التنسيق مع الروس يقيد حرية العمل الاسرائيلي ضد «حزب الله»

يوسي ملمان
حجم الخط

  23 أيلول 2015



بقلم: يوسي ميلمان

أفاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أول من أمس، في استعراض للصحافيين لدى عودته من لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه اتفق على آلية تنسيق لمنع الصدام وسوء التفاهم بين الجيش الاسرائيلي وقوات الجيش الروسي المرابطة في سورية. وسيتم استخدام آلية التنسيق بعد أن يلتقي بعد اسبوعين مندوبون كبار من الجيشين ليبلوروا الاتفاق. ويفترض بالتنسيق أن ينطبق على النشاط الجوي، البحري، ومنظومات الدفاع الجوي والصواريخ.
وبالمناسبة، لم يصل من الكرملين تأكيد على اقوال نتنياهو، كما لا توجد تقارير عن ذلك في وسائل الاعلام الروسية. ولكن حتى لو تحقق بالفعل تنسيق مفصل يمنع الخطر في أن يجد طيارون من اسرائيل ومن روسيا أنفسهم في معارك جوية فوق الاراضي السورية، فلا يزال لا يمكن أن نرى في ذلك انجازا لاسرائيل. وربما العكس.
على مدى السنين، حتى قبل الحرب الاهلية في سورية، عملت طائرات سلاح الجو حسب منشورات أجنبية بلا عراقيل تقريبا في سماء سورية. ففي العقد الأخير هاجم سلاح الجو علنا اهدافا "ارهابية"، وكانت تقارير عن طيران "صاخب" من طائرات السلاح فوق قصر الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق ووصلت الامور ذروتها بتدمير المفاعل النووي هناك. ومنذ اندلاع الحرب الاهلية، حسب تقارير اجنبية، كثرت هجمات سلاح الجو في سورية وسجل ما لا يقل عن عشر هجمات ضد قوافل السلاح لـ "حزب الله".
وقد تمت النشاطات المنسوبة لسلاح الجو في سماء سورية حتى الان طالما توفرت لاسرائيل معلومات استخبارية واحتمالات عملياتية، دون حاجة الى تنسيقها مع أي جهة. اما من الان فصاعدا فسيتعين على اسرائيل ان تنسق قبل الاوان عملياتها الجوية مع روسيا. وبمجرد هذه الحاجة، فان حرية العمل الاسرائيلي قد تقيدت. مرة اخرى تتعلم اسرائيل قيود قوتها العسكرية حين تقف حيالها قوة عظمى عالمية، لها مصالح واضحة في الشرق الاوسط. ومع ذلك، هذا افضل من التعرض لخطر المواجهة في ارض الحليفة الوحيدة المتبقية لروسيا في المنطقة.

عن "معاريف