"كورونا" شقّ البحر أمام نتنياهو كمعجزة إلهية !

حجم الخط

بقلم: روغل الفر


لا تتوقعوا أن يكون نتنياهو غير إنساني الآن. نعم بيبي، المؤكد هو أنه سيكون الأكثر إنسانية. تجري صراعات كثيرة حوله، وهذا معيب جداً. لا تتوقعوا أن هذه العيوب القاتلة التي أوقعت به تراجيديا فظيعة: الشعور بالبراءة ذاته الذي لا ينضب، الجشع والنهم ذاتهما، الدافع النفعي ذاته الذي لا يمكن السيطرة عليه. سيكون هناك من لا يتوقفون، بشكل مؤقت في الوقت الحالي، وستزداد مفاجأتهم بعد أن أصبح قريبا جدا.
لقد أصبح قريب جدا. وحتى لو لم يكن هناك شيء من العش القذر المهجور في ضميره، ومن بعض الأرق الداخلي الذي يتم الإفراج عنه، أو التغريدات التي تسرق مشاعر الذنب الجائعة التي اندلعت داخله، فانه نسي بطريقة ما أن يترفع، هذه المرة، عن الظهور بمظهر الضحية. وأن يفعل الشيء الصحيح؛ حتى لو كانت في رأسه اصوات تقول له أن يضبط نفسه، فانه خارج رأسه – في سريره وفي مقره الرسمي – هناك اصوات اخرى، أكثر قوة وأكثر سيطرة. اصوات يريد أن يرضيها. اصوات تقول له إنه قريب جدا. وإنه كسب هذا بنزاهة. وإنه يستحق ذلك، وإنهم يستحقون ذلك، وإن هذا ما يستحقه شعب إسرائيل.
أن يكون الآن نتنياهو، هذا تقريبا أمر مؤلم جدا! ما العمل... ما العمل... انظروا كم هو قريب من أرضه الموعودة! هل سيدير ظهره لها؟ بعد هذا الجهد الكبير الذي بذله، بعد أن خطط وخرب وخدع مثل الثعلب وحارب مثل الأسد وكذب وأطلق غازات سامة بكمية تظهر في صور الاقمار الصناعية بأنها تغطي الكرة الارضية وتخترق ثقب الاوزون. هل الآن بالضبط سيتغلب على دوافعه؟ لا. كثير جدا أن نطلب من شخص واحد القيام بذلك. هو شخص واحد. تقريبا يئن مؤخرا تحت عذاب الموت الذي أصابه بسبب عمره وهشاشته إزاء فيروس «كورونا».
الفيروس الالهي! هدية مدهشة، ملايين الأشخاص قليلو العقول في ارجاء العالم يحاولون في الشهر الاخير، اثناء عزلهم ومللهم في بحثهم البائس عن معنى معين للخراب الشامل لنمط حياتهم، وفي بحثهم الوصول الى شيء معين ايجابي من التجريب القاسي على البشر، الذي يطبق عليهم – واكتشاف ما يريد الكون أن يقوله لهم بوساطة هذا الفيروس. فقط هو، نتنياهو، هو فقط، يعرف أن الكون يحاول القول له. وفقط له (بالعكس) الكون احدث كل هذا الوباء الذي لم يشاهد مثله منذ العصور الوسطى، فقط من أجل أن يقول له: أنت لا تحتاج الى بني غانتس.
أنت يمكنك بدونه، يشرح له الكون. صحيح أن إشارة واضحة أكثر كان سيحصل عليها لو أن الكون اصاب غانتس بـ»كورونا». ليس شيئا خطيرا جدا. فقط شيء متوسط مثل الذي اوقعه على بوريس جونسون، بضعة ايام في العناية المكثفة. ولكن شيئاً يكفي للقول: كفى، لا يوجد وقت، لا يمكن الابقاء على دولة بدون حكومة في حالة طوارئ، في الوقت الذي فيه جنرال احتياط علماني يمزح مع اطبائه. الكون غير كامل. وفي المقابل، الاستطلاعات الاخيرة... هل نريد اكثر من ذلك؟ غرقت مشاكله، وذهبت ادراج الرياح. ابتلعها البحر، الذي انشق فقط كي يمكنه من الهرب منهم، وبعد ذلك أغرقهم، لبيد وبوغي واشكنازي والطيبي، وبقي وحده، ولا شيء يفصل بينه وبين الانتصار العظيم. أجل، من الواضح أنه ستكون هناك انتخابات رابعة.

عن «هآرتس»