بقلم: متان فيلنائي*
يثبت فيروس كورونا كل يوم أنه مؤيد عظيم للسموات والحدود المفتوحة، وينتشر بمساعدتها في أرجاء العالم. وبخلاف أوروبا المفتوحة، الولايات المتحدة الكبرى، واماكن عديدة اخرى، لدولة إسرائيل قدرة على اغلاق تام لحدودها، باستثناء حدود واحدة، تلك التي مع الفلسطينيين.
الحدود الاطول والاخطر المتبقية مفتوحة، بفضل القصور المتواصل لعدم استكمال الجدار الامني. تلك الوسائل ذاتها التي فيها ما يضمن الحماية من تسرب «الارهاب» من «المناطق» الى إسرائيل هي ايضا الوسائل التي ستساعد في وقف الاوبئة والامراض، وأهمها هو الانفصال – العمل على اجراءات انفصال حقيقية تنجح في القطع حقا بيننا وبين الفلسطينيين.
هكذا أعادنا «كورونا» الى البحث الطويل عن أهمية الجدار الأمني كعائق فصل أمني. حتى الآن، كان المنطق في اقامة الجدار واهمية استكماله أولا وقبل كل شيء منع العمليات المضادة.
وأثبت لنا فيروس «كورونا» في أن الفصل مهم ليس فقط لاعتبارات أمنية، بل وبقدر لا يقل ايضا لاعتبارات صحية. يسود الانطباع بأنه رغم أن غير قليل منهم نفذوا عمليات مضادة سلمت دولة إسرائيل بدخول الماكثين غير القانونيين من الفلسطينيين اليها.
أما الآن فالخطر ليس فقط ممن يسعون الى المس بنا. حين يكون كل عامل فلسطيني بلا تصريح عمل، فضلت الدولة في الايام العادية غض النظر عنه والسماح له باجتياز الحدود، ليصبح خطرا ملموسا لنشر «كورونا».
هكذا يذكرنا الفيروس أن للتلبث طويل المدى في استكمال الجدار الامني وبباقي اجراءات الانفصال يوجد ثمن، ومن شأننا أن ندفعه، الآن، بمواصلة انتشار المرض.
في هذه اللحظة بالذات تؤكد أزمة «كورونا» أهمية استكمال الجدار الأمني كعائق للفصل والتحقيق لاجراءات انفصال اخرى تسمح من جهة بالحياة بجيرة طيبة ولكنها من جهة اخرى تسمح باغلاق الحدود حين تكون حاجة الى ذلك.
كما تذكرنا الازمة أيضا بأن مخططات الضم على انواعها لا تعرض للخطر فقط مستقبل دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، بل سيكون فيها ما يحبط تلك الاجراءات الانفصالية الحيوية جداً لامن وصحة مواطني إسرائيل.
وحتى الانفصال التام ما كان ينبغي له أن يؤدي بنا الى تجاهل الامراض والاوبئة لدى جيراننا، ولكن كان فيه ما يعطينا القدرة على مساعدة الاخرين، في الوقت الذي نكون فيه واثقين أكثر في قدرتنا على منع انتشارها عندنا. فالانفصال لا يعني التجاهل، بل القدرة على الفصل بين السكان في ظل التعاون الوثيق في كل مجالات الحياة – الامن، الاقتصاد وبالطبع الصحة ايضا.
الآن، بعد أن شكلت الكنيست أخيرا لجنة الخارجية والامن، سيكون من الصواب ان تبحث أيضا في آثار غياب عائق الفصل المتواصل على نشر «كورونا» داخل إسرائيل.
في نهاية المطاف، حتى لو كان التنسيق الامني مع أجهزة الامن الفلسطينية يجري ايضا في التصدي للكورونا، فان وجود عائق متواصل سيساهم اليوم كثيرا في تصدٍ افضل.
سيكون من الصواب استعدادا للازمة القادمة، التي لا بد ستأتي، أن تتمكن إسرائيل من الوصول اليها وهي مع عائق كامل ومتواصل يوفر أمنا أكبر لمواطنيها، سواء من «الارهاب» أم من الاوبئة والامراض.
عن «معاريف»
*رئيس حركة قادة من أجل أمن إسرائيل، عضو الكابينت الأمني، ونائب رئيس الأركان سابقاً.