صفقة "معلومات" تتبعها "مفاوضات سريعة" لتبادل الأسرى

حجم الخط

بقلم: يهوشع بيرنر وجاكي خوري



تجري إسرائيل و"حماس" اتصالات بوساطة مصرية وروسية من أجل التوصل الى صفقة أولية تحصل فيها إسرائيل على معلومات عن المفقودين في غزة، حسب مصادر فلسطينية تحدثت للصحيفة.
في إطار الصفقة، الآخذة في التبلور، قالت المصادر، فإن إسرائيل ستمنح في البداية مساعدات إنسانية لقطاع غزة، تشمل ايضا أجهزة تنفس، على خلفية ازمة الكورونا.
وستقوم بإطلاق سراح سجناء شيوخ ومرضى ونساء وقاصرين. ونفت مصادر إسرائيلية، أول من أمس، بأن أجهزة تنفس ستنقل الى القطاع، وقال مصدر إنه "لا يوجد للتقارير الفلسطينية أي صلة بالواقع".
حسب المصادر الفلسطينية، التي تحدثت مع "هآرتس"، يحاول مؤخراً الطرفان التوصل الى تفاهمات تشمل إطلاق سراح سجناء، كجزء من صفقة شاملة لإعادة المواطنين الإسرائيليين وجثث الجنود المحتجزة في غزة.
وحسب أقوال مصدر رفيع، في هذه المرحلة يبدو أنه ستكون للصفقة جولة أولى باسم "صفقة المعلومات"، تحصل فيها إسرائيل على ما يعتبر "معلومات دقيقة" عن المفقودين أو عن عدد منهم، ترسلها "حماس" عبر الوسطاء.
وأضافت المصادر الفلسطينية إنه عند انتهاء "صفقة المعلومات" ستدخل "حماس" وإسرائيل الى مفاوضات مسرعة بوساطة مصرية تتضمن إطلاق سراح سجناء يقضون حكم المؤبد في السجون الإسرائيلية.
وحسب المصادر فإنهم في "حماس" بدؤوا في بلورة قوائم بأسماء السجناء. تقوم "حماس" باحتجاز المدنيين الإسرائيليين، ابرا منغيستو، وهشام السيد، وجثماني الجنديين اورين شاؤول وهدار غولدن اللذين قتلا في عملية "الجرف الصامد" في العام 2014.
عضو المكتب السياسي لـ"حماس" والمسؤول عن شؤون الأسرى، موسى دودين، قال إنه "يجب أن نكون حذرين مع التقارير حول التقدم في الاتصالات مع إسرائيل، ويجب ألا نبني على توقعات تضر بمشاعر عائلات السجناء". وحسب قوله، مبادرة رئيس "حماس" في القطاع، يحيى السنوار، جدية. ولكن "حتى الآن لم تخلع القيادة في إسرائيل القفازات، وهي تكذب على عائلات الجنود بشأن الجهود المبذولة من أجل إطلاق سراحهم"، وأضاف: "نبارك أي وساطة يمكنها التسهيل وتدفع الصفقة قدماً".
سمحا غولدن، والد الجندي هدار، قال إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، نفتالي بينيت، يجب عليهما أن يوقفا على الفور تحويل الأموال لـ"حماس". وحسب قوله: "يجب عليهما وقف كل بادرات حسن النية تجاه غزة حتى توقع 'حماس' على اتفاق لإعادة الأبناء، في اطاره يعود الجنود إلى بيوتهم".
وأضاف إنه "يمنع نقل حقائب الأموال القطرية. لا يوجد سبب لنقل أجهزة تنفس إلى غزة، ويجب وقف كل بادرات حسن النية الإسرائيلية الأخرى إلى حين تعيد 'حماس' هدار وأورن وابرا وهشام".
أول من أمس نشر في "هآرتس" أنه حسب مصادر في القطاع فإنهم في "حماس" يقدرون بأن تطبيق هذه الخطوة، كخطوة إنسانية في ظل الـ"كورونا" والتي تشمل سجناء ضعفاء، يمكن أن ينظر إليها بصورة إيجابية، وأن تطلق المفاوضات مع إسرائيل.
واقتراح المعلومات مقابل إطلاق سراح سجناء هو مبادرة للسنوار، تم نقلها الى إسرائيل، الأسبوع الماضي.
في الأسبوع الماضي أعلن مكتب رئيس الحكومة بصورة استثنائية أن إسرائيل مستعدة للعمل من أجل إعادة جثث الجنود والمدنيين المحتجزين في القطاع. وهي تدعو إلى إجراء مفاوضات فورية في هذا الشأن عبر وسطاء.

عن "هآرتس"