تغريدات زمن الكورونا: وكم في الجدِّ من هزلٍ؟!

حجم الخط

بقلم د. أحمد يوسف

 

 اليوم، وفي ظل تفشي وباء الكورونا والحجر الصحي المفروض على جميع العالمين بقوة السلطة والقانون وحماية النفس، أثبت الإنترنت أنه الوسيلة الأكثر فاعلية لتحقيق التواصل الاجتماعي بين البشر، وأن البرامج التي يتيحها للناس للتعارف وكسب المعرفة وشغل الوقت بين الجد والهزل هي مشهد لاستمرارية الحياة، رغم مظاهر الموت وأشباحه التي طغت على شوارع العالم وحواضره العتيدة.

الكل اليوم هو بحكم السجين في بيته شاء أم أبى، والجائحة غيَّرت أنماط حياتنا، وأصابتنا بالصدمة والذهول، حيث نعيش أوضاعاً لم نكن نتوقعها أو نتخيلها، وإن كنا قرأنا عنها في كتب الأساطير والرويات الدينية.

اليوم ما زلنا نحاول التكيف مع حياتنا الجديدة بكل صعوباتها ومفاجآتها المحزنة، وإن كان الارهاق والتعب والشعور بالخيبة والاحباط يكسو وجوه الكثيرين منا. ومع ذلك، فإن هناك ما تتفق به ذهنية الحكماء والنخب من الأفكار التي نتعلم منها كيفية تجاوز ملل وقهر الظروف التي نمر بها، كما أن هناك بعض ما يطرحه أنصاف المتعلمين والسفهاء من شطحات على سبيل التنكيت والتندر، لنأخذ منه الدروس والعبر، وبالطبع أصبحت المقطوعات والبرامج الفكاهية تلقى ملايين المشاهدات.

وأخذاً بتوصية صديقي العقيد مصباح أبو كرش (أبو عبدالله) التي أجملها في إحدى تغريداته بالقول: "شعب فلسطين يتمتع بأحاسيسه ومشاعره الجميلة، والتي هي بحاجة لمن يستثمرها بعقلانية، ويقوم بترتيبها لصالح هذا الشعب"، لذلك قمت برصد ما تكتبه النخبة الفلسطينية من تغريدات تعقب فيها وتعلق على الأوضاع الجارية، وهي في مجملها تعكس حقيقة مستوى الوعي والمزاج العام لدي هذه الانتلجنسيا، وإن كانت هناك بين السطور لسعات للحالة السياسية المتعثرة،والتي يمكننا اشتمامها بين السطور. 

في الحقيقة، منذ اللحظات الأولى لانتشار وباء الكورونا وصفحات التواصل الاجتماعي تعج ومازالت بالتعليقات والنقد والنكات والقدح والسباب والنصح والإرشاد والخوف والأمل، ولكني غير معني إلا بما دبجته أقلام النخب (الانتليجنسيا) وعليِّة القوم من السياسيين والإعلاميين، وهذه عينة منتقاة منها:

- الأستاذ أحمد ابو ارتيمه: من رحم الابتلاءات تولد العطايا، ومن أجمل العطايا أن نرى من الإنسان أجمل ما فيه وهو العطاء وفعل الخير.يغمرني الامتنان للعديد من المبادرات التي أطلقها الخيرون للتكافل في هذه الظروف العصيبة، التي خسر فيها الكثير من الناس مصادر الدخل اليومي بينما على كاهلهم عائلات وأطفال ينتظرون لقمة الطعام التي تقيم أودهم. إن كان لديك فضل من مال أو طعام فشارك جزء منه مع عائلة أو عائلتين أو عشرة من الجيران والأقارب، وكلما أكثرت فالله أكثر "وما تنفقوا من شيء فإن الله يخلفه". يمكن تعزيز هذه الفكرة بتشكيل لجنة في كل حارة لتفقد العائلات التي خسرت مصدر دخلها أو التي لا مصدر دخل لها أصلا، وكذلك يمكن للتجار أن يساهموا بما تجود به نفوسهم، فنكون كالجسد الواحد متوادين متعاطفين .

