كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن ادق تفاصيل برنامج زيارة وجولة الرئيس في الولايات المتحدة الامريكية أخر شهر أيلول الجاري، وما سيصحبها من لقاءات واجتماعات على مستوى زعمات العالم، إضافة إلى المخاوف الأمريكية من وقف التنسيق الأمني واستقالة الرئيس عباس.
وبين المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن الرئيس سيصل منتصف ليل الجمعة 25 أيلول إلى أمريكا، وسيبدأ برنامج زيارته الرسمية في اليوم التالي بسلسة لقاءات واجتماعات على مستوى قيادات العالم.
لقاء كيري وقيادات دولية
وأوضح أن الرئيس سيلتقي في اليوم الأول خلال اجتماع- نسبياً طويل- بوفد رسمي أمريكي يرأسه وزير الخارجية جون كيري وسيطلعه على صورة الوضع السياسي، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء شعبنا، ومواصلة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وانتهاك حرمة المقدسات في القدس، لافتاً إلى عدم وجود لقاء ثنائي حتى اللحظة بين الرئيس عباس ونظيره بارك أوباما.
وأشار منصور إلى أنه من تاريخ 26 إلى 30 أيلول أي موعد القاء خطاب الرئيس في الأمم المتحدة سيلتقي الرئيس بالعديد من رؤساء ووزراء وقيادات أوروبا من بينهم المستشارة الالمانية ميركل، إضافة إلى لقاءه قيادات وزعماء عرب يناقش خلالها أبرز المستجدات والتطورات على الساحة الفلسطينية.
خطاب رئاسي ومراسم خاصة لرفع علم فلسطين
وأضاف منصور أنه في يوم الاثنين 28 أيلول سيبدأ أسبوع المناقشة العامة رفيعة المستوى في الأمم المتحدة، وستستمر خلالها اللقاءات والاجتماعات وصولاً إلى يوم الاربعاء 30 الشهر حيث سيلقي الرئيس خطابه في أروقة الأمم المتحدة وسيعكس خلاله أبرز المسائل والقضايا المتعلقة بالوضع الفلسطيني ووضع تصورات المرحلة المقبلة.
وبعد أن ينهي الرئيس خطابه، سيتم التوجه مباشرة إلى مراسم رفع علم فلسطين وستكون مميزة ولم يسبق لها مثيل بحسب ما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بحيث يرفع العلم تزامناً مع فترة النقاش العام وبحضور ومشاركة مئات رؤساء وقادة العالم والدبلوماسيين، وفق ما قال منصور.
وبين منصور أن العلم الفلسطيني سيرفع في حديقة الزهور بجانب مبنى الأمم المتحدة، حيث نصبت منصة وسارية خاصة لذلك، وبعدها سيرفع العلم في مكانه الطبيعي بين أعلام دول العالم بشكل يومي.
وبعد الانتهاء من رفع العلم الفلسطيني يكون برنامج زيارة الرئيس عباس لنيويورك انتهى ليقلع بعد ذلك عائداً إلى الديار.
ومن المتوقع أن تشارك فلسطين ممثلة برئيس الحكومة د. رامي الحمدالله في قمة عالمية حول التنمية المستدامة في تاريخ 23- 27 بحيث ستكون فلسطين حاضرة بكلمة خلال أعمال المؤتمر.
يذكر أن اجتماع جمعية الأمم المتحدة يأتي هذا العام في إطار الذكرى الـ 70 لتأسيس الجمعية، وفي سياق الحملة التصعيدية العدوانية التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي ضد القدس والمقدسات.
قلق أمريكي من وقف التنسيق الأمني واستقالة الرئيس
وفي ذات السياق، أكد مصدر دبلوماسي إن الولايات المتحدة تشعر بنوع من القلق بسبب التغيرات والتطورات الحاصلة في الأرض الفلسطينية، وخاصة موضوع انتخابات المجلس الوطني وما يتردد عن نية الرئيس عباس بالاستقالة وكذلك الانتهاكات الاسرائيلية في القدس.
وقال المصدر إن السياسيين في واشنطن يخشون من أن تدفع هذه التطورات إلى وقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وبالتالي تصاعد الاوضاع والتوترات في حال فقدت السيطرة على مجريات الامور في الأرض الفلسطينية.
ولفت المصدر إلى أن الامريكيين يحترمون ويقدرون جهود الرئيس ومواقفه الثابتة على الصعيد السياسي، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية تحرص دائماً على ابقاء الأبواب مفتوحة مع الجانب الأمريكي لما يمثله من أهمية سياسية.