"الزعيم يمرض .. ولا يموت"، جملة ظلت ترددها جماهير شباب رفح كثيراً طوال هذا الموسم، حتى انقضاء الأمتار الأخيرة من بطولة دوري المحافظات الجنوبية للدرجة الممتازة، بعد أن عانى الفريق أيما معاناة للحفاظ على كبريائه وتواجده بين الكبار.
عانى "الأزرق" كثيراً من خطر الهبوط المحدق لدوري الدرجة الأولى، ولازم أماكن الخطر أسفل جدول الترتيب، معظم جولات منافسات الدوري، خاصةً في الأسابيع الأخيرة قبل انقضائه، ولكنه بخبرته وبتضامن كافة أطره، وعلى رأسهم جماهيره العريضة، نجحوا جميعاً في انتشال أنفسهم من "مصيبة" وداع دوري الأضواء، الذي لم يسبق للفريق تجرع مرارته قبل ذلك.
بداية متعثرة منذ انطلاق البطولة، كانت مؤشراً خطيراً جداً على أن الفريق لا يسير بشكل طبيعي في مشوار المنافسة، ولم ينجح في جمع سوى (٣) نقاط في الجولات الأربع الأولى، وحقق فوزه الأول والمتأخر في الجولة الخامسة، الأمر الذي بث الرعب، وانتزع الثقة مبكراً جداً من لاعبيه، وجعل الأمر يخرج عن السيطرة، ولم تكن هذه سوى البداية.
أجهزة فنية تغيرت على الفريق، وبالتأكيد كان لهذا الأمر مردود سلبي عليه، فكان لكل مدرب طريقة عمل، وحالة من الاقتناع ببعض اللاعبين، الأمر الذي خلق نوعا من عدم الاستقرار، سواء على هيكلية الفريق الأساسي، وحتى دكة البدلاء.
أرقام ومحطات تعتبر مخيفة جداً مر فيها "الزعيم" خلال الدوري، ولعل أبرزها أنه كان أقل فريق يحقق الفوز قياسا مع الفرق المتبقية في الدوري، فلم يحصد الفريق سوى (٥) انتصارات، وهذا رقم مزعج جداً لم يتصوره أشد المتشائمين في منظومة شباب رفح، إضافةً إلى أنه كان أقل الفرق تسجيلاً في شباك المنافسين، ولم يحرز سوى (٢٢) هدفاً طوال الدوري، أي بمعدل هدف فقط في كل مباراة، وبالتأكيد هو رقم سلبي آخر مؤرق احتله الفريق.
وأكد عدة لاعبين خلال لقاءات وتصريحات سابقة وتحديدا فور انقضاء البطولة أن هذه الفترات كانت الأصعب والأكثر مرارة التي عايشوها طوال حياتهم الرياضية، مشيرين الى انهم لم يتخيلوا يوماً في حياتهم أن فريقهم قد يودع الدوري الممتاز في أحد الأيام، ولفتوا إلى أن الجميع يتعرض لكبوات قد تكون قاتلة، منوهين إلى أن المنظومة بكاملها تعلمت واستوعبت الدرس، ولو كان بطريقة صعبة جداً على حد وصفهم.
ويأمل شباب رفح حسبما أكد جُل لاعبيه بتعويض تراجعه المخيف في بطولة الدوري بعد اختتامها بحصد لقب كأس المحافظات الجنوبية، والذي سيعتبر أكبر وأفضل هدية لجمهور "الزعيم"، الذي لم يتخل عن فريقه رغم شدة المحن التي واجهها.
بالصور: لدغة تورام تنقذ إنتر ميلان من فخ يونج بويز
24 أكتوبر 2024