- الأديب محمود جودة: "أنقذنا يا ياسوع بحق جاه حبيبك سيدنا محمد"..هذه دعوة أطلقتها سيدة مسيحية. هذا هو المنطق الذي سوف يسود بعد هذه الأزمة، لن يدعو المسلم الحقيقي أن يشفي الله المسلمين وبلادهم من الوباء، بل سيدعو أن يشفي الله المسلم والمسيحي واليهودي والملحد والعلماني والمجرم وكل من يتنفس فوق هذه البسيطة. أشياء كثيرة سوف تتبدَّل معانيها، فكل ما كان عظيمًا قبل هذا الوباء سيصغر، عداوات كثيرة سوف تنفض، وقضايا مستعصية سوف تُحل (غير شامل قضية المصالحة الفلسطينية). سيتغيّر أسلوب التفكير والاستنتاج، سيتراجع أقوام ويتقدّم غيرهم، لن تكون سطوة المنابر الدينية والشيوخ مثلما كانت، ولن تقوى عين العسكر على شعوبهم، لأن مدافعهم أضحت مرتبكة حديد لا حاجة له، وسوف يقنع الجنرال أن جهاز التنفس الصناعي أهم من الدبابة، ويقتنع المتبرع أن سرير في مشفى أولى من فرش المساجد بالسجاجيد الفخمة، ويقتنع السياسي أنّ خطاب الوقاية، أهم من كيان الدولة.

- الأديب يسري الغول: مضى وقت طويل على غيابي عن الصلاة في المسجد لظروف وأسباب كثيرة، لكنني ظهيرة يوم الجمعة الماضي فتحت باب منزلي ونظرت باتجاه أبواب المسجد المغلقة، وشعرت بغصة كبيرة، طفرت دمعات على خدي، كأن شيئاً انقبض بداخلي، وتساءلت بيني وبيني: لماذا منع الله مريديه وعباده من الصلاة له في المساجد والكنائس والمعابد وغيرها؟ فأجبتني بأن البارئ -جل في علاه- يعرف القلوب، وهذا العالم تغشته الضغينة والكراهية، فحجم الخبث الذي ملأ البشرية كبير، حتى صارت العلاقة مع الخالق مجردة من الآدمية والإنسانية، القتل والسرقة والكذب، وكأنه تعالى يقول للجميع: هل تعتقدون أنكم تكذبون عليّ؟ ما حاجتي بصلاتكم وأنتم ملوثون بالظلم وقد حرمته على نفسي؟

- المهندس زهير الشاعر: في تقديري أن عام 2020 لا زال يحمل معه مفاجآت ضخمة على مشهد الساحة الفلسطينية برمته، وسيُغيب الكثير من الأسماء التي إعتدنا على تداولها مهما علت مكانتها، منهم من سنبصق على سيرتهم لأنها قذرة، ومنهم من سنترحم عليهم حتى وأن لم يكونوا عند حسن الظن لا في المواقف ولا في المبادرة،  إن كان لنا من العمر بقية!!

- د.إبراهيم حبيب: كورونا مش لعبة للترفيه أو للسبق الصحفي، كورونا وباء قاتل ومُعدي وقد ندفع ثمنه غالياً من أنفسنا وأحبابنا. إن كل ما تبذُله لجنة الطوارئ والأجهزة الحكومية جيد ومُقدر، ولكن بعض الهفوات البسيطة قد تكون قاتلة ولا يستقيم معها كل ما بُذل من جهد. رسالة للادارة الحكومية في غزة: اقسوا شوية وبلاش عواطف؛ لأن الكارثة ان وقعت وانتشر الوباء- لا سمح الله -  لن يرحمكم أحد وستدفعون ثمناً باهظاً..هذه نصيحتي لكم.

الأديب خلوصي عويضه: لا تزال البشرية جمعاء في عين عاصفة جائحة كورونا، ويصعب تجميع أجزاء المشهد ففصوله تتوالى، لكن المؤكد أن التجربة غنية بالدروس والعظات... لطالما كان دأب الدنيا وطبعها أن تعجّ بالجراح والمآسي دون أن تعبأ بالضعفاء الذين لا حيلة لهم غير تمجيد آلامهم على سبيل التسرية والمواساة، ها نحن اليوم؛ خلافا للمألوف " حاشا الشماتة إنما العبرة هي الغاية"؛ بصدد رصد مشهد تساقط الأقوياء، يبدو أن المأساة الإنسانية تعيد إنتاج ذاتها بسبب استمرار إخفاقها في ممارسة تحكماً واعياً وضبطاً أخلاقياً ذاتياً لتعديل مسار غرورها الكاسح، إن الغرور بذاته ولذاته؛ منذ نشأة الخلق وهو ينتج جهلا ًيصيب بصيرة الإنسان في مقتل.

