يستعد مصنع في غزّة لإنتاج أكثر من مليون كمامة من أجل تصديرها للولايات المتحدة الأمريكية في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وذلك بعد تعاقده عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين المقيمين بها.
وقال صاحب المصنع حسن شحادته: "استطعنا رغم الظروف السياسة الصعبة التي تُحيط بنا اكتساب سمعة طيبة في جودة عملنا"، لافتاً إلى أنّه كان في السابق يتركز عمله على تصدير الملابس للأسواق المحلية وشركات الداخل المحتل، لكنّه اليوم يتلقى سيلاً من الطلبات من دول أخرى، وفق ما نقتله وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
وأضاف: "غزّة استطاعت أنّ تُنافس بصناعتها للكمامات الطبية في الأسواق، على الرغم من قلة الموارد والإمكانيات"، مُعتبراً أنّ أزمة فيروس كورونا فتحت الآفاق أمام القطاع المحاصر، على الرغم من الخلافات السياسية.
وأشار إلى أنّ الوضع الإنساني أقوى من السياسة وتعقيداتها، خاصةً أنّ الفيروس يُهدد الجميع دون أنّ يُفرق بين أحد، مُوضحاً أنّ أزمة كورونا ساهمت بشكل كبير "بالتعامل بين الجميع في إطار إنساني بحت".
وتابع: "المصلحة متبادلة حالياً، فالإسرائيليين والأمريكيين يُريدون الحصول على كمامات طبية واقية، ونحن بحاجة إلى تشغيل أكبر عدد ممكن من العمال للتخفيف من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع".
واستدرك: "الإدارة الأمريكية وقفت ضد الفلسطينيين في قضيتهم، ولكننا لا يمكن أنّ نتوقف عن مساعدة الآخرين الذين يحتاجون لتكثيف الجهود لمحاربة هذا الفيروس".
وأردف: "طيلة شهر كامل تمكّنَ المصنع من توريد منتجاته إلى الأسواق "الإسرائيلية"، ما ساهم بتوفير فرص عمل للمئات من العاملين بعد توقفه لفترة طويلة"، مُنوّهاً إلى أنّ المصنع يُنتج يومياً قرابة 50 ألف كمامة لصالح شركات "إسرائيلية".
وختم شحاتة حديثه، بالقول: "إنّ مصانع غزّة تمكنت من تلبية الحاجة الكبيرة على الكمامات من قبل إسرائيل للحد من انتشار الفيروس"، مُشيراً إلى أنّ الحركة التجارية أصبحت تشهد نشاطاً ملحوظاً بين الجانبين.