أشادت اللجنة المركزية لحركة فتح، بدعوة الرئيس محمود عباس، أطراف المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بما فيها مجلس الأمن، إلى تحّمل مسؤولياتهم لضمان نفاذ القانون الدولي و قرارات الشرعية الدولية ، والضغط على إسرائيل لوقف مخططاتها لضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، باعتبار ذلك يدمر ما تبقى من فرص ضئيلة لتحقيق حلّ الدولتين، وتحقيق السلام العادل والدائم
جاء ذلك مساء يوم الثلاثاء خلال اجتماع عقدته اللجنة المركزية لحركة فتح في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، برئاسة الرئيس محمود عباس، لمناقشة عدد من القضايا.
وأكّدت على دعمها الكامل لموقف السيد الرئيس الذي أعلن عنه في كلمته أمام قمة دول عدم الانحياز، بأنّه إذا أقدمت دولة الاحتلال على خطوة ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فسنكون في حلٍّ من جميع الالتزامات والاتفاقيات والتفاهمات معها ومع الإدارة الأميركية.
كما جدّدَ أعضاء اللجنة المركزية، التأكيد على ما جاء في كلمة الرئيس بأنّ تجربة وباء "كورونا" كانت أقسى على فلسطين من غيرها ولا زالت، بسبب ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يواصلُ نشاطاته الاستيطانية في أرضنا، ويستمر في احتجاز آلاف الأسرى ويعرضهم جميعا للخطر، ويمنعنا من رعاية وحماية أهلنا في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
الوضع السياسي
وناقشت اللجنة المركزية الأوضاع السياسية الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بتنفيذ ما يسمى بخطط وخرائط الضم الإسرائيلية الأمريكية للأراضي الفلسطينية سواء في الأغوار أو في أيّ منطقة فلسطينية أخرى، مُشيرةً إلى أنّ هذه الخطة الإسرائيلية الأمريكية التي تحظى بدعم الإدارة الامريكية التي تُصر على مخالفة قرارات الشرعية الدولية بشكل غير مسبوق، في حال تنفيذها ستدمر أي فرصة ضئيلة لتحقيق السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية.
واعتبرت أنّ تطبيق الخطوة الاسرائيلية، يعني أنّ فلسطين ستكون في حل من أي التزام او اتفاقيات مشتركة، وستكون هناك خطوات فلسطينية لتحميل الاحتلال مسؤولياته كاملة عن إنهاء العملية السياسية برمتها، وحفظ الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية.
وحذّرت من إصرار "إسرائيل" على الاستمرار بسياسة الاستيطان والقتل والتدمير والاعتقالات والاقتحامات للمدن والمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي التي لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، مُؤكّدةً على أنّ السلام العادل والشامل يتطلب قبول قرارات الشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
واستمعت اللجنة المركزية إلى تقرير مفصل من عضو اللجنة المركزية رئيس الوزراء د. محمد اشتية حول استراتيجية مواجهة وباء "كورونا" وما اتخذ من إجراءات لمواجهة ذلك.
وشدّدت على أنّ الرئيس محمود عباس كان سباقاً في إدراك المخاطر وإعلانه حالة الطوارئ بقرار شجاع وحكيم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير في معدلات الإصابة رغم شحّ الإمكانيات، مشيدة بالوعي والالتزام الكبير الذي ابداه المواطن الفلسطيني بما تم اتخاذه من إجراءات من قبل السيد الرئيس والحكومة الفلسطينية لتكون فلسطين قادرة على الانتصار على الوباء العالمي، الأمر الذي جعل دولة فلسطين سباقة في هذا المجال.
كما وجهت التحية والتقدير للجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة الفلسطينية والأجهزة الطبية والأمنية والإعلامية وأصحاب المبادرات والقطاع الخاص والأطر التنظيمية والشبيبة والفصائل لمواجهة جائحة فايروس كورونا الذي يهدد العالم أجمع.
ودعت أبناء شعبنا في هذا الشهر الفضيل إلى تجسيد أسمى آيات التكافل الاجتماعي، وحشد الإمكانيات الشعبية لمساعدة الفقراء لتأكيد تعاضد أبناء مجتمعنا ووقوفهم مع بعضهم كالبنيان المرصوص في توادٍ ورحمة، بالتنسيق مع مكونات لجان الطوارئ.
وأكّدت على ضرورة إطلاق سراح أبطالنا الأسرى من سجون الاحتلال، مُحملةً حكومةَ الاحتلالِ الإسرائيليِ المسؤوليةَ الكاملةَ عنْ حياتِهم وسلامتِهم.
وقالت: "نوجه التحية لأبطالنا الأسرى في سجون الاحتلال، وستبقى قضيتهم دائماً على رأس أولويات القيادة الفلسطينية، ولن يكون هنالك سلام ولا استقرار دون الإفراج عن كامل أسرانا، وحقوقهم خط أحمر لن يقبل المساس به إطلاقاً مهما كانت الضغوطات".
كما أدانت اللجنة المركزية اعتقال الاحتلال الإسرائيلي أمين عام المؤتمر الشعبي في القدس اللواء بلال النتشة.
وأشارت إلى أنّ وحدة الموقف الفلسطيني رئيساً وقيادة وشعباً في مواجهة صفقة ترامب ووباء كورونا هو الذي أفشل كل المؤامرات وعزز قدرة شعبنا على الصمود ومواجهة التحديات.
وحيّت صمود شعبنا في القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، مُشدّدةً على دعمها لموقف الرئيس الداعي لإنهاء الانقسام من أجل رفع المعاناة عن شعبنا في قطاع غزة.
فيما رحّبَ الرئيس واللجنة المركزية برسالة المناضل أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي دعا فيها للحوار.
وقدمت اللجنة المركزية التهنئة لشعبنا الفلسطيني بحلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا وقد تحررت القدس عاصمة دولتنا الأبدية، ونال شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله وسادته على ترابه الوطني.