- الشيخ عبد العزيز عودة: ذكرتني المساجد الخالية والمغلقة هذا الصباح بقصيدة "أبي البقاء الرُّنْدِي" في رثاء الأندلس ـــ مع الفرق بين الحالين ــ حيث يقول: حتى المساجدُ تبكي وهي صامتةٌ... حتى المنابرُ ترثــي وهــي عــيدانُ ! لمثــلِ هــذا يذوبُ القــلبُ مــن كَـمـدٍ... إنْ كان فــي القـلبِ إسـلامٌ وإيمانُ ! لم أقــرأ ولــم أســمع ولم أشــهد فــي حــياتي أن المســاجــد أغُــلِقتْ ــ مَرَّةً ــ في فلسطين، وحِيلَ بين الناس وبين أداء صلاة الجمعة والجماعات قبل اليوم ! وإنَّ في هذا لَعِبْرَةً ! ولله فــي خلقه شـؤون ! وله الأمـر مـن قبلُ ومـن بعـدُ ولا حول ولا قوة إلا به .

- الأب منويل مسلَّم: وَقَفْتَ وما في الموت شكٌّ لواقـف...كأنك في جفن الرّدى وهو نائـم.. وَضَعَت الكورونا العالم في جفن الموت الذي بدأ يتململ ويصحو. الغافلون الفلسطينيون عن الوقاية من كورونا ويتجاهلون نصائح وإرشادات القيادة الفلسطينية ووزارة الصحة هم كمن يقفون في  جفن الموت المحتوم. مُصيبَتُنا إذا تَفَشَّى المرض فينا أنه سيبيدنا؛ فنحن تحت احتلال مُنْهار صحّيّا وليس لنا دواء ولن يساعدنا أحد؛ فكل العالم مصاب إصابة قاتلة.

-الأستاذ باسم الخالدي: لماذا. خليك بالبيت...خليك بالبيت ليس ترفا و لا شعارا عاطفيا ولكن لأنه في ظل انهيار اقتصاديات الدول الكبرى وانشغالها بأمورها الذاتية وتخليها عن أقرب حلفائها، كما حالة ألمانيا وفرنسا تجاه إيطاليا، وفي ظل النقص الحاد في أجهزة التنفس على مستوى العالم بأسره وامتناع الدول المالكة والمنتجة لهذه الأجهزة عن بيعها أو التبرع بها، وحقيقة أن إمكانياتنا الاقتصادية والمالية محدودة جدا وستتأثر حتما بوقف النشاط الاقتصادي والتجاري تقريبا، وضعف المنظومة الصحية وامكانياتها الشحيحة. فان الطريقة الأفضل لمنع انتشار الفايروس هو الالتزام الحديدي بالإجراءات الوقائية وأولها وأهمها التزامنا في بيوتنا.

- د. محمد أبو سعدة: الأهل في غزة.. أنتم عارفين لو في واحد بس حامل الفيروس وحر ويتجول بشوارع غزة شو يعني؟ أنتم عارفين أن الدراسات تتوقع أن يكون 70/ من سكان الأرض مصابون ولم يتم اكتشافهم بعد؟ أنتم عارفين في ناس حاملة الفيروس ولكنه لا يظهر عليهم لقوة مناعتهم بس بنقلوا الوباء للآخرين؟ علشان أبوك الشايب وأمك المريضة "اقعد_بالدار".

- الشاعرة إلهام أبو ظاهر: أي منظومة يجب أن ترسخ في كوادرها أخلاق التعامل قبل حرفية المهنة فما بالك بأن تكون المنظومة إعلامية؛ أي تواجه الجمهور وتنقل الخبر.. للأسف؛كانت ردود عاملي (الوطنية) على غضب الناس  الخاص  بتقرير مصابي الكورونا جداً مستفزة ومسيئة و(ردح عوالم). إن غضب الناس مبرر جداً؛ لأن هذا الفايروس خطير جداً وينتقل بسهولة وبسرعة ونحن بيئة ظروفها مأساوية، ولسنا على قدر هكذا كارثة .

أن تأخذ (الوطنية) تصريح  من الحكومة فهذا ليس مبرر للذهاب هناك.. كل مؤسسة عليها تقدير الأمور وسلامة عامليها أكثر من السبق الصحفي.

- الأستاذ نضال خضرة: العالم ينهار تدريجياً، وأوروبا على شفي الإفلاس، والأمريكان يكابروا، والدول الكبري منشغلة في مصائبها، والخطر القادم في المنطقة العربية خطر الجوع الذي يهدد مصر والأردن وسورية ولبنان وفلسطين..السؤال الإستراتيجي: إذا إستمرت الأزمة لعامين قادمين 2022  وأصيب 2 مليون يهودي بحسب توقعات الخبراء الإسرائيلين، فكيف سيكون وضع المستعمرة الأكذوبة التي تسمي بإسرائيل ؟؟!!

