قصة تخيلية

بالصور قصة كورة: ليلة سرقة الكرة الذهبية في 2020

حجم الخط

وكالة خبر

المشهد الأول 

الزمان: 15 أغسطس/آب 2020

 
باءت كل محاولات عودة الحياة للكرة العالمية بالفشل، وتم إلغاء كل البطولات الأوروبية والقارية لموسم 2019-2020 بسبب مخاوف من تفشي فيروس كورونا.
 
ورغم تراجع أعداد الإصابات والوفيات في البلدان الأوروبية الكبرى، عقب إجراءات صارمة بإلزام المواطنين بالتواجد في منازلهم لأكثر من 5 أشهر، إلا أن المخاوف لا تزال حاضرة، مع منح إشارة عودة الجميع للشوارع، لأن عداد كورونا سيقفز مرة أخرى إلى الذروة في هذه الحالة.
 
يفتقد الجميع لمتعة كرة القدم، بينما يعاني جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي من كارثتين: الأولى أزمة عامة بإيقاف كل البطولات الكبرى، والثانية خاصة بالفيفا بسبب الخسائر المالية الكبيرة وفسخ العقود مع الرعاة.


 
ظل إنفانتينو يفكر هل يقرر إلغاء حفل جوائز الأفضل للعام الحالي، لا سيما أن كل البطولات لم تكتمل، ومن السذاجة اختيار أفضل لاعب في العالم من خلاله تألقه لأشهر قليلة فقط، إلا أن قرار إلغاء الحفل سيتبعه كارثة اقتصادية أخرى للفيفا.
 
جاءت فكرة مثيرة إلى إنفانتينو، بأن يعقد جلسة فيديو ودية مع معظم المدربين الكبار في العالم، للحصول على رأيهم بشأن حفل الأفضل.

وبالفعل تم التواصل مع كلوب (ليفربول) وزيدان (ريال مدريد) وجوارديولا (مانشستر سيتي) وكيكي سيتين (برشلونة) وساري (يوفنتوس) وأنطونيو كونتي (إنتر) وسيميوني (أتلتيكو) وتوخيل (باريس سان جيرمان).
 
وتم تحديد يوم 15 أغسطس/آب لاجتماع الفيديو، وذلك قبل الموعد المقترح لإقامة الحفل بشهر كامل.
 
بدأ إنفانتينو الجلسة: مرحبًا بالجميع.. في البداية أنا حزين بسبب إلغاء البطولات في الموسم الماضي، لكن أزف لكم نبأ سارًا بأنه تم إبلاغنا بالانتهاء من مصل كورونا.
 
كلوب يضحك بسعادة: يا له من خبر رائع.. هل نستطيع بذلك استكمال البريميرليج كي نحصد اللقب؟.  
 
إنفانتينو: اللعب الآن مستحيل لكن تم إبلاغنا أن الجميع يجب أن يحصل على المصل أولًا، هذه العملية تستمر من أسبوعين إلى شهر، وبذلك سينطلق الموسم الجديد في مطلع أكتوبر/تشرين أول.
 
زيدان: أخيرًا ستعود الحياة إلى طبيعتها.. ولكن هل نحن هنا لمعرفة هذا الخبر السار فقط؟
 
إنفانتينو: لا ولكني أفكر في إمكانية إقامة حفل الأفضل خلال الشهر المقبل.. هل ستكون فكرة صائبة في ظل إلغاء البطولات؟
 
زيدان: نجعل الحفل ضمن الأعمال الخيرية ونمنح الجوائز للاعبين والأندية الأكثر تبرعًا أثناء الأزمة.
 
كلوب: فكرة رائعة ولكن لما لا يكون ذلك على هامش الحفل، ويحصل أفضل لاعب خلال الفترة من سبتمبر/أيلول وحتى فبراير/شباط الماضي على جائزة الأفضل بشكل طبيعي، ليشعر الجميع أن الحياة عادت للساحرة المستديرة من جديد.
 
جوارديولا: بكل صراحة لا أرى أي معنى لإقامة حفل جوائز، نحن لم نستأنف بعد البطولات في العالم، الجماهير قد تعزف عن المشاهدة لعلمها أن الحفل يقام لأسباب اقتصادية فقط.
 
