرفت بعد ذلك باسم "زلزال 92".

كانت تلك الهزة الأرضية بقوة 5.8 ريختر كفيلة آنذاك بالتسبب في مقتل ألف شخص وهدم آلاف البيوت في مختلف نواحي المحروسة وتشريد سكانها.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فما فعله الزلزال الشهير عام 92 وتأثيره على كل المرافق والقطاعات في مصر من ضمنها كرة القدم، فعله بعد ذلك بـ18 عاما وباء كورونا الذي أصاب البلاد بشلل تام وتسبب بإيقاف النشاط الرياضي بالكامل، مثلما حدث في مختلف دول العالم.

ويستعرض  كورة في سلسلة من الحلقات بعنوان "الكرة في زمن الكوارث"، حكايات من الصندوق الأسود لكرة القدم في هذه الأوقات، ومن ضمنها كارثة "زلزال 92".

فاجعة الزلزال



وكانت مصر قد شهدت من قبل حادث الزلزال الأليم ظروفا مشابهة عطلت الأنشطة الرياضية سواء بإلغاء الموسم أو تأجيله واستئناف المسابقة مرة أخرى، في أوقات الحروب والثورات.

ويعتبر موسم 1992 – 1993 من ضمن المواسم التي لن تنساها الرياضة المصرية بعد أن تسبب الزلزال في تأجيل كل الأنشطة الرياضية منها مسابقة الدوري قبل عودته من جديد ليتوج الزمالك بلقبه الثامن هذا الموسم.

وتوقفت مسابقة الدوري خلال تلك الفترة لما يقرب من 3 أسابيع، حيث بدأت في موعدها الطبيعي 25 سبتمبر/أيلول 1992 بانطلاق الجولات الثلاث الأولى.

توقف أسبوعين

وعادت المنافسات بعد 14 يوما من الأحزان والتوقف بسبب المنازل والمنشآت المهدومة، مع مباريات الجولة الرابعة التي أقيمت على أيام مختلفة منها 30 أكتوبر/تشرين أول و8 و11 نوفمبر/ تشرين ثان.

وكانت أول مباراة بعد الزلزال قد جمعت بين السكة الحديد والمصري وتعادلا (1-1).

فيما أقيمت مباراة القمة بين الأهلي والزمالك التي كان من المقرر اقامتها في الجولة الرابعة فلعبت في العام التالي تحديدا 5 فبراير/شباط 1993 وفاز الزمالك (1-0).

وبعد زلزال 1992 استكمل الموسم بعدها بشكل طبيعي وانتهى يوم 15 يونيو/حزيران 1993 بلقاء القمة وفاز الزمالك (1-0).

الزمالك البطل



وفاز الزمالك بالدوري خلال هذا الموسم بفارق 6 نقاط عن الأهلي صاحب المركز الثاني، بعد منافسة قوية حسمها هذا الجيل الذهبي للزمالك والذي حصد أيضا بطولة دوري أبطال إفريقيا في نفس الموسم.

ورفع الأبيض رصيده الى 45 نقطة حصيلة الفوز في 20 مباراة والتعادل في 5 مباريات والخسارة في لقاء وحيد، إذ كانت نقاط الفوز تحتسب في هذا الموسم "نقطتين".

أما الأهلي صاحب المركز الثاني فجمع 39 نقطة بعد الفوز في 16 مباراة والتعادل في 7 مباريات والخسارة 3 مرات.

المصدر موقع كورة