تحدّث عن مسألة "الضم الإسرائيلية"

فريدمان: عندما يتحول الفلسطينيون إلى كنديين ستختفي جميع المشاكل

فريدمان
حجم الخط

القدس - وكالة خبر

عبر السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي ديفيد فريدمان، عن تفهمه لموقف اليمين الإسرائيلي الذي "ليس بإمكانه الموافقة على دولة فلسطينية"، تقام في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ورغم أن خطة "صفقة القرن"، التي كان فريدمان أحد المبادرين إلى وضعها في إدارة دونالد ترامب، لا تطرح دولة فلسطينية قابلة للحياة، إلا أنه ادعى في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية ونشرتها اليوم الجمعة، أن قيام دولة فلسطينية كهذه سيتم عندما "يتحول الفلسطينيون إلى كنديين".

وفيما يتعلق بعمل لجنة ترسيم خرائط الضم، ذكر فريدمان أن "المهمة ملقاة بالأساس على الجانب الإسرائيلي وهم الذين ينبغي أن يقرروا ما هي مصلحة إسرائيل، والمبدأ هو أن المنطقة الإسرائيلية لن تكون أكبر من 50% من المنطقة C، أي 30% من مجمل الضفة الغربية وواضح للجميع، وللجانب الإسرائيلي على الاقل، أنه نريد أن نكون جاهزين بحلول 1 تموز/يوليو" وهو الموعد الذي ينص عليه الاتفاق الائتلافي لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة للبدء بخطوات الضم."

ورفض فريدمان أن خطة ترامب "تقتل السلام"، موضحًا "لا نوافق أبدا على هذا الادعاء، فقد صنعنا مساحة للفلسطينيين توازي ضعف منطقتي A وB التي بحوزتهم اليوم، وصنعنا من أجلهم ربطا بين الضفة وقطاع غزة، على فرض أنه سيكون هناك شعب فلسطيني موحد في أحد الايام".

وذكر: "هذا إنجاز كبير، وتنازل لم تكن إسرائيل ملزمة بتقديمه من الأراضي التي تحت سيادتها. وأقمنا بداية صندوق اقتصادي، إذا جاء الفلسطينيون إلى الطاولة، وحددنا التغييرات التي ينبغي أن تحدث كي تنجح هذه العملية. ونحن لا نتجاهل حقيقة أن الفلسطينيين يواصلون الدفع للإرهابيين".

وتابع فريدمان: "توجد هنا فرصة هائلة، ومعظم دول العالم تعترف بذلك، والوحيدون الذين يتمسكون بالطريق القديمة، يفعلون ذلك لأسباب التباهي والانتماء للطريق القديمة، لكنها فشلت، ومعظم أمم العالم لم تندد بالخطة وإنما تلقينا من عدد كبير منها، ومن المنطقة (العربية) أيضا، ردود فعل رائعة".

وفيما يخص مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى "إسرائيل"، الذي تنص عليه "صفقة القرن"، أوضح فريدمان أنه "توجد ثلاثة أنواع من المناطق في المنطقة C (التي تعادل مساحتها 60% من مساحة الضفة) منطقة مأهولة بمستوطنات يهودية كثيرة، وستُعلن السيادة فيها بحيث سيتمكنون من توسيعها بشكل كبير، وهذه الأغلبية الساحقة من السكان، 97% من السكان الإسرائيليين، ومثلما قلت في الماضي، (مستوطنة) أريئيل ستكون مثل تل أبيب ولن تكون هناك أي قيود".

وتابع: "النوع الثاني هو نصف المنطقة C والتي لن يكون فيها بناء من أي نوع كان، لا إسرائيلي ولا فلسطيني، وهذه المنطقة مخصصة للدولة الفلسطينية وسيحتفظ بها من أجلها في السنوات الأربع المقبلة".

وأردف: "هناك نوع ثالث، ما يسمى بالجيوب أو المستوطنات البعيدة، وهذه تعادل 3% من مجمل المستوطنات اليهودية، وستعلن إسرائيل سيادتها عليهم، لكنها ستتوسع إلى أعلى فقط وفي السنوات الأربع المقبلة بإمكانها البقاء في نطاق أراضيها الحالية فقط، وهكذا، فإن الغالبية العظمى من الاستيطان ستكون وفق القواعد نفسها التي داخل الخط الأخضر".

وبشان معارضة اليمين لـ"صفقة القرن" بادعاء أنها تقيم دولة فلسطينية، نوه  فريدمان إلى أنه "لا أحد يريد فرض السيادة على منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية) كلها ومنح المواطنة (الإسرائيلية) لجميع الفلسطينيين فيها، ثانيا، لا توجد طريق في العالم المعاصر أن تنشيء دولة، وبالتأكيد ليس دولة رائعة مثل إسرائيل، طبقتين من المواطنين، أحدهما تصوت بانتخابات والأخرى لا تصوت، هذا ليس ممكنا، ولذلك فإن السؤال الحقيقي هو ما الذي يريده قادة اليمين؟".

ومضى يقول "إنني أتفهم لماذا لا يمكنهم الموافقة على دولة فلسطينية، لكن بموجب خطتنا، لن تبدو الدولة الفلسطينية بهذا الشكل، وإنما ستضطرون إلى العيش مع دولة فلسطينية إذا تحول الفلسطينيون إلى كنديين، وعندما يتحول الفلسطينيون إلى كنديين، ستختفي جميع المشاكل".

وجاء في حديث فريمان: "في الماضي، وافقت طواقم سلام أمريكية على تجاهل مخاطر العيش إلى جانب الفلسطينيين. لكننا لن نتجاهل ذلك، وإذا لم ينزعوا سلاحهم وإنما سيهربونه كما في غزة، وإذا لم يتبننوا إصلاحات ضرورية، فإننا لن نوافق على ذلك،  وإذا لم يطبق الفلسطينيون تفاصيل الخطة، فسنكون الأخيرين الذين يدفعون إسرائيل إلى الاعتراف بدولة فلسطيني، وعمليا نحن بأنفسنا لن نعترف بها".

وأشار إلى أن "إدارات ديمقراطية وافقت في ظروف معينة على سيادة إسرائيلية في (الكتل الاستيطانية) غوش عتصيون، معاليه أدوميم واريئيل".

واستدرك بالقول: "لكن لم يتحدث أحد أبدا عن الخليل، شيلو، بيت إيل، وهذا حدث الآن لأننا ندرك مدى أهميتها بالنسبة للإسرائيليين، وليس منطقيا التوقع أن إسرائيل ستتنازل عن هذه الأماكن، مثلما ليس منطقيا التوقع أننا سنتنازل عن تمثال الحرية والنصب التذكاري للينكولن".