مصر : غمر الأنفاق "يضرب حماس في مقتل"و "مصممة على تدميرها"

f7094ea17173ba6df752b2aae67d4fc4
حجم الخط

أكد مسؤول في محافظة شمال سيناء لموقع "مصراوي " إن الحكومة المصرية مصممة على إغلاق الأنفاق الحدودية.

"تدمير الأجسام الرئيسية"

وأوضح المسؤول شريطة عدم كشف هويته لأنه غير مخول التحدث للصحفيين أن الخطوة الأخيرة تهدف إلى تدمير الأجسام الرئيسية للأنفاق حيث أن الجسم الرئيسي يتفرع منه عدة فتحات متعددة الأحجام وتلتقي كلها في ذلك الجسم منه إلى قطاع غزة مباشرة.

وأشار المسؤول أن المهربين كانوا يعيدون فتح الأنفاق مرة أخرى ويناوروا بتغيير أماكن الفتحات، لكن التطور الجديد بتدمير "الجسم الرئيسي النفق" يجعل إعادة تشغيل النفق مرة أخرى أكثر صعوبة إن لم يكن مستحيلا، بحسب المسؤول.

وتعمل الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة على إنشاء مشروعين للتغلب على الأنفاق، وفقا لما ذكره مسؤولون عسكريون لمصراوي في منتصف أغسطس الماضي.

والمشروع الأول عبارة عن أنبوب مياه كبير قطره 20 بوصة، على طول الحدود مع غزة، والأنبوب مثقوب من جهة واحدة يتم توصيله بالبحر المتوسط حيث يتم سحب المياه وتفريغها من خلال ثقوب في جسم الأنبوب في المنطقة المتاخمة للحدود حتى يتم غمر الأنفاق التي لم يتم الكشف عنها وجعل التربة غير صالحة لعمل أنفاق جديدة، حسب المسؤولين.

وأشارت المصادر إلى أن الأنبوب سيكون على عمق 10 أمتار في باطن الأرض وبدأ العمل به منذ فترة وانجزت الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة نحو 7 كيلومترات من الحدود مع القطاع البالغ طولها نحو 14 كيلومتر.

وتتراوح الأنفاق فيما بين 20 إلى 40 مترا تحت الأرض ويتحرك مئات الفلسطينيين والمصريين في الأنفاق التي تقول المصادر إنها تستخدم في تهريب السلاح الذي يستخدمه المسلحون فضلا عن نقل مئات الأطنان من مختلف البضائع القادمة من مصر.

أما المشروع الثاني، فقالت المصادر إنه ذات فائدة مزدوجة، حيث سيتم إنشاء أحواض سمكيه على طول الحدود، مضيفة أن العمل بدأ في المشروع منذ يومين حيث نقلت المعدات إلى المنطقة لحفر الأحواض.

وأتمت الهيئة الهندسية بناء أربعة أحواض من أصل 16 حوضا من المقرر بناءها للقضاء على الأنفاق بشكل نهائي.

وتطلق حماس على تلك الأحواض "قنوات مائية".

"ضربة في مقتل"

وقال أحد مشايخ قبيلة السواركة، إن غلق الأنفاق بالكامل "يضرب التكفيريين في مقتل، والذي كانوا يعتمدون بشكل أساسي على الأنفاق في فرارهم من قوات الأمن وجلب الأسلحة، بجانب الضروب الصحراوية الأخرى".

كما أن تدمير الأنفاق بالكامل "يضر بشدة بحماس، حيث تفقد الحركة أحد أهم مصادر تمويلها"، خاصة بعد أن فقدت ما كان يأتيها من سوريا وإيران بعد موقفها من النزاع السوري.

وأضاف الشيخ أن تدمير الأجسام الرئيسية للأنفاق هو لب اعتراض حماس، فعملية بناء جسم النفق من جديد يستغرق في الأحوال العادية عدة أشهر قد تصل إلى ستة أشهر في حالة الأنفاق التي تستخدم في تهريب السيارات والمواشي والحصمة (التي تستخدم في أعمال البناء)".

وأوضح الشيخ، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن الأجسام الرئيسية يصل عمقها في بعض الأحيان إلى أكثر من 30 مترا تحت الأرض، وهي في المنطقة المتاخمة للحدود، ونادرا ما كانت تدمر بالأدوات التقليدية التي كانت تستخدمها القوات المسلحة في السابق.

رفض حمساوي

وكانت حماس قد قالت إنها ترفض تلك الإجراءات، وزعم المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن المشروع المصري "يمثل خطورة كبيرة على المياه الجوفية وتهديد لعدد كبير من المنازل على الجهة الفلسطينية".

وذكر أبو زهري في بيان صحفي قبل عدة أيام، أن حماس "أجرت اتصالات رسمية مع القاهرة لوقف هذه الخطوة، آملين الاستجابة لطلب الحركة".

وقال هنية، خلال خطبة عيد الأضحى في منطقة "الزنة" الحدودية جنوب غزة إن على مصر "وقف حفر الخندق المائي على حدود قطاع غزة والعمل على فك الحصار المفروض عليه واستعادة دورها التاريخي".

وأضاف هنية "نعتب على أشقائنا في مصر بلد الجوار والعروبة والتاريخ لحفرها الخندق المائي على الحدود الجنوبية للقطاع الذي يضر بالبنية التحتية والمائي فحسب بل بدور مصر التاريخي".

وكانت الحكومة قد أخلت مساحة كيلومتر على طول الأنفاق مع قطاع غزة من السكان حتى تتغلب على مشكلة الأنفاق التي تشكل صداعا لقوات الأمن منذ سنوات.

وكانت هناك أنباء عن أن الحكومة المصرية قد بدأت في بناء جدار من الفولاذ على طول الحدود مع غزة في 2009، بعمق 18 مترا في محاولة للقضاء على الأنفاق، غير أن الحكومة لم تؤكد الأمر في ذلك الوقت.

وذكرت وسائل إعلام إن الجدار يبنى من الفولاذ القوي وأنه صنع في الولايات المتحدة وقد تم اختبار مقاومته للقنابل، كما انه لا يمكن قطعه أو تذويبه أو اختراقه.