بقلم: جدعون ليفي
«الموساد» هو «يد سارة» الجديدة. «عوفداه» هو برنامج تشنّج جهاز الأمن. البرنامج الذي تم بثه، الثلاثاء الماضي، عن عمليات إحضار «الموساد» للمعدات الطبية الى إسرائيل كان مثيراً للغضب ومحرجاً.
لنفترض عدم وجود اتصال بين جهاز إرسال الخدمة هذا وفأرة الحاسوب هذه. هل يوجد للمقدمة ايلانا ديان أي فكرة عن عدد الاعمال البطولية الصحيحة من بين الاعمال التي حدثها عنها هؤلاء العملاء؟ واستنادا الى ماذا؟
أي نوع من الصحف هذه، حيث الباحثة الرفيعة فيها أصبحت تعرف وتحكم: «عند انتهاء هذه المعركة سيقف رجال «الموساد» في الجانب الصحيح للجنة التحقيق. هم قاموا بعملهم».
أيضا مقابلة صدفية – بالتأكيد صدفية – في الزقاق الضيق مع يوسي كوهين وهو يرتدي النظارات الشمسية الفاخرة ويحمل حقيبته الفاخرة، لا يصنع صحافة، ولا حتى النظرات الهائمة أو قصائد الثناء. ولكن الرسالة التي ظهرت من «عوفداه» هي اكثر اهمية من أي انتقاد تلفزيوني كهذا أو ذاك.
عملاء «الموساد» تبجحوا كيف يقومون بسرقة معدات طبية طلبتها دول أخرى. على صوت ضحك ايلانا ديان غمز ح. رئيس قسم التكنولوجيا: «لقد سرقنا، ولكن القليل». سرقة، نصف سرقة، المذيع الكبير الذي اعترف قبل بضعة ايام بأنه لم تكن لديه أي فكرة عن جهاز التنفس، والذي لا يعرف ماذا يحقنون بالوريد قال: «نحن لا نسرق بهذه الطريقة... نحن نضع اليد على الاحتياطي الذي طلبه شخص آخر». كيف يضعون اليد؟ بأي وسيلة؟ هل بالتهديد؟ بالسلاح؟ مثلما مع سفن شيربورغ، لكن بصورة جنائية أكثر؟
هذا السؤال لم يسأل عنه ح. لماذا نخرب لهم احتفال السرقة، وبالطبع لن نعرف ذلك. فقط النتيجة واضحة: «لن يكون نقص لمواطني إسرائيل. في العالم بشكل عام سيكون هناك نقص كبير. الناس سيموتون؛ لأنه تنقصهم المعدات.
وفي إسرائيل لن يكون نقص للناس من حيث المعدات. ليمت كل العالم، وفقط يكون لإسرائيل معدات.
يمكن التغاضي عن التفاخر، هذا هو الاسم الآخر لجهاز الامن. يمكن حتى تجاهل سؤال لماذا يجب التلويح بذلك في ذروة العملية التي لم تنته بعد.
من المشكوك فيه اذا كان «الموساد» يعرف عدد أجهزة التنفس التي سينجح في نهاية المطاف في «وضع يده عليها» بعد أن تعهد قائد غرفة عملياته بأنه لن يكون هناك نقص. ح. بالتأكيد لا يعرف كم عدد أجهزة التنفس التي سنحتاجها. لا أحد يعرف. ربما سينقصنا وربما لا. دون صلة بوقاحة الرجال السريين.
الامر الجديد هو تفاخر الوحدة بطرق عملها. ليس فقط أنهم لا يخفون ذلك؛ الآن هم يتفاخرون. يسرقون، وحتى قبل إنهاء سرقتهم يسارعون إلى الحديث عن ذلك لزملائهم. ربما على الأقل انتظروا حتى تنهوا عملكم، وبعد ذلك اذهبوا لتقصوا على زملائكم. فوق كل ذلك: ما هو المغزى الحقيقي لـ «وضع اليد» على الاحتياطي الذي طلبته دولة أخرى؟ عندما يسرق «الموساد» فإن اشخاصا آخرين سيموتون بسبب الاختناق.
هل في ظروف نقص وضائقة من المسموح لكل واحد منا الدخول إلى غرفة العناية المكثفة وأن يفصل مريضا عن جهاز التنفس ويربطه بشخص عزيز عليه؟ هل هذا شرعي؟ هذا بالضبط ما يقوم به «الموساد» الآن، يفعل ويتفاخر.
يمكن الافتراض بأن «الموساد» فعليا فعل العجائب في جهوده للحصول على المعدات الحيوية لإسرائيل، ويجب شكره على ذلك.
كل واحد منا يمكن أن يحتاج الى هذه المعدات. من المسموح بالطبع ايضا تبرير العمل المحموم الذي تبذله كل دولة بحثا عن المعدات. ولكن بأي ثمن؟ دون كوابح؟ دون خجل؟ ما الذي يعتقده مواطنو هذه الدول، أن إسرائيل سرقت أجهزة التنفس التي كانت مخصصة لهم؟ ألمانيا تنقل الى أراضيها مرضى في حالات خطيرة من ايطاليا، في حين أن إسرائيل تسرق معدات طلبتها دول اخرى، وتعبير «منارة للأغيار» يصبح له معنى جديد: المانيا هي الآن اكثر نورا للاغيار من إسرائيل.
مرة اخرى نحن نستحق اكثر. مرة اخرى نحن حالة خاصة. مرة اخرى الكارثة. مرة اخرى العالم لن يبلغنا ما الذي يجب أن نفعله. مرة اخرى لا يجب على أحد أن يقدم لنا أي مواعظ اخلاقية. مرة اخرى من المسموح لنا فعل كل شيء، حتى إزاء فيروس كورونا.
عن «هآرتس»