- المهندس محمد ماضي:غزة.. تمنى رابين أن يبتلعها البحر فابتلعته الأرض،  هرب شارون  منها فمات حياً بضع سنين. غزة اليوم،  تتحمل الحصار وتحارب كورونا بأقتدار، تحملت  الدمار والاغلاق،  ولكنها تصبر على الضيم، وتعيش بأقل القليل، وتتحمل ظلم ذوي القربي. غزة ستبقي وستنتصر..حماك الله يا غزة.

- د. عدنان أبو عامر: الإسرائيليان مائير بن شاحر وعوزي دايان:"بتنا نرى مخاطر دخول إسرائيل بعقدها الثامن، الذي ينذر بتفككها، مشيران للحرب الأهلية بالولايات المتحدة، وتفكك الاتحاد السوفيتي، والربيع العربي، العقد الثامن قد يكون فتاكاً،لأن قادته هم الجيل الثالث؛ أبناء وأحفاد الآباء المؤسسين، بالتزامن مع الكورونا، الذي يهدد الصحة والرزق، وهذه الأزمة ستستمر، وتتسبب بأزمة اقتصادية، وتعميق الاستقطاب الاجتماعي، لدرجة الخطر الحقيقي على مواصلة وجود إسرائيل مثلما نعرفها"!

- د.حسام الدين الجزار: طلبت غزة حصتها من المساعدات المقدمة لرام الله لمواجهة فيروس كورنا..رفضت رام الله الرد على طلب غزة، تواصلت شخصيات من غزة مع منظمة الصحة العالمية وجهات دولية أخرى، قامت بدورها الجهات الدولية بالوساطة لدى رام الله بأن هذا الأمر إنساني ويجب مساعدة غزة، تجاهلت رام الله النداءات المتكررة، ساد التوتر المنطقة من تجاهل غزة بعد تحذيرات جدية باطلاق صواريخ اتجاه الكيان من جهات مجهولة مما قد يزيد المرض داخل ( إسرائيل).. على الفور طلبت الأخيرة تحرك دولي لانقاذ الوضع بغزة..

- خالد أبوعرفه: تذكروا صفقة القرن، وأطلقوا العنان لخيالكم...لو أنّ الكيان خلا من الوباء والإصابات.. واقتصر الوباءُ ومنعُ التجول على الضفة والقطاع.كيف كان الكيان عندئذ سيصنع بأراضي الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، وكذلك غور الأردن، والمسجد الأقصى المبارك.. و... و....؟؟ ألا إن رحمة الله قريب من المحسنين.

- الأستاذ وائل المبحوح: نقطة نظام.. كنت أظن أن إجراءات رام الله الاحترازية أسبق منها في غزة، بل ومن مناطق أخرى. لكن، بعد حادثتي (الأسير المحرر من جنين)، و(ترتيبات عودة العمال)، مقابل (حجر الأسير المحرر العائد إلى غزة)، أقول: تعظيم سلام لغزة وأهلها، فرغم ما فيها غزة من ضعف وقلة إمكانات إلا أنها تبقى شامة بين الناس والحافظ الله.

- الأستاذ عاطف دلقموني: فيروس كورونا علَّمنا أن نشكر الله على ما فات من أيام وسنين، وأن لا نشكوا مستقبلاً من أيِّ نقص أو ضيق يلاقينا.. بصراحة؛ لقد عرف الفيروس كيف يربينا.

- الأستاذصالح عوض: أين سيكون موقعنا بعد كورونا؟ ما هو شكل دولنا و مجتمعاتنا؟ أي اقتصاد لنا وأي تحالفات؟ ما هو مصير فلسطين؟ ما هو مصير القوى العظمى والاقتصاد العالمي؟ إننا نعيش واحدة من منعطفات التاريخ بالغة الخطورة. لذلك، نستدعيه فوراً مستندين على قوانينه في فهم ما يحصل الآن. إنها سنن ماضية في الطغاة ينهارون وهم بكامل قدرتهم وعتادهم، لأن القوة الحقيقية تكمن في دائرة أخرى لها علاقة بالتقييم الصحيح، والفعل المحسوب، أما القوة الغاشمة فهي حيوان بليد - كما يقول فرانز فانون- يقيدها الكبر والغطرسة عن محاولة الفهم. ومن هنا، سقطت الإمبراطوريات السابقة والحديثة جميعاً.

