الفايروس لا يهدد الانسانية

حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

يهدد الانسانية من نسب الفايروس الى شعب بعينه حين أسماه بالفايروس الصيني ، للنيل من هذا الشعب العظيم الذي ارسل مساعداته الى الشعب الايطالي رغم التعارض السياسي بينهما، في حين تخلى عنه حلفاؤه الرسميون، مما دفعه الى انزال اعلام اوروبا وامريكا ورفع العلم الصيني.

نسب ترامب الفايروس الى الصين ما يحمل بالاضافة الى التحقير والدونية ، نزعة لا تخلو من العنصرية المقيتة التي سادت كوكبنا وأودت بحياة عشرات ملايين الناس ، خلال القرون القليلة الماضية، هي عمر الولايات المتحدة الامريكية ، سواء ازاء سكانها الاصليين "الهنود الحمر" او من استجلبتهم عبيدا من افريقيا ، وهناك احصائيات عن موت ثلاثين مليون افريقي خلال الشحن بالسفن ، بينهم من كان يزهق روحه ويلقي بنفسه في المحيطات وخاصة النساء منهم .

الفايروس مهما اوتي من قوة لن يستطيع ابادة الملايين كما فعلت الولايات المتحدة الامريكية في حروبها شبه المفتوحة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية اثر انتصارها على اليابان بالضربة القاضية في اول استخدام للقنبلة الذرية في التاريخ على مدن بأكملها ، وقد قيل ان القنبلة الثانية على نكازاكي القيت بعد ان اعلنت اليابان استسلامها ، تبعتها حربها على كوريا بعد اقل من عشر سنوات ، وانها القت على عاصمتها بوينغ يانغ مئتا الف قنبلة بقدر عدد سكانها انذاك ، فكوبا ، ففيتنام ، فاندونيسيا ، فغواتيمالا فالسلفادور فتشيلي فنيكاراغوا ، فإفغانستان ، فالعراق ، فسوريا وليبيا واليمن .

إقدامها على زرع الكيان الاسرائيلي في المنطقة العربية ، شكل آخر من الهيمنة ذات الدلالات العنصرية على اعتبار ان الصهيونية حركة عنصرية لم يتم إلغاءها رسميا الا من خلال خدعة السلام الذي وصفه الرئيس الراحل ياسر عرفات بسلام الشجعان، لكن كل يوم تثبت فيه اسرائيل ولاءها الحديدي لهذه العنصرية، حتى خلال تفشي الفايروس، اقدمت على القاء عمال فلسطينيين عند حواجزها العسكرتارية المنتشرة كالزرع في الضفة الغربية ، بدعوى اصابتهم بالفيروس ، فيتبين انها مجرد شبهة ، الجرافة العسكرية التي دفعت بلسانها الحديدي في جسم الفلسطيني بخانيونس قبل حوالي شهر ، غرسته في رأسه او فمه او عينه ورفعته على الاشهاد امام العالم اجمع ، وكانت قبل عشرة ايام تصادف ذكرى مرور 17 سنة على مقتل المتضامنة الامريكية راشيل كوري تحت جنزير ذات الجرافة في رفح دون ان تجد احدا في العالم قادر على وقفها . هي نفسها الجرافة التي اقدمت على هدم 96 منزلا في صور باهر في ليلة واحدة قبل سبعة اشهر . بعد سبعين سنة يأتي ترامب فيكافيء هذا الكيان الاحتلالي الاقتلاعي الاستيطاني العنصري بمنحه مدينة القدس عاصمة موحدة له وهضبة الجولان السورية حدودا شمالية وغور الاردن حدودا شرقية ، فيرد نتنياهو الجميل بالجميل ليسمي احدى مستوطنات الهضمة باسمه .

هذا ما يهدد الانسانية والبشرية اضعاف ما يمكن ان يفعله فايروس على خطورته ، سيشهد نهايته من تكتب له النجاة خلال اشهر ، لكن الفايروس الآخر قضى على ثلاثة اجيال على مدار سبعين سنة ، دون ان يرى من تبقى منا احياء في الجيل الثالث افقا لنهايته .