بقلم: سميح خلف

استحقاقات الشعب الفلسطيني بين خطوات التطبيع والمفاهيم الوطنية

سميح خلف
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

ثمة ماهو مهم ذكره بان استحقاقات الشعب الفلسطيني هي استحقاقات تاريخية وقانونية وانسانية ايضا معا ، وبالتاكيد فهي استحقاقات وطنية وهذا الاستحقاق لايمكن ان يجزء او فصل احد من عناصره فالاستحقاق الوطني يشمل كل تلك المعايير وبالتاكيد فهي الارض التي للشعب وسيادة القانون والدستور ، هذه هي المقاييس العادلة التي يناضل من اجلها الشعب الفلسطيني ولكن تلك المفاهيم الوطنية أُخذت على دفاتر النسيان في عملية الهاء للشعب وتحريف لاصول القضية ومعاييرها وبالتالي انطلقت عدة اقاويل اعلامية عربية تهاجم الواقع الفلسطيني وتمهد لقبول فرضيات الامر الواقع التي تم صياغتها منذ عقود عندما تحول الصراع من الصراع العربي الاسرائيلي الى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى مصطلح ( ازمات الشرق الاوسط ) ، بالتاكيد ايضا ً ان تلك الاقاويل الاعلامية هي ممنهجة يخدم نهجها عدة افراد او نخب في مجتمعات مختلفة ، ولكن قد يكون لهؤلاء عدة مبررات قد لا اقبلها او لا يقبلها غيري ولكن يمكن ان يقبلها اخرين عندما يقدموا مقدمات وسلوكيات للنظام السياسي الفلسطيني الذي على الاقل منذ الثورة المعاصرة عام 1965 لم يقدموا على التطبيع مع اسرائيل ولكن دعموا حركة التحرر الوطني الفلسطيني بالمال والسلاح والتدريب والارض المفتوحة لكل الانشطة ، ولذلك لا تستهويني الشتائم التي يرد بها بعض النخب وحديثي النشاط في السياسة  على ما يسمى التطبيع العربي ولكن قد تاخذنا المسيرة والسيرة الى مقولة الرئيس عباس للعرب اقبلوا ما يقبل به الفلسطينيين والفلسطينيين اقصد هنا ليس الشعب او بعض القوى الاخرى ، ولكن النظام السياسي الفلسطيني قبل بالتنازل عن غالبية فلسطين وقبل بتعريف اسرائيل " الدولة الجارة والصديقة " ودخل معها في تنسيق امني ضد ما يسمى الارهاب واصبح الاقتصاد الفلسطيني لسلطة الحكم الذاتي المحدود مرتبط ارتباط وثيق بالاقتصاد الاسرائيلي والانفتاح الثقافي من خلال لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي ، بالتاكيد ان غالبية الفلسطينيين لا يقتنعون وليسوا معجبين ولا موافقين على سلوك تلك القيادة السياسية ولا ابحارها بحركة فتح بارتباطات وثيقة مع اسرائيل فضلا على ان هذا النظام السياسي فاقد للشرعية فعلا وشرعيته بمثابة تكريس لمعادلات دولية ضاغطة على الشعب الفلسطيني وفارضة نفسها عليها ، ولذلك هناك اماني وطموحات للشعب الفلسطيني هي تلك الطموحات الوطنية والتي بحث منذ عقود عن كيفية تحقيق الحلم الفلسطيني وتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني الذي عجز النظام السياسي الفلسطيني الممثل كما يدعي للشعب الفلسطيني تحقيق وحدة هذا الشعب ثقافيا وسلوكيا ونضاليا ً وبرامجيا ً .

لا اعتقد ان تلك الردود الهوجاء على كل ما تجاوزوا الخطوط القومية والتاريخية للامة العربية والجغرافيا العربية بالفاظهم البذيئة ردا ايضا على الفاظ بذيئة ومزورة للتاريخ ليس علاجا بس مزيدا ً من التخبط والتغوط في معالجة الخطأ بالخطأ ، ولكن لو عدنا لادبياتنا في الثورة الفلسطينية التي انحرفت قيادتها عن ادبياتها وسلوكها لوجدنا المقولة التي تقول ان الثورة الفلسطينية تنتمي للشعوب العربية ويجب استنهاض تلك الشعوب ، الاستنهاض يعني العمل المقنع الغير متنازل عن الارض والحقوق واستنهاض الشعوب في السلوك الوطني الذي يحمل مسميات القضية على كاهليه وليس بالاخطاء والسلوكيات الفردية والجماعية التي يندى لها الجبين ، استنهاض الشعوب العربية وتحويل مسارها من صامت او مناهض او منتقد او مهاجم الى عقلانية التطبيق الوطني الفلسطيني ، كما قلت الغير متنازل عن الارض والتاريخ ، فكثيرا ً الشعوب العربية وقفت معنا في مسيرات كبيرة في كل العواصم العربية والجامعات وتجاوزت حدود الانظمة والتزاماتها الاقليمية والدولية كما كانت تلك الشعوب هي رافد لمقاتلين وثوار وكوادر قد عاصرت كثيرا ً منهم ومنهم من استشهد على ارض المعركة ، نذكر تلك العمليات وواحدة منها التي كانت مكونة من عراقي وسوري وفلسطيني هي تلك الوحدة النضالية والثقافية التي يجب ان لا ننساها كما كانت هي كل دول الخليج والمغرب العربي والجزيرة العربية اعداد كبيرة من المتطوعين والمقاتلين والداعمين للثورة وحملات الجباية في كل تلك العواصم لدعم القدس والثورة فلا ننسى الجميل ولا ننسى المسيئين الذين بنوا اسأتهم على اساءة هذا النظام السياسي للشعب الفلسطيني ، فهو لو يسيء للفلسطينيين فقط بل قد اساء للجماهير العربية التي قد اعتمدت الثورة الفلسطينية على استمراريتها من دعمهم ومواقفهم ، بل اساءت تلك القيادة للتاريخ على الارض العربية بكاملها بمنطلقاتها السياسية الغير ناضجة عندما دخلت في اوسلو بعيدا ً عن قرار وارادة الجماهير العربية والفلسطينية ، بل ايضا ً بعيدا عن الانظمة وكان طبخة الاتصالات من تحت الطاولة قد نضجت وخرجت للعلن وفرضت نفسها على الواقع لكي يلهث كل من يريد ان يلهث وراء التنازل الذي قدمته تلك القيادة للتخلص من اعباء القضية الفلسطينية

فلنكن عقلانيين ولتكن افعالها بنضوج ومسؤولية كيف نسترد قرار الجماهير العربية والمثقف العربي والنخب العربية الى مشروعية نضالنا الوطني الفلسطيني في تحرير فلسطين ، بالتاكيد لا ياتي ذلك بالشتائم والعمل الاهوج اللا مسؤول ففي المقدمة عليكم اصلاح النظام السياسي الفلسطيني واصلاح البرنامج الفلسطيني والعودة بحركة فتح لوحدتها ومنطلقاتها وادبياتها ، ومحاسبة المخطئين والضالين والمتامرين ايضا منهم محاسبتهم على قراراتهم السياسية وسرقاتهم وتحويل تلك الاموال من اموال لدعم القتال والاسلحة الى خزائنهم في البنوك ولابنائهم وعائلاتهم ، هكذا هوا الطريق الصائب لكي نقنع من ارتد عن الضمير العربي والقومي والوطني ولكي نستطيع حماية قرارنا الثوري الذي خطف منذ عقود .