- د. يوسف إبراهيم: ما بعد كورونا يختلف تماماً عما قبله من منظومات اقتصادية وسياسية وتحالفات.. ننتظرالتغيير.

- الإعلامي صفوت الكحلوت: شاء القدر أن نتواجد في مختبر فحص فايروس الكورونا  التابع لوزارة الصحة بهدف تصوير المختبر. بعض الأمتار كانت تفصلنا عن العينات الخاضعة للفحص. لأول مرة منذ بداية عملي في الصحافة قبل حوالي 20 عاماً أشعر بالرعب من هذا المخلوق الصغير، مع العلم أننا كنا في غرفة مجاورة، ولم نكن وجها لوجه مع هذا اللعين.. عافانا الله وجميع خلقه...كل التقدير للطواقم الطبية التي تواصل الليل بالنهار بين الأمراض والأوبئة للحفاظ علينا.

- جميل نوفل: سبحان الله!! ما أجمل الصورة الإنسانية عندما تتجلى.يبادر مالك عقار تركي بمسامحة مستأجر فلسطينيشهرين..اللهم كثر من أمثاله.

- صفاء الهبيل: الحقيقة المرة... وبما إنه صار الجد... كمان صار لازم نكون صريحيين مع بعض شوية... ليش فيه ناس مجرد ما سمعت بإحتمالية وصول الكورونا لغزة ومع وصولها... على الفور، بدأت خطة تسوق لأشهر... مواد غذائية منظفات ومعقمات أدوية وإلخ... وبعضهم ذهب لسحب ما أودعه بالبنك... ومن ثم التزموا بيوتهم!! وفي المقابل، ناس ما فرقت معاها بتطلع وبتنزل بتزور وبتسلم وبتتسوق طبيعي ودوبوا بتلاجته حبة بندورة وعنده نص كيس طحين وبجيبته عشرة شيكل... وولادهم بيلبعوا بالشارع ومع ولاد الجيران ... ؟

- د. خالد أبو قوطة: جال في خاطري قبل أيام سؤال حول أين دور الأحزاب السياسية والحركات الوطنية والإسلامية الفلسطينية من هذا الفايروس الخطير? وأين دورها التوعوي والجماهيري لأبناء شعبنا ولقاعدتها الجماهيرية بحيث تكون مساندة لدور السلطة الوطنية الفلسطينية في دعم وتطبيق اجراءاتها من مبدأ الحفاظ على ابناء الشعب الفلسطيني في مواجهة فايروس كورونا?

- حسام أبو النصر: مطلوب من دولة رئيس الوزراء تحديد المؤسسات والوزارات او الدوائر بالاسم التي تبقى على راس عملها لان هناك وزارات لليوم تبحث عن الدوام اليومي، انا شخصيا من اسبوعين اخذت قرار فردي بعدم الدوام ، لان اي خلل سيعيدنا لنقطة الصفر وهذا ما حذرت منه منذ بداية الازمة وكنت اول من طالب باعلان حظر التجوال واقدر تجميلكم للمسمى ولكن هناك من فسره على مزاجه، كيف نمنع التجول ونطلب من الموظفين ان يكونوا على راس عملهم ؟!!! هذا يتناقض مع شعار "خليك بالبيت".

- الإعلامي نضال المغربي: منظمة الصحة العالمية اللي بتضم أفضل أطباء وخبراء في العالم بتقول لا حول لنا ولا قوة حتى الآن أمام فيروس كورونا وكل اللي بيطلبوه انه نقعد في الدار ليلاقوا علاج... اقعدوا في الدار.. بيكفي استهتار وبكفي هبل في الشوارع والبسطات.. والتجار بيكفي استغلال وخافوا يوم تطلبوا علاج بكل الأموال اللي ممكن تجمعوها بدون حقها وما تلاقوا... وللنشطاء بيكفي مسخرة وكونوا إيجابيين وأنشروا التوعية  واتركوا لأهل الاختصاص  ما يخصهم .

- د. عدنان أبو عامر: إسرائيل تجد نفسها ملزمة بمنع تفشي كورونا في الأراضي الفلسطينية؛ ليس حباً في سواد عيون الفلسطينيين؛ أو حرصاً على صحتهم؛ بل إدراكاً منها أن انتقال العدوى بين الجانبين أمر وارد جدا؛ والخشية من الانتقادات الدولية بسبب المسؤولية القانونية الإسرائيلية عنهم؛ مما يجعلها تزيد من اتصالاتها المكثفة مع الفلسطينيين للحيلولة دون تفشي المرض بينهم.

