يجب أن يضع غانتس لنفسه "خطوطاً حمراً"

حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع


يدور اللقاء الليلي بين نتنياهو وغانتس حول بعض التحسينات بأثر رجعي. فقد تعرض غانتس لغير قليل من النقد بسبب قراره الانضمام الى حكومة نتنياهو، وبسبب أنه يفعل ذلك رغم أن الانشقاق في «أزرق أبيض» يبقيه مع أقل من نصف الحزب، وليس شريكا متساوي القوة في حكومة «الليكود»، بل مجرد ملحق بها.
والآن يأمل في أن يراعي نتنياهو وضعه الصعب، ويتنازل له قليلا. أفلم يعانِ مصوتو «أزرق أبيض»، عفوا، «حصانة لاسرائيل»، ما يكفي، هكذا يسأل.
وحسب المنشورات يسعى غانتس إلى تغيير بندين ونصف البند: بند ادلشتاين، بند ليتسمان، ونصف بند يتعلق بحجم الحكومة.
يطلب غانتس ألا يعاد تنصيب يولي ادلشتاين في كرسي رئيس الكنيست، بعد بضعة أيام من تحقيره المحكمة العليا. كما يطلب إخراج ليتسمان من وزارة الصحة على خلفية القصورات في معالجة أزمة الكورونا. ليس مريحا له أيضا زيادة أخرى في عدد الوزراء، في الوقت الذي تواجه فيه الدولة أزمة هي الأخطر في تاريخها.
إلى أدلشتاين سنصل لاحقا. يمكنني أن أخمن كيف يمكن أن يرد نتنياهو على الطلبين الأخيرين. سيخفض صوته وكأن به يفشي سراً، ويضفي على صوته نبرة أبوية، سيادية، ويقول ببطء: يا بيني، عليك أن تفهم. لا يمكنني أن القي بليتسمان وأخرق تحالفي مع الأصوليين؛ لا تقلل من قيمة ليتسمان: تحت القبعة لديه أنا غير صغيرة.
وبالنسبة للوزراء، كان يسرني أن أقلص عددهم، أنا ايضا لا أستطيب تضخيم الحكومة. ولكن «الليكود» لن يسمح. ستتعلم لاحقا كم من الصعب الفصل بين وزير في الحكومة وبين كرسيه.
نتبقى مع أدلشتاين. القصة مجنونة جداً: يوم الأربعاء ليلاً طلب مندوب «أزرق أبيض»، حزب غانتس في ذاك الوقت، من قضاة العليا إدانة ادلشتاين باحتقار المحكمة. وجعل الحزب الدفاع عن شرف القضاة درة التاج في دعايته، وكأن هذا مذهبه الفكري.
مرت ليلة واحدة، واذا بالحزب ذاته يتبنى اتفاقا سيعيد المحتقر إلى كرسي الرئاسة. هذا لم يمنع غانتس من أن ينشر بيانا قال فيه إنه ينضم للحكومة كي ينقذ جهاز القضاء.
أنقذ، احتقر، أنقد، احتقر. قد يكون ممكنا أن نفهم لماذا قرر غانتس خرق تعهده للناخبين وأن يخدم تحت نتنياهو. ولكن أن يحتمل مناورة أدلشتاين؟
لا بد أن غانتس يتذكر الأقوال القاسية التي قالها رئيس الدولة عن سلوك أدلشتاين، وعن الدرس الخطير الذي يعطيه لكل من يستخف بتعليمات الـ»كورونا»، ولكل من يخرق القانون. غانتس ليس نتنياهو؛ كما أنه ليس غونين سيغف: إذا كان يريد أن يبقى في الساحة السياسية فهو ملزم بأن يضع لنفسه خطوطاً حمراً.
أحد الوزراء المرشحين في مجموعة غانتس قال لي في نهاية الأسبوع إن هذه معركة محظورة الخسارة فيها، في خطوة تغير اللعب: إذا أصر بيبي على التعيين فمن محظور التوقيع على الاتفاق. وأضاف: «إني أتلقى تلميحات تفيد بأن الليكود يريد فقط أن يقوم باستعراض بأنه يقاتل من أجل ادلشتاين. نتنياهو سيلقي به دون تردد».
فما بالك أن إزاحة ادلشتاين عن الطريق ستسمح لنتنياهو بأن يجد منصبا مريحا، ومحترما، لأحد الوزراء.
يريف لفين مثلا أو حتى من الأفضل زئيف الكين. فقيادة «الليكود» مكتظة جدا الآن. مكتظة لدرجة التخوف بنقل عدوى كورونا.

عن «يديعوت»