إلغاء "أوسلو" سيقود إلى تدخل دولي يفرض حل الدولتين

تنزيل (3)
حجم الخط

بقلم: أوري سافير
اقتبست الصحف الفلسطينية، مؤخراً، اقوال رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن أنه يدرس بجدية الاعلان عن الغاء اتفاق أوسلو. هذا صحيح لأن القيادة والشارع الفلسطيني يتوقعان في هذه الايام خطوة دراماتيكية معينة من الرئيس الفلسطيني من أجل تحطيم الوضع الراهن غير المحتمل من ناحيتهم. في اسرائيل، ولا سيما في الحكومة، يتعاملون باستخفاف مع التهديد الفلسطيني، وهم يعتقدون أن الفلسطينيين فقط هم الذين سيخسرون من الغاء الاتفاق، وأنه لن تكون لذلك تأثيرات حقيقية.
العكس هو الصحيح. إن الغاء اتفاق اوسلو يعني إلغاء تقسيم الضفة الغربية الى ثلاث مناطق: مناطق أ – المدن التي تسيطر عليها السلطة بالكامل؛ مناطق ب – المدن التي تسيطر عليها السلطة مدنيا وتسيطر عليها اسرائيل أمنيا؛ مناطق ج – التي تقع تحت السيطرة المدنية والامنية الاسرائيلية، المستوطنات وغور الاردن تشكل نحو 60 بالمئة من المنطقة.
من الناحية القانونية فان الغاء المناطق سيُمكن قوات الأمن الفلسطينية من التحرك بحرية في المناطق ب و ج بما في ذلك بالقرب من المستوطنات. سيضطر الجيش الى وقف الفلسطينيين بالقوة، وليس بقوة الاتفاق. وسيتوقف التنسيق الأمني لأن اتفاق اوسلو يلزم الفلسطينيين بمنع «الارهاب» وحدهم وبالتنسيق معنا.
يستطيع الفلسطينيون في هذه الحالة الاعلان عن دولة (تحت الاحتلال) والحصول على اعتراف دولي كامل تقريبا. ومن ناحية اسرائيل فان الغاء اتفاق اوسلو سينشئ على الارض واقع دولة ثنائية القومية فعليا. ونتيجة الغاء الاتفاقات الامنية فان الاوضاع ستتدهور الى العنف، وسيتضامن العرب والتنظيمات الارهابية في المنطقة مع الفلسطينيين.
سيقف العالم الى جانب الفلسطينيين، بالذات على ضوء الانتقادات الشديدة لسياسة الاستيطان لحكومة نتنياهو والتي تمنع حل الدولتين. يريد الفلسطينيون من خلال هذه الخطوة دفع المجتمع الدولي الى التدخل وفرض حل الدولتين على أساس حدود 1967؛ وخطوة كهذه ستفرض شروطا سيئة على اسرائيل.
تستطيع الحكومة منع هذا التطور الخطير من خلال الموافقة على المفاوضات السياسية لحل الدولتين على اساس حدود 1967 واشراك دول عربية معتدلة (مصر، السعودية، والاردن) والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
لكن نتنياهو لا يريد ذلك من الناحية الايديولوجية والسياسية. من رفض اتفاقات اوسلو (التي صادف في رأس السنة مرور 22 سنة على توقيعها في البيت الابيض) قد يجد نفسه امام واقع اخطر كثيرا على اسرائيل؛ ويستطيع حينها نتنياهو أن يقول كعادته: «لقد قلت لكم».

عن «معاريف»