قد يصادف هذه الأيام الذكرى 19 لإعتقال القائد الثوري مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني والذي كسر الإحتلال الإسرائيلي كل الأعراف الدولية والحقوقية للأبقاء علي هذا الصيد الثمين داخل الأسر والزنزانة علي الرغم من التدخل الأممي والعالمي وحملات المناصرة الأوربية والعربية فقد إرتفعت صورة هذا الهمام علي جدران المحاكم الحقوقيه في عواصم غربية كفرنسا وإيطاليا وختمت له جوازات سفر أوروبية من دول كانت ولا زالت تعتبره رمزا" من رموز الإنسانية والقضايا الوطنية والحقوقية المطلبية ولكن قد بائت كل المحاولات بالفشل لمحتل يعلم بمحاذير مدروسة خطورة هذا الرجل حيث أطلقت عليه صحافتهم الصهيونية في وقت سابق (مهندس الإنتفاضة الثانيه) وهو لقب ليس غريبا" علي رجل غير إعتيادي ولم تكن مسيرته النضاليه محفوفة بالورود واليسر بل كانت غاية في التعقيد ولربما أن مهمة إعتقاله كانت أيضا" غاية في التعقيد من خلال توجه قوة صهيونية محمولة تتعدي الثلاث وحدات عسكرية بمكان علي مقربة من مكان حصار الشهيد ياسر عرفات وحين سأله المحقق بعد ذلك عن سر تواجده في هذا المكان أجاب بأنه كان يحب أن يكون قريبا" من معلمه وملهمه وحبيبه الشهيد الخالد أبو عمار محطات نضالية كثيره وكبيرة في حياة هذا القائد الفتحاوي
قد أحاول تسليط الضوء علي بعض منها لرجل لن تفيه مجلدات قد تستوعب حجم المراحل النضالية الذي تحتويه كاريزما هذا القائد وأضفاها علي الحالة الفلسطينية بالعموم والحالة الفتحاوية بالخصوص فلم يضيره حكم المحكمة الصهيونية بخمسة مؤبدات وأربعين عاما" فقد عاني بثلاث مراحل عمرية من ظلم وقهر السجان بدأت عندما إنتمي لحركة فتح في سن 15عاما إعتقاله كأصغر أسير ثم ظروف الإعتقال الثانية عام 1978 حتي الإعتقال الاخير عام 2002 عندما تحدي أرئيل شارون وأطلق عبارته المشهورة عند فوزه بإنتخاب الحكومة الإسرائيلية مخاطبا" الكيان عبر الإعلام بمقولة أنه الطلقة الأخيرة للكيان فاطلقوها كان يؤمن أبا القسام بحتمية زوال الكيان والتحرير
وكان دائم الإجابة علي أسئلة الصحفيين فيما يتعلق بمتي ستنتهي الإنتفاضه المسلحة مجيبا" ببأس وضراوة ( عندما يزول آخر مستوطن عن آخر شبر في الأرض المحتلة ) كان هذا المقاتل الفذ حلقة الوصل بين العمل العسكري والرئيس الخالد أبوعمار لثقه الأخير فيه المطلقة وهذا ما حاول المحققون الصهاينة إثباته من خلال التحقيق في مسيرة الألف يوم في الزنزانة وإستخدام أبشع صور العنف والقسوة وذلك للوصول إلي أمرين
* إثبات الدلائل علي مروان البرغوثي أنه القائد الفعلي لكتائب شهداء الأقصي بما يترتب علي ذلك أحكاما" ستطلق عليه لكل قطرة دم إسرائيلية أريقت في زمن المواجهات المسلحة في الإنتفاضة
* رغبتهم في كشف دلائل بتورط الشهيد ياسر عرفات بدعم الإنتفاضة من خلال مروان البرغوثي وذلك تحضيرا" لإدانة عرفات بكل هذه الدلائل والأحكام برعايته الإرهاب كزعمهم إستطاع أبو القسام الصمود بأقبيةالتحقيق حيث منعت إدارة السجون الزيارات عنه بالمطلق حيث سمح لأسرته برؤيته بعد عامان ونصف من إعتقاله لإضعاف الروح المعنوية لهذا القائد وتثبيطها لم يكن هذا الرجل عاديا" حتي في المراحل التنظيمية في سنوات تأسيس الشبيبة الطلابية ورئاسته لمجلس الطلبة في جامعة بيرزيت لثلاث ولايات حتي عندما إعتقل وأبعد خارج الوطن تقلد منصب عضوا" في اللجنة العليا للإنتفاضة وعمل إلي جانب أبو جهاد لدعم الأرض المحتلة حيث كان ديناميكيا" في التواصل مع جموع الفدائيين داخل الضفة الغربية حتي حين عودته للضفة الغربية حيث تم إنتخابه أمين سر لحركة فتح بالضفة الغربية
وهو بعمر 42 عاما" إستطاع في خلالها بشهر واحد تصويب وترميم كل المكونات التنظيمية بعد عودة السلطة لأرض الوطن حيث أشرف علي تجهيز 150 مؤتمرا" في الإنتخابات الداخلية لحركة فتح بالرغم من التعقيدات التي وضعها له المفشلين والكائدين داخل الحركة وإستطاع الإجهاز عليهم وعلي مخططاتهم بترديده مقولة إن فتح عمل ثم عمل ثم عمل لم ينتهي دور هذا القائد حتي في سنوات إعتقاله حيث أقدم علي الحصول الدكتوراه في العلاقات الدولية من داخل زنزانته وإستطاع ترتيب الحركة الأسيرة من داخل الأسر وفي العام 2017 صاغ وثيقة الأسري والتي تبني فيها الموقف مع الفصائل الفلسطينية داخل السجن عن حركة فتح في ورقة للإجماع الوطني لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتبنتها منظمة التحرير للخروج من حالة الجمود في ملف المصالحة الفلسطينية في الذكري التاسعة عشر لإعتقال المناضل مروان البرغوثي إذ نجدد العهد والوفاء لكل أبطال الحركة الأسيرة ونعدكم أن عهد الحرية قد إقترب.