قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية اليوم الجمعة، إنّ "وباء كورونا يضيف تحديات على شعبنا في غزة الذي يعيش تحت حصار ظالم".
وأضاف هنية خلال لقاء مع التلفزيون العربي: "نحن حرصنا على عدم تسييس هذا الموضوع لأنه إنساني، لذلك بادرت بالاتصال مع قيادات في السلطة من أجل حماية شعبنا في غزة والضفة، لكن أستطيع أن أقول إن التعاون ليس بالدرجة الكافية.
وتابع: "ما زال الأخوة في رام الله يتحركون وفق حسابات سياسية في التعامل مع غزة، ونقول إن هذا الموضوع يحتاج إلى جهد أكبر من السلطة".
وأردف هنية: "نطلب أدوية، وأجهزة فحص، وأجهزة تنفس صناعي، وطالبنا السلطة بضرورة رفع العقوبات على غزة، وقلت إنه آن الأوان لكي تُرفع العقوبات، وأن نخطو خطوات أكبر باتجاه المصالحة".
وبشأن معبر رفح، قال هنية إنّ "هناك تنسيق شامل مع الجانب المصري، وتوافق على تشغيل معبر رفح، ونرتب كيفية السماح لعودة العالقين في مصر إلى غزة.
وأشار إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن أوضاع شعبنا، كونه ما زال يعيش تحت الحصار، وليس هناك بيننا وبين الاحتلال أي تنسيق.
وأكّد على أن هناك جهود كبيرة ومكثفة بذلناها على مستوى قيادة الحركة العليا، وقيادة الحركة في لبنان، حيث يتواجد الجسم الأكبر لشعبنا الفلسطيني هناك، والذين يعانون ظروفًا صعبة بالأساس.
وبشأن صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال قال هنية: "الأخ رئيس الحركة في غزة أبو إبراهيم السنوار، أعلن عن مبادرة الحركة، أننا مستعدون للذهاب إلى جولة مفاوضات غير مباشرة لإجراء صفقة تبادل، في ظل الوضع الإنساني".
وأضاف هنية: كـتائب القسام لديها 4 أسرى من الجنود الإسرائيليين، ونحن مستعدون لمفاوضات غير مباشرة لإجراء صفقة تبادل.
وأكّد هنية على قضية الأسرى كانت ولا زالت وستبقى على رأس سلم أولويات حركة حماس، مضيفاً: "أنا اقول لأسرانا.. تحرير الأسرى هو هدف سامي استراتيجي سنمضي من أجل تحقيقه مهما كلفنا ذلك من ثمن".
وتابع: "طالبنا بالإفراج عن كبار السن والمرضى، والأطفال، والنساء، أسرى صفقة شاليط حتى نخوض في عملية تفاوضية جديدة، موضحاً أن هناك بعض الأطراف والوسطاء اتصلوا بالحركة، واستوضحوا منّا حول الآفاق التي يمكن التحرك بشأنها، ونحن عرضنا ما يمكن أن يشكل مفتاحًا حقيقيًا لهذه المسألة.
وأردف: "نحن خضنا مفاوضات على مدار 5 سنوات في قضية شاليط، وأدرناها بدرجة عالية من الحرفية والصلابة، واستطعنا أن نصل لانتصار".
وحول ملف المصالحة الفلسطينية، أكّد هنية على أن المصالحة خيار استراتيجي، وقدمنا ثلاث خطوات لفك جمود ملف المصالحة الأولى: مبادرات للاتصال بالكل الفلسطيني والموافقة على استقبال وفد من الضفة الغربية في قطاع غزة مع الإعلان عن صفقة ترامب التصفوية والثانية أننا قبلنا بإجراء الانتخابات التشريعية والرئيسية.
وأشار إلى أن الخطوة الثالثة هي الوباء المستجد كورونا بادرنا بالاتصال بالضفة الغربية ورئيس حكومة رام الله محمد اشتية، وقمت بتنحية الجانب السياسي وتحدثت معهم.
وقال: "نؤكد أننا جاهزون للمضي قدمًا في أي خيار تقبله حركة فتح لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مضيفاً أننا لسنا في حاجة لاتفاقيات جديدة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، لكننا في حاجة لتطبيقها.
وتابع: "على مدار السنوات الماضية، الحركة وبالتعاون مع الفصائل قدمت لرئيس السلطة أبو مازن الكثير من المبادرات والمرونة من أجل إحداث اختراق حقيقي من أجل إنهاء الانقسام"، مشيراً إلى أن التجارب من قيادة حركة فتح مع مبادرات إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ضعيف للأسف.
وبالحديث عن العلاقة مع السعودية، أكّد هنية على أن العلاقة تاريخيًا مع المملكة العربية السعودية كانت جيدة وقوية، لكن الحقيقة أن الصفحة التي نحن بصددها مؤسفة ومؤلمة، وتتناقض مع كل الأعراف العربية تجاه القضية الفلسطينية.
وقال هنية: "اعتقال أكثر من 60 فلسطينيًا في سجون السعودية فقط؛ لأنهم يقومون بأعمال دعم وإسناد لشعبهم، فإن هذا الأمر مؤسف، ومؤسف جدًا".
وأضاف: "تواصلنا بشكل مباشر، ووجهت أكثر من رسالة لخادم الحرمين، وتحدثنا مع الأجهزة ذات الاختصاص، ومع وساطات دولية من أجل أن ننهي هذا الملف، وما زلنا نتابع، لكن للأسف الشديد أن يُذهب بهؤلاء إلى المحاكم، وضمن لوائح الاتهام أنهم يعملون ضمن كيان إرهابي".
وتابع: "نحن نتطلع إلى إنهاء هذا الملف، ونتطلع إلى علاقات إيجابية مع المملكة العربية السعودية، وما زلنا نتمنى ونتطلع إلى الإفراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، خاصة في ظل شهر رمضان المبارك".