الوصول إلى الهدف قد يكون بالسير في الاتجاه المعاكس: نتنياهو وغانتس نموذجاً!

حجم الخط

بقلم: عميت سيغال


ساهمت شخصيتان مفاجئتان، بغير إرادتيهما، في إقامة حكومة الوحدة بين غانتس ونتنياهو: الأولى هي استر حايوت. فالمدى الزمني العنيد الذي فرضته رئيسة «العليا» على الكنيست، وكأنه لن تقوم ديمقراطية في إسرائيل اذا لم ينتخب مئير كوهن رئيسا للكنيست بالذات يوم الخميس ظهرا، أدى الى تشديد الضغط على القمرة والى النتيجة المعاكسة. في الأسبوع القادم، باحتمالية عالية، سيدخل يولي ادلشتاين مرة أخرى باب المكتب الذي تركه، الأربعاء الماضي.
الشخصية الثانية هي افيغدور ليبرمان. في الشهر الأخير رُفعت الأقنعة، وتبين أن الهدف الاعلى لرئيس «إسرائيل بيتنا» ليس الحرب ضد الاصوليين والعرب، بل تصفية نتنياهو. ولكن غانتس شخّص بأن التشريع العنيف الذي عمل عليه «إسرائيل بيتنا» ما كان سيؤدي الى تعيينه رئيسا للوزراء، بل الى استبدال نتنياهو بشخصية اخرى من «الليكود». وقد تجسّد ذلك، أول من امس، عندما رفض أولئك الذين شجعوه لتولي منصب رئيس الوزراء تأييده لمنصب رئيس الكنيست.
في قراره الدخول مع نتنياهو تحت رافعة الجريح - أو في هذه الحالة تحت سرير التنفس – قضى غانتس على ليبرمان أن يتحول في المستقبل المنظور للعيان من متوج الملوك في السياسة الإسرائيلية الى عضو في المعارضة، بين لبيد وعودة. لقد ظن ليبرمان أنهم سيستعينون به كي يدفع الى الامام بتشريع ضد نتنياهو، ولكن غانتس استخدم رافعة التشريع لديهم كي يحصل على حكومة متساوية. ان الحلف بين غانتس وبين الثنائي لبيد – ليبرمان تفجر في مسألة حمار المسيح، او للدقة في مسألة من هنا المسيح ومن هنا الحمار.
لقد أثبت زعيما الحزبين الكبيرين أن في السياسة، مثلما في الفيزياء النظرية، يكون أحيانا السبيل للوصول الى الهدف هو السير بالضبط بالاتجاه المعاكس. فسبيل غانتس بإنهاء ولاية نتنياهو كان منحه سنة ونصفا اخرى في المنصب؛ وسبيل نتنياهو لتفكيك «أزرق أبيض» هو اقتراح التناوب مع زعيمه. غانتس، الذي لا تزال شكوكه في قدرته على أن يتولى الرئاسة للحكومة الـ 13 بلا أي يوم من التجربة الوزارية، ثابتة، نجح في التجربة الثالثة التي وقعت له، التجربة في اتخاذ قرارات أقسى من الاحتمال. فقد أنقذت إسرائيل من مواصلة المشادة العنيفة التي علقت فيها. بل أنقذتها على ما يبدو من حرج آخر: مئير كوهن، رئيس الكنيست التالي/ السابق، وصف، أول من أمس، غانتس ورجاله بـ»الخونة». أهكذا يتحدث من أراد أن يقف على رأس السلطة التشريعية؟
في الاسابيع الاخيرة صحا غانتس تدريجيا من مشروع حكومة الاقلية بتأييد «المشتركة»، التي تعتمد على رحمة مؤيدي «المخربين»، ممجدي امهات الشهداء، وحفنة اخرى من زوار السجناء الأمنيين. وقد فهم انه خارج عالم التويتر وبعض المحللين فإن مثل هذه الحكومة الهزيلة بتأييد «التجمع الديمقراطي» هي الامر الأخير الذي تحتاجه إسرائيل في ذروة الأزمة. كانت خلافات الرأي في قيادة «أزرق أبيض» بينة لعيون كل من أراد ان يرى. وأول من امس، جاءت النتيجة التي لا تعقل تقريبا: بعد سنة ونصف السنة سيكون لبيد رئيس المعارضة لرئيس الحكومة غانتس.

عن «يديعوت»