سيتين: أؤيد رأي جوارديولا بشدة.. وربما يكون الأفضل تأجيل الحفل حتى يناير/كانون ثان أو فبراير/شباط المقبلين.
 
سيميوني: طالما أن الكرة ستعود.. فأنا أوافق على أي رأي تميل له الأغلبية، لكن إذا أقيم الحفل سأنتظر جائزة أفضل مدرب (يضحك).. لقد أقصيت ليفربول وكلوب من دوري الأبطال، ولم أحتفل بذلك بل عدت من أنفيلد إلى منزلي ولم أخرج حتى الآن.


 
إنفانتينو: حسنًا.. كنت أعلم أن الجلسة ستشهد اختلافًا كبيرًا على مستوى الآراء، أشكر الجميع على المشاركة المثمرة، سندرس كل الآراء ونتخذ القرار الأفضل.
 
انتهى الاجتماع ثم أصدر الفيفا بعد أيام قليلة، بيانًا بتحديد موعد حفل الأفضل، مؤكدًا أن أسماء المرشحين ستكون مفاجأة للجمهور يوم تسليم الجوائز، ولن يتم الكشف عنها الآن.

المشهد الثاني 

الزمان: 15 سبتمبر/أيلول 2020 

المكان: باريس – فرنسا 


فور توجيه الكاميرات إلى الحضور في الحفل، ظهر كل النجوم الكبار في الأندية الأوروبية وفي مقدمتهم ليونيل ميسي (برشلونة)، وكريستيانو رونالدو (يوفنتوس)، ومحمد صلاح وفيرجيل فان دايك (ليفربول)، ونيمار وكيليان مبابي (سان جيرمان)، وإيدين هازارد (ريال مدريد).
 
وظهر إنفانتينو على المسرح بجانب الجائزة الموضوعة داخل صندوق مغلق، ثم حل الظلام على الحفل، وتوجهت الإضاءة فقط إلى صندوق الجائزة الذي تم فتحه إلكترونيا، ليتفاجأ الجميع أن ما بداخله الكرة الذهبية وليس جائزة الأفضل المعتادة.
 
عادت الأضواء إلى الحفل وهنا بدأ إنفانتينو كلمته: لقد عاش العالم بأكمله أزمة استثنائية لم نعبرها إلا بالاتحاد ومحاربة كورونا في صف واحد، واليوم كان لا بد أن نعود للظهور مع "فرانس فوتبول" كفريق واحد.. لن أطيل في كلماتي، ولكننا سنذهب مباشرة إلى اللحظة المنتظرة وإعلان الفائز بالكرة الذهبية.


 
صعد ميسي وكريستيانو وصلاح وفان دايك ونيمار ومبابي وهازارد إلى المسرح، وحصل كل لاعب على ورقة باسم الفائز في موقف غريب، ثم بدأ العد التنازلي في المسرح (3.. 2.. 1).
 
فتح كل اللاعبين، الورقة وتم توجيهها صوب الكاميرات، وكانت المفاجأة أن كافة الأوراق تحمل اسمًا واحدًا وهو كورونا، ما أثار ذهول الحضور.


 
ظهر إنفانتينو مجددًا على المسرح ليجيب على التساؤلات التي قفزت إلى عقول كل الحضور "إننا حاربنا فيروس لمدة 6 أشهر، ورغم انتصارنا عليه ولكنه قتل بداخلنا كل أسباب التفرقة والعنصرية، وجعلنا صفًا واحدًا بشكل غير مسبوق".
 
"هذه الكرة الذهبية ستسرق من اللاعبين وتمنح للمركز الطبي الألماني الذي طور مصل كورونا، وكان سببًا في عودة الحياة والمتعة لنا باستئناف بطولات الكرة التي ستنطلق خلال أسبوع من الآن.. دعونا الآن نقف دقيقة حداد على كل الضحايا، ونتعاهد بألا نعود للعنصرية والتفرقة مرة أخرى".
 
سيناريو تخيلي مستوحى من الحالة التي تعيشها الكرة العالمية حاليًا بسبب فيروس كورونا