شطــب إمكـانـيـة التحـالـف مع "القائمـــة المشـتركــــة".. الإنجـاز الأهـــم لـغـانـتـس

حجم الخط

بقلم: عاموس جلبوع



كل من له عينان في رأسه فهم بسرعة أن غانتس ما كان يمكنه أن يشكل حكومة وأن يحقق لناخبيه الوعد الأكبر: ألا تكون انتخابات رابعة ودون بيبي. يبدأ كل شيء بالحقيقة البسيطة، التي حاولوا التنكر لها بأن «أزرق أبيض» أخفق بثلاثة مقاعد في التنافس مع «الليكود»، وانتهت بذلك حربه العالمية. في البداية حاولوا أن يعزو هذا إلى احابيل بيبي، ولكن الواقع انتصر.
يخيل لي ان المسائل الاساس التي كانت في هذا الوضع امام غانتس وحزبه هي الآتية: ما الأهم كراهية الرجل أم مصلحة الدولة؟ هل نكث الوعد أهم من اخراج الدولة من الازمة الرهيبة التي تعيشها والتي تشق صفوف الشعب بلا أمل في الإصلاح؟
هل نواصل في زمن الحرب معارك الفئوية السياسية الصغيرة ونترك الدولة بلا ميزانية؟ هل معظم الجمهور واولئك الذين انتخبوني معنيون الآن بلوائح اتهام نتنياهو ومحاكمته، ام بوجودهم الجسدي والاقتصادي؟ أين سأساهم للدولة أكثر: بكوني داخل الحكومة ام في خارجها؟ متى يكون احتمالي في أن اكون رئيس وزراء، وأسقط نتنياهو اكبر: عندما يكون لي اتفاق مضمون في ذلك أم عندما أواصل المعارك السياسية، وامكانية أن انجح في أن اكون رئيس وزراء تكون في إطار الغيب؟
أعترف بأنه عندما حسم غانتس وملأت الشتائم التقليدية الهواء، نمتُ بشكل أفضل في الليل بعد ليالٍ طويلة من القلق، فما بالك أنه في الصباح تبين لي ان ديمقراطيتنا لم تمت.
أخيراً ستكون لنا حكومة على ما يبدو، بعد ثلاث حملات انتخابية. لماذا ينبغي لها أن تكون منتفخة هكذا؟ جنون. ولكن على الأقل توجد حكومة واسعة، تشكل كابينت حربيا منسقا لـ»كورونا» مع هيئة اركان مهنية تجند كل مقدرات الدولة لهذه الحرب.
برأيي فإن الناتج الاهم لحسم غانتس، فضلا عن مجرد تشكيل الحكومة، هو أنه بضربة واحدة أنهى التعاون بين حزب صهيوني وبين قائمة مناهضة لإسرائيل، لاسامية، قومية فلسطينية «متطرفة»، غايتها تقويض دولة إسرائيل كدولة يهودية، كدولة الشعب اليهودي.
إن الفكرة الشوهاء المتمثلة بتشكيل حكومة اقلية متعلقة بمثل هذه القائمة شطبت تماما عن جدول الاعمال.
من المشوق أيضا أن نتبين انه عندما كان واضحا بما فيه الكفاية بانه لا توجد اصوات كافية حتى لحكومة أقلية كانت «المشتركة» الاداة الاساس لـ «أزرق أبيض» لخلق اغلبية 61 من أجل «احتلال» الكنيست، ومحاولة اجازة قوانين تلقي الى سلة القمامة ارادة ملايين الناخبين.
والان سيكونون في المعارضة. في اطار المحاولة «لتبييض» خطايا «المشتركة» طرحت الحجة بانه من العنصرية الاعتراض على الشراكة مع «القائمة».
فهي تمثل 20 في المئة من سكان الدولة وهم يستحقون المشاركة بمنظومات الحكم في الدولة. في المعارضة العنصرية لاشراك «المشتركة» في الائتلاف فانكم تشطبون الحقوق المدنية لاولئك المواطنين العرب.
هذه هي الحجة وهي مغلوطة من اساسها. لماذا؟ هل عندما كان حزب العمل اليهودي لسنوات طويلة في المعارضة وليس في الائتلاف، شطبت الحقوق المدنية لمصوتيه؟ بالتأكيد لا. فلماذا تطرح هذه الحجة السخيفة حول «المشتركة» حين تكون في المعارضة؟
ليس هذا فقط: لا يدخل الائتلاف حزب هدفه ليس الاندماج في دولة يهودية. وعلى اي حال اذا ما قام حزب عربي يخط على علمه هدف الاندماج في دولة يهودية في ظل الحفاظ على ثقافتها ودينها، فهذا حزب ينبغي تشجيع اقامته. وسيكون له بالتأكيد مكان في الائتلاف، مثلما سيكون في الحكومة مكان لوزير عربي لا ينتمي لاحزاب «المشتركة».

عن «معاريف»