د. إبراهيم أبراش: في ظل الجائحة العابرة للأوطان والقارات والديانات والأيديولوجيات، نتمنى السلامة لجميع البشرية، حيث لا شماتة في موت أناس وهم في بيوتهم،وبالنسبة لنا كفلسطينيين وخصوصاً في قطاع غزة نتمنى السلامة الجسدية والعقلية والنفسية،لأن صعوبة الاوضاع الصحية والمعيشية والسياسية تجعل للكورونا تأثيرات تتجاوز المخاطر الصحية لتمس السلامة النفسية حتى بدون قصد وربما بحسن نية من البعض . في ظل هكذا أجواء مشحونة ومتوترة وحيث إن غالبية الناس جالسون في بيوتهم ويتصفحون وسائط التواصل ويقضون وقتهم بالكتابة والتواصل من خلالها،فإن كل كلمة وتعليق وخبر تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الحزبية من إذاعات وفضائيات الخ ستنتشر بشكل سريع وقد يتم توظيفها لأهداف غير وطنية وبما يثير الفتنة والهلع ،نتمنى من الجميع الحذر والحيطة عند كتابة اي بوست او تعليق،كما نأمل من الجهات الرسمية مصارحة الشعب بالحقيقية،فهذا ليس وقت المناكفات السياسية أو الشماتة والتبجح بالأفضلية على الطرف الثاني .

- د.تيسير كامل إبراهيم: الحكم الشرعيوالأشواق الدينية الخاصة.. هناك أناس مش فارقة معاهم يموت نص البلد عشان يلبي أشواقه الدينية الخاصة، قال أحدهم روحي معلقة بالمسجد مش قادر أبتعد عنه، الله لا يسامحكو إذا بتسكروا المساجد، يظن أنه بذلك قد تعبد الله بما أوفى على غاية التعبد، وما يعلم هذا المسكين أن تدينه هذا نوع من أنواع التدين المغشوش؛ ﻷسباب عديدة منها أن الواجب في حقه أن يتبع قول أهل العلم، وليس أشواقه وانفعالاته الشخصية، فكان الأصل أن يقول سمعنا وأطعنا لما يصدر عن الجهات المسئولة من أهل الفتوى والاختص.

- الأستاذ يحيى مسمح: ليست المشكلة في الخسائر الاقتصادية للدول، مع تزايد خطورة الوباء تتزايد الحاجة الى الاعتزال اكثر، دولة مثل ألمانيا لن يحتمل نظامها الصحي تضاعف الحالات المصابة، وسينهار مع الوقت اذا استمر التضاعف.الحاجة ضرورية لتعطيل الحياة بالكامل وهي معطلة، ولكن كم من الوقت نتحمل سكون العالم؟معهد روبرت كورخ قال "أننا سنحتاج إلى سنتين في الحد الأقصى" مشكلتنا البشرية مع الوقت ستخلق  مشكلة أكبر خطورة، كيف ستأكل البشرية والحياة الانتاجية تتوقف؟!المشكلة ليست محصورة في دولة وإنْ كانت أوروبا الان مركز الوباء، وحتى لو لن ينتشر الفايروس في العالم كما في أوروبا، فكيف سيتم التعامل مع مشكلة ندرة الموارد البشرية؟

لن تنحصر مشكلة الطعام في دول فقيرة لا تملك المال، وستكون مشكلة العالم بالكامل، كل فم على وجه الأرض لا بد أن يأكل، ولن يكون ثمّة قيمة للعمولات النقدية مقابل جوع الإنسان، وستنفجر الفوضى ويغرق الجميع في صراع تأمين الطعام!

مشكلة الوقت يبدو أنها لم تعد في صالح البشرية، لا توجد انتاجات عالمية، كبرى دول العالم المُنتِجة تتوقف بينما يستمر العالم في الاستهلاك الغذائي يوميا، فكيف سيحصل السبعة مليار إنسان على حصته الغذائية دون أن يسبب فوضى وانهيار حقيقي؟ وإذا كنت دولة تمتلك المال الكثير، فمن الذي سيبيعك اليومَ منتوجاته وهو قلق من غد يكون فيه رغيف الخبز أثمن من حجر ديامينت!

مشكلة فناء تواجه البشرية بالكامل، خطورتها لا تنحصر في الفايروس وحده وتتخطى إلى مشكلة الندرة التي ستنفجر في القريب!

كم من الدول ستفقد حصتها الغذائية بالكامل وتنهار خلال جمود العالم لسنتين؟!

- الأستاذ سامي القيشاوي: الشركات الكبرى في فلسطين مثل: مجموعة الاتصالات وبديكو بكل فروعها والبنوك فلسطين والعربي والقاهرة عمان، وكذلك شركة توليد الكهرباء وجميع الشركات لهم اكثر من عشرين سنة بجنو ارباح بالملايين من هالشعب، لدرجة ان اغلب المساهمين أخذوا ثمن اسهمهم اضعاف مضاعفة.. ليش ما يضعوا ارباح هذا العام والمقدر بعشرات الملايين ان لم يكن مليارات تحت تصرف الحكومة، وبلاش توزيع ارباح هذا العام، وبتكون في ميزان حسناتكو.

- الأستاذ محمد البحيري: قد يقتل الروتين الهادئ حياتك في مثل هذه الأيام فيضيق صدرك وتتشابه أيامك لكن لو تأملت قليلًا وفكرت لأدركت أن يومك الذي يشبه أمسك في صحتك وقرب أهلك وخلوه من الفواجع والمصائب لهو يومٌ مبهج، تحمل ساعاته عدداً من النعم ونحن لا نشعر بها..حفظنا الله واياكم من كل مكروه.

- د. أيمن أبو سويرح: لكل محنة وقتٌ وتنجلي فلا تقلق.. يقول ابن القيم (رحمه الله): ‏"إنّ للمحنِ آجالاً وأعمارًا كأعمار ابن آدم؛ لابدّ أن تنتهي!

-  الأستاذ عبد الرحمن شهاب: هل كرونا ستجعل البشرية تدير معركتها مع عدوها الجديد هو البيئة ؟ هل ستتوقف عن سفك الدماء في حروبها الداخلية بين البشر على مساحات نفوذ لا يتحقق ؟ أم هل ستدخل البشرية عهداً جديداً مع الكون تتراجع في وهمها  أنها يمكنها أن  تسيطر عليه هل ستتوحد البشرية تحت قيادة واحدة لمواجهة اخطار الطبيعة في توجه جديد لم تعهده البشرية، هل هذه المرحلة ستكون بداية السلام العالمي الحقيقي؟ الذي يتصالح فيها الإنسان مع الكون ويصبحا اصدقاء إلى عهد جديد ؟ فلم تعهد  البشرية بكاملها عهداً فيه تهديدها كلها..\

- منذ العاشر من فبراير 2020، بدأ فيروس كورونا يفرض حكمه على الناس، فأجبرهم بدافع الوقاية الصحية على المكوث في المنازل، ومن هنا بدأت الكثير من الأعمال تُنجز إلكترونياً، وبما أنَّ التعليم مهم فقد بدأت الجهات المختصة نظام التعليم عن بعد لاستثمار الوقت، بالتأكيد ستظهر أمامهم تحديات كثيرة إلا أنها قد تخلق واقعاً جديداً ما بعد كورونا.

- الأستاذ عايش يونس: هذه الأيام فرصة للعزابية انهم يخطبوا وللمخطوبين ليتزوجوا من غير تكاليف، لا صالة ولا حفلة ولا حنة ولا غداء ولا عشاء ولا مواصلات وكوافير وفساتين وحلويات وصباحية.. كل ما عليك فعله تطلب سيارة ب10 شيكل، تروح تجيب عروستك من بيت أهلها وتحطها عندك، وهيك بتوفر على حالك ما لا يقل عن 3000 دولار، احسبها صح #الزواج_في_زمن_الكورونا

- الصحقي أحمد الكومي: يسجل لوالدة الأسير المحرر راتب أبو عقل هذا الموقف الإنساني الحريص بعد إدخاله الحجر الصحي عقب الافراج عنه، وهي التي انتظرت لحظة احتضانه 12 عاماً، لكنها قالت: "نحن راضون عن هذه الإجراءات، والمهم هي المصلحة العامة". نعم يا أمي، أنت الفلسطينية التي قال فيك درويش: لن أسميك امرأة، سأسميك كل شيء.

- المهندس هاني أبو عكر: أصعب شيىء تواجه غزة ليس التحدي وليس إمكانات فقط وليس الخطوات المتبعة، الأخطر فئة قليلة من الشعب لا تعرف الجلوس في البيت ولا تعرف الضبط ولا الربط ولا ثقافة حماية الاخر، فقط هؤلاء أخطر من القادمين على المعابر ومن المصابين بالحجر، لذلك لأجل هؤلاء نطالب بمنع التجوال وتقطيع أوصال قطاع غزة لعدة مناطقحسب خطة كاملة صحية وأمنية وإقتصادية.. نفر قليل طائش كفيل بتحويل قطاع غزة إلى كارثة لا قدر الله.

- د. فهمي شراب: للأسف حالة الاستهتار لدى بعض فئات أو طبقات الشعب واضحة في الشوارع والمحلات: وتسألهم لماذا تخرجون؟ فيقولون نموت من الكورونا ولا نموت من الجوع. فمطلوب توفير للأسر المتعففة قوت يومها، حيث إن كثيراً من الأسر فقدت مصدر رزقها البسيط خلال هذا الشهر.. فالمطلوب صرف مبالغ لجميع العمال والفئات المحجوبة من المنحة القطرية وزيادة في نسبة الرواتب.

- د. ناصر الدين الشاعر: تحذير.. لندرس ماضينا القريب لأجل مستقبلنا. هل يتذكر المناضلون أسباب تراجعالانتفاضتين وانفضاض الشعب عنهما غير آسفين؟ هذا ليس درساً في التاريخ إنما صرخة ضد واقعنا غير المبشر بخير. فهل سنقع في الحفرة مرتين؟!

- أبو رضا غزال: رسالة مفتوحة من غزة إلى الإنسانية جمعاء..أيها الناس في كل العالم إن كنتم قد مللتم من 14 يومًا في الحجر الصحي؛ فاعلموا أن هناك أكثر من 2 مليون إنسان في الحجر السياسي في ظروف غير آدمية منذ 14 عاماً!، هؤلاء الناس هم الشعب الفلسطيني في غزة.

لعل هذه التغريدة هي صدى للحديث الذي تناوله البعض بأن غزة هي بيئة خالية من الوباء، وجاءت على إثر ذلك كثير من التغريدات كتلك التي كتبها -

- الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي  -في مقال "جريء" نشره في هآرتس قبل يومين- إن "إسرائيل تتذوق لأول مرة جزءا بسيطا من جهنم مما تذيقه منذ عشرات السنين للفلسطينيين، وبسرعة مذهلة ينتقل الإسرائيليون ليعيشوا واقعا يعرفه كل طفل فلسطيني".

 كتب الصحفي الإسرائيلي جال بيرغر على تويتر إنه يطالب حركة حماس بالسماح له بالإقامة المؤقتة في القطاع خوفا من كورونا.

 أوردت صحيفة "لوموند الفرنسية" في مقال نشر في 9 مارس الجاري أن قطاع غزة أصبح في زمن كورونا "أكثر الأماكن أمانا في العالم"، معتبرة أن من النادر وجود فرصة فرح لسكان غزة نتيجة الحصار.

جدٌّ لا يخلو من الهزل!!

رغم أن الأجواء التي تحاصرنا وأخبارها التي تبعث على القلق، إلا أننا ضحكنا في شهر أكثر من مساحة العمر الزمنية، وداعبنا أطفالنا وأحفادنا بشكل لم نتعوده من قبل، واكتشفنا كذلك أننا بحاجة لابتداع أنماط سلوك جديدة للتكيف مع الواقع الجديد، حيث إننا نواجه مجهولاً لا يمكن التنبأ بتفاصيله، ونحن نشاهد عجز دول عظمى على مواجهة وباء أذل كبريائها جميعاً.

نعم؛ ما تزال غزة تفاخر بأنها الأقل من ناحية المصابين بالوباء، وهذا ما يسمح لأهلها وسياسيها بالتغني بقدراتها على الإنجاز، ولكن نحن ما نزال في أول الطريق، والوباء لم يقل كلمته بعد في أكثر من مكان، حيث إن جغرافيته الحالية تتمدد داخل قلاع الظالمين وحصونهم، أما المستضعفين أمثالنا فيبدو أن الوقت لم يحن بعد لاختبار استعداداتهم والحكم عليها.

إن هناك الكثير من المفالات التي قرأتها لأقلام غربية تمنحنا مزيداً من الثقة بأن عدالة السماء لا تظلم أحداً. ففي التناول التحليلي لخلاصات هذه الأفكار، أن أمريكا - الظلم والجبروت - لن تعود كسابق عهدها، وأن النسر الذي حلَّق وحيداً في السماء وأفسد في الأرض ستتهاوى مملكته،  وستتنفس البشرية بسقوطه الصعداء.

ختاماً.. أنا سعيد ببلدتي الحبيبة غزة – المحاصرة بالاحتلال وقلة ذات اليد –بكل ما اتخذته من إجراءات احترازية للوقاية من الوباء، وبما يتذاكرها به الآخرونولو على مستوى التندر والهزل. وكما يقولون: "خمسة في عين اللي ما يصلي ع النبي".