خطة ترامب تنفذ في ظل "انتصارات" فلسطينية على كورونا!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 سارعت بعض الأطراف الفلسطينية، الى الاستنتاج بأن الخطة الأمريكية لتصفية القضية الوطنية، ونشر مشروع التهويد في الضفة والقدس، وتعزيز جدار "الانفصال السياسي – الجغرافي" مع قطاع غزة، أصيبت بـ "ضربة سياسية" وأنها قد لا ترى النور.

تحليلات ربما، حكمتها حالة الارتباك النفسي العام لما تركه الوباء الفيروسي من آثار على البشرية، وذهب البعض الى استخدام ملامح أمنية وممارسات إسرائيلية تتعلق بآلية مواجهة كورونا، خاصة في القدس للدلالة على صوابية ما وصلوا اليه من خلاصة سياسية، بل أن هناك من حاول أن يقنع الشعب أن أمريكا تراجعت عن بحث تلك الخطة الى حين رؤية ما سيكون عالم ما بعد كورونا.

وفي صدمة لحسابات ضيقي الأفق، نشر تقرير عن التواصل الأمريكي الإسرائيلي لدراسة خرائط "الضم والفصل والتهويد"، دون الانتظار لنتيجة الحرب الكونية على "غزوة الوباء"، بل لعل الطرفان وجدوا في هذه الغزوة الفرصة الأكثر مناسبة لتمرير ما يمكن تمريره بلا ضوضاء قانونية أو سياسية، في ظل حجر عالمي.

البعض الفلسطيني "الرسمي" سارع بالرد على ذلك بعدد من "الصواريخ التنديدية" قصيرة المدى السياسي والجغرافي، مع تواصل حركة التهاني والاستفسار عن الصحة العامة لبعض بلدان العرب، سلوك يعلن أنهم غير ذي صلة بأي رد عملي على تنفيذ الخطة الأمريكية، وستمر بهدوء تحت يافطة الانتصار على حصار كورونا.

 فيما الجانب الآخر الحاكم في قطاع غزة، غارق الى أخمص قدميه بترتيبات لعقد صفقة "أمنية" جديدة مع دولة الكيان الإسرائيلي، بطلب من "الراعي القطري" للحكم الحمساوي استجابة لرغبة أمريكية من اجل تعزيز فرص بقاء نتنياهو رئيسا للحكومة، ولذا فهو ليس في مكان يضعه للتصدي للخطة الأمريكية، بل ربما يرى فيها ممرا لتعزيز سلطته أكثر، بعد فتح قنوات اتصال مباشر علنية مع الجانب الإسرائيلي للمرة الأولى منذ الانقلاب يونيو 2007.

الحكومة الإسرائيلية القائمة أو القادمة ترى أن الزمن السياسي بات مناسبا تماما لتطبيق خطة ترامب لضم مناطق واسعة من الضفة مع الأغوار الى جانب الجزء الأساسي من القدس الشرقية، ومركزها المقدس في البلدة القديمة، ولذا لا تضيع وقتا في استغلال زمن كورونا، الذي قد يكون "هدية سياسية" لها خلافا لما يراه البعض الجهول فلسطينيا.

ولعل ما نشر عن بدء دراسة الخرائط بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي لتلك الصفقة، سيكون جس نبض عملي للخطوات القادمة وقياس رد فعل الجانب الفلسطيني بكل مكوناته، وهل سينتقل من مرحلة "التنديد الصاروخي" الى الفعل "الصاروخي سياسيا"، حالة قياس هامة ومفصلية للانتقال من مرحلة الى أخرى وعليها تحدد سرعة التنفيذ.
السلطة الرسمية في الضفة الغربية، رسمت حدود الرد بحيث لا يخترق حالة "الحظر القائمة"، بأن الفعل يقتصر على صراخ سياسي وهتاف لوصف المسألة دون ان يكون هناك أي خطوة عملية واحدة تؤذي طرفي الصفقة، رغم أن تل أبيب وواشنطن ليسا بحال كما كان قبل غزوة الوباء، لكن القرار الرسمي محكوم بإطار آخر تماما، حساباته ليس من حسابات الغضب الوطني.

في قطاع غزة، مع حماس وفصائلها تأخذ حركة الرد بعدا لغويا صاروخيا، مضاف اليها أن "المقاومة (التي لم تعد  معروفة ما هي حقيقة) لن تقف متفرجة وسترد في الزمان المناسب، والعمل بكل جدية و"إخلاص" لتعزيز "الكيانية المستقلة" في القطاع مع "آمال سياسية جديدة" بتعزيزها.

خطة ترامب تسير بنجاح يفوق قدرة "طرفي النكبة" الغارقان في تسجيل انتصارات "وهمية" على وباء كورونا، لتبرير تواطئ الصمت على تنفيذ صفقة الضم والتهويد والفصل.

ملاحظة: أرقام الصحة الفلسطينية تتجاهل أرقام غالبية أحياء وبلدات القدس الشرقية، تجاهل أرقام العاصمة الأبدية لفلسطين وعدم تسجيلها ضمن الأرقام الرسمية الفلسطينية اعتراف سياسي بالضم والتهويد..هل تدركون!