بقلم: غيرشون هكوهن
تركز النقاش الجماهيري على مستقبل مناطق «يهودا» و»السامرة» وغور الأردن حتى الآن أساسا على الاعتبارات الأمنية والديمغرافية. ولكن توجد مسألة اخرى، لا تقل مركزية لمستقبل دولة إسرائيل: كثافة السكان والبنى التحتية المتنامية. منذ اليوم، دولة إسرائيل هي من الدول المكتظة في العالم. تُدحر المسألة وتكبت من قبل كل «الخبراء الأمنيين» من مؤيدي الانسحابات ومعارضي الضم.
ان المدن الإسرائيلية على محاور حركة السير والبنى التحتية المركزة على قاطع الشاطئ لم يخطط لها لازدحام متزايد. بين نتانيا وريشون لتسيون يتركز، اليوم، نحو 60 في المئة من السكان اليهود في البلاد. 3 طرق طولية: 2، 4، 6 تمر في قاطع الشاطئ من الشمال الى الجنوب، وهي تعاني أزمة سير على مدى معظم ساعات اليوم. وحتى طريق 6 الذي كان يفترض به أن يحل أزمة السير يعاني من ازدحام زائد.
يوجد فقط حل واحد لطريق طولي اضافي، في المجال المفتوح من الشرق، على أساس طريق ألون، في غور الأردن المنبسط بين نهر الأردن وحتى هوامش خط سلسلة الجبال الشرقية لجبال «السامرة». يدور الحديث عن مسار مواصلاتي حيوي، يجب أن يشق من عراد وحتى غلبوع، بالتوسط بين طريق الغور وسفوح الجبل. في المخططات المواصلاتية يعرف هذا الخط باسم طريق 80، وقد بدأ شقه من عراد الى ميشور ادوميم لاسباب سياسية. مثل هذا الطريق بمستوى طريق 6 ضروري لتحويل العبء المواصلاتي، بما في ذلك العديد من الشاحنات التي تتحرك من شمال البلاد الى جنوبها، في طرق قاطع الشاطئ. اضافة الى ذلك، سيخدم طