ارتفع عدد المتعافين من «كورونا» في إسرائيل، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، أكثر من عدد المصابين الجدد، هذا ما يتبين من معطيات وزارة الصحة. فحسب المعطيات، أول من أمس، شُخّص 226 مصاباً جديداً بـ»كورونا»، وتعافى 298 إسرائيلياً من المرض. تم اكتشاف 283 مصاباً جديداً، السبت الماضي، ووصل عدد المتعافين إلى 330 إسرائيلياً. وفي يوم الجمعة، 17 نيسان، تم تشخيص 224 مصاباً جديداً، في حين انضم 308 أشخاص إلى قائمة المتعافين. هذه هي المرة الأولى التي يزيد فيها عدد المتعافين على عدد المصابين بالفيروس خلال ثلاثة أيام متتالية.
في المقابل، حدث انخفاض في عدد المصابين الذين يحتاجون إلى التنفس الاصطناعي. وفي الأيام الأربعة الأخيرة انخفض عدد المربوطين بأجهزة التنفس الاصطناعي من 137 إلى 109. انخفاض متتالٍ أول في عددهم منذ تفشي المرض في إسرائيل. جزء من الانخفاض في عدد المربوطين بأجهزة التنفس يمكن عزوه إلى الوفاة. ولكن حتى الآن رافق موت المربوطين بأجهزة التنفس أيضاً تدهورٌ في وضع مصابين آخرين احتلوا مكانهم. وفي الأيام الأربعة الأخيرة أيضاً توقف تفشي المرض في البلدات الأصولية في إسرائيل. وتشير المعطيات إلى اقتراب نهاية موجة الإصابة الأولى في إسرائيل، ويقدّر عدد من الخبراء بأن ذروة التفشي قد مرت.
تتعزز النتائج بخصوص ميل التضاؤل إذا أخذنا في الحسبان الزيادة في عدد الفحوصات التي أجريت في إسرائيل، والمعروف الآن عن عملية تقدم المرض: تظهر على معظم المرضى أعراض في الأسبوع الأول بعد الإصابة (بعد 11 يوماً تظهر الأعراض على 57 في المئة من المرضى). وعلى الأغلب يتم تشخيصهم قبل وقت قصير بعد ظهور الأعراض.
عملية التعافي، في المقابل، تكون أطول، وتستمر بين 4 – 6 أسابيع. المعنى هو أن «الدخول» إلى المرض أسرع من «الخروج» منه، وعدد المتعافين يزداد بوتيرة أبطأ من عدد المرضى الجدد. لذلك، حتى في وضع فيه عدد المتعافين الجدد في يوم معين يشبه عدد المرضى في اليوم ذاته، وبالطبع عندما يكون أعلى، فإن هذا الأمر يشكل تعبيراً عن ميل للتحسن.
إن تغيير الميل يمكن ملاحظته أيضاً عند فحص نسبة المرضى الجدد بالنسبة لعدد الفحوصات اليومية. فحوصات تشخيص «كورونا» في إسرائيل تتم في معظم الحالات حسب معيارين أساسيين: وجود أعراض تثير الشك بأن الشخص مصاب بـ»كورونا»، إلى جانب مخالطة مريض مؤكد أو الوصول من دولة تتفشى فيها الإصابات في الخارج.
عدد أقل من المشخصين
كان عدد الفحوصات، التي أُجريت في إسرائيل في بداية آذار، بضع مئات في اليوم. ووصل الآن الذروة بـ 11908 فحوصات يومياً. يكمن في أساس الرغبة لزيادة عدد الفحوصات، التي أجريت في إسرائيل، الافتراض بأنه كلما تم فحص عدد أكبر من الاشخاص فإنه يمكن اكتشاف عدد أكبر من المرضى في مرحلة مبكرة للإصابة، لمنعهم من إصابة آخرين بالعدوى ووقف أسرع للانتشار.
ولكن تظهر معطيات وزارة الصحة أن عدد المرضى الذين تم تشخيصهم يومياً لم يرتفع بالضرورة مع ارتفاع عدد الفحوصات. مثلاً، في 28 آذار تم تشخيص 584 مصاباً جديداً في إسرائيل بـ»كورونا». وفي اليوم ذاته تم إجراء 5040 فحصاً، وبلغت نسبة المرضى من إجمالي الفحوصات 11.6 في المئة. أعداد ونسب مشابهة ظهرت أيضاً في الأيام التي تلت ذلك، ففي 2 نيسان اكتشف العدد الأعلى من المصابين منذ بداية الأزمة، 764 شخصاً في اليوم الذي أجري فيه 7294 فحصاً (10.5 في المئة من المفحوصين).
الافتراض لدى جهاز الصحة كان أنه كلما ارتفع عدد الفحوصات سيتم الكشف عن عدد أكبر من المصابين الجدد بـ»كورونا». ولكن المعطيات تظهر أنه ابتداء من نقطة الذروة في 2 نيسان، وحتى عندما ارتفع عدد الفحوصات ببضعة آلاف واجتاز نسبة الـ 10 آلاف، فإن عدد المصابين كان في ميل هبوط. ووفقاً لذلك نسبة المصابين من بين المفحوصين في ذلك اليوم أيضاً. في 16 نيسان أجري في إسرائيل 11908 فحوصات لتشخيص «كورونا» – أعلى رقم حتى الآن. في ذلك اليوم تم اكتشاف 257 مصاباً جديداً. وفي اليوم التالي، 17 نيسان، أجري 9950 فحصاً أدت إلى اكتشاف 224 مريضاً فقط، أي 2.25 في المئة من المفحوصين.
ميل الارتفاع في عدد مصابي «كورونا» في إسرائيل تمت ملاحظته في منتصف شهر آذار، وحدثت الذروة قبل نهاية نفس الشهر وبداية نيسان. بعد ذلك حدث ما ظهر ميل انخفاض في الإصابة بالمرض دون صلة بزيادة عدد الفحوصات. لهذه التغييرات يمكن أن يكون عدة تفسيرات، منها القيود على الحركة في المجال العام وامتثال الجمهور للوائح والقيود الموضعية على مناطق كانت فيها إصابة عالية. أيضاً قرار إجراء آلاف الفحوصات في اليوم بدور المسنين، التي تم فيها اكتشاف مصاب مؤكد دون صلة مع ظهور الأعراض على المفحوصين، يمكنه التأثير على نسبة عدد المرضى بين المفحوصين.
سيناريوهات متطرفة
من المعطيات الرئيسية، التي وقفت أمام عيون متخذي القرارات عندما قاموا ببلورة سياسة لمكافحة تفشي الفيروس، عدد المصابين الذين يحتاجون إلى التنفس الاصطناعي. السيناريوهات المتطرفة، التي استعدوا بناء عليها، وما زالوا يستعدون في وزارة الصحة، تتحدث عن آلاف المربوطين بأجهزة التنفس إلى درجة وضع انهيار في الجهاز الصحي. وبسبب الخوف من تحقُّق هذه السيناريوهات عملت إسرائيل بشكل حثيث على شراء أجهزة التنفس وتطوير أجهزة بديلة من إنتاج محلي، وتأهيل طواقم طبية، والحصول على مساعدة من المستشفيات الخاصة. فعلياً، حدث مؤخراً انخفاض في عدد المصابين المحتاجين إلى التنفس الاصطناعي.
«عندما أنظر إلى صورة الوضع هنا، حتى في ظل معلومات تراكمت من دول أخرى لمواجهة «كورونا»، يبدو أن الذروة أصبحت من ورائنا»، قال البروفيسور درور ميفوراخ، مدير القسم الباطني وقسم «كورونا» في مستشفى «هداسا عين كارم» في القدس. «صحيح أنه ما زالت هناك إمكانية لزيادة الخطورة بهذه الدرجة أو تلك على ضوء فتح الاغلاق، لكن أيضاً هذا سيكون كما يبدو زيادة في حدة الوضع التي تأتي بعد الذروة. في المجتمع الطبي هناك من يعتقدون أن المرض يتلاشى حتى في ظل غياب الإغلاق. الإغلاق في الأساس مخصص للسيطرة على الجهاز الصحي حتى لا يحدث انهيار»، شرح.
إلى جانب المعطيات القطرية المشجعة هناك أيضاً انتشارات موضعية. 46 في المئة من المصابين بـ»كورونا» في إسرائيل يأتون الآن من التجمعات الأصولية الواضحة – بني براك (1940 مصاباً حتى صباح أول من أمس مع خصم المتعافين والوفيات بسبب المرض)، بيتار عيليت (192)، موديعين عيليت (246)، إلعاد (264)، 65 في المئة من المرضى في القدس الذين يعيشون في الأحياء المتدينة (1500 من بين 2314) و80 في المئة من المرضى في بيت شيمش، الذين يسكنون في الأحياء المتدينة في المدينة (220 من بين 274). هناك مصابون متدينون في مناطق مثل أسدود وبيتح تكفا ونتانيا وكفار حباد وكريات يعاريم وصفد وغيرها. بالإجمال، من بين 9374 مصاباً اليوم في إسرائيل – مع خصم المتعافين والموتى من المرض – فإن 4362 منهم هم مصابون من المدن والأحياء الاصولية.
في الأيام الأخيرة يظهر الاهتمام بقرية دير الأسد، التي يبدو أنها مكان التفشي الأخطر في إسرائيل. خلال أسبوع شُخّص في هذه القرية ارتفاع بلغ 2566 في المئة في نسبة المصابين، من 3 أشخاص قبل أسبوع إلى 80 شخصاً حتى أول من أمس. دير الأسد توجد في المكان الرابع في إسرائيل من حيث عدد المصابين بـ»كورونا» مقارنة بعدد السكان، مع 62.5 مصاب لكل 10 آلاف شخص. قبلها تأتي بني براك وموشاف غيلات وموشاف زيتان، التي فيها جميعها ظهر ميل هبوط في الأيام الأخيرة. أيضاً في قرية البعنة المجاورة لدير الأسد حدث في الأسبوع الأخير ارتفاع بلغ 1300 في المئة في عدد المصابين، من 1 قبل أسبوع إلى 13.
وقال مدير القسم الباطني في مستشفى بلنسون، البروفيسور أفيشاي أليس: إن المعطيات تدل على أن «سياسة الإغلاق كانت ناجعة وسليمة. هذا يعني أنه يمكن التخفيف قليلاً في الإغلاق». وحسب قوله فإن الاستعداد لوضع يرتكز على سيناريوهات التطرف التي عرضتها وزارة الصحة، كان مبرراً عندما بدأ المرض بالتفشي في إسرائيل.
«كلما مر الوقت سيصبح أكثر وضوحاً أن هذه السيناريوهات لا تتحقق. وهذا هو الوقت لأن نأخذ خطوة إلى الخلف» قال، وأضاف: «يجب علينا التذكر أن هذا مرض لم يعرفه أحد من قبل. ولكن أحد الأمور التي تميز الأطباء هو التعلم من خلال الحركة». مع ذلك، حذر أليس من الاستخفاف الزائد، وقال: «يبدو أن الذروة أصبحت خلفنا. ولكن هذه الأمور ستخضع للاختبار في رمضان وفي عيد الاستقلال. إذا تم الحفاظ على هذا النجاح فنحن في الاتجاه الصحيح».
عن «هآرتس»
الرئيس يستقبل الناطقين الرسميين الجدد باسم حركة "فتح"
24 ديسمبر 2024