"حكومة المقرين" في إسرائيل مصابة بـ "فيروس الفكفكة"!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 عندما خان رئيس قائمة "أزرق أبيض" بيني غانتس من منحه صوتا لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، ووصل الى الرقم الكفيل بذلك، وانتقل لتشكيل "تحالف حكومي جديد" مع المجموعة اليمينية المتطرفة – العنصرية تحت غطاء مواجهة "الخطر الكوروني"، رقص بنيامين نتنياهو فرحا ونشوة بما كان من "بشرى سياسية"، أزاحت عنه قيد سجن كان أقرب الى قدميه من مقر عمل رئيس الوزراء...
فرح نتنياهو واليمين العنصري المتطرف، بما يسمى في الكيان "اختراق غانتس"، قد لا يكون طويلا وربما لن يصل الى زمنه المحدد، ولعل انتهاء "زمن فيروس كورونا" سيضع هذا التجمع "الإرهابي" أمام وقائع لن تطيل أمدها.

مفاوضات القطبين الرئيسيين للتحالف الحكومي بحثا كثيرا من تفاصيل التشكيل القادم، و"الحصص" المقترحة لكل منهما ومع الأقرب لهما، وبرزت ملامح خلافية قد لا تكون "قنبلة التفجير المبكر" لكنها تؤسس لها، وخاصة ما يتعلق بوزارة "القضاء"، التي تمثل لليمين العنصري المتطرف مسألة جوهرية حيث التشريعات التي تخدمهم وتخدم المتدينين والمستوطنين، وما يمكن أن يرتبط بها من "تشريعات توراتية" لخدمة مشروعهم التهويدي الاستيطاني في الضفة والقدس.

تفاصيل عدة لا تزال قيد البحث، لكن الجديد الذي يمكن اعتباره "الثمن الحقيقي" لخيانة غانتس الانتخابية، ما تم التوافق عليه أن تكون "حكومة برأسين"، ولها مقران رسميان الأول لنتنياهو، والثاني لغانتس، سيحصلان على نفس الصلاحيات والمميزات الخاصة برئيس الحكومة، مستشارين، وحراسة، وغيرها.

لعلها "سابقة تاريخية" في الكيان الإسرائيلي منذ 1948 أن يكون مثل هذه "الصفقة السياسية" ليست حكومة براسين تبادليين، فتلك حدثت لكنها الأولى التي يتم تحديد الوصف وفتح مقر وامتيازات متماثلة، تكشف أن "الثمن" المدفوع لإنقاذ نتنياهو من السجن قد يكون أكثر كلفة من تحمله في قادم الأيام.

الامتيازات الحكومية في إسرائيل لا تقل قيمة "سياسية استراتيجية" عن الأهداف الخاصة، وتحديدا مشروعي الضم والتهويد، التي تطفو على السطح السياسي كعقبة امام الإعلان، ولكنها في واقع الأمر قد تتدحرج الى مرتبة ثانية مع "تفاصيل الامتيازات والمناصب".

ولعل العقبة التي قد تكون قنبلة التفجير، سلوك نتنياهو "الفرداني"، الذي لا يعرف الشراكة الفعلية سوى لما يخدم هدفيه الشخصي والفكري – السياسي، مقابل شخصية عسكرية كادت ان تكون هي رأس الحكومة وبلا شريك، يعتقد ومن معه أنهم "منقذي إسرائيل" بما أقدموا عليه من "فك شراكة انتخابية" لبناء "شراكة حكومية كورونية".

نتنياهو سيعمل كل ما يمكنه فعله لطمس أي ملمح "قيادي" لغانتس خلال مرحلته، وسيصنع منه جسد في مقر بلا عقل ولا حضور، لينهي كل أمل له أن يكون "بديلا" قادرا ان يكون خلفية له، ما يفرض عمليا وضع نهاية لـ "شراكة فيروس كورونا"، وتكملة المرحلة الى نهايتها رئيسا وحيدا، تحت شعار "غانتس خائن"، وله الكثير يقوله في هذا الجانب.

"حكومة المقرين"، ليست حكومة "شراكة سياسية" ولن تكون، وهي مصلحة آنية عمرها بعمر فيروس كورونا وخطره، ولعل الأطراف المعارضة لهذه الحكومة تعمل على الاستعداد للخطوة التالية، وفي المقدمة القائمة العربية المشتركة، راس الحربة الوحيد في مواجهة "التحالف العنصري الجديد".
"حكومة المقرين" حاملة فيروس فكفكتها، بدأت أعراضه تظهر قبل الانطلاق!

ملاحظة: فضحة قيام أحد عناصر امن حماس والاعتداء على كفيف ليجب ألا تمر كخبر...واقعة تستحق ان يعاقب من ارتكب الفعل المشين دون البحث عن تبريرات سخيفة لتبرئة مجرم!

تنويه خاص: تنتشر مؤخرا كثيرا من "الأكاذيب التخوينية" بين طرفي التقاسم في بقايا الوطن...هل من الممكن عمل "هدنة وقف إشاعات" كي نواجه كورونا...فقط كم يوم يا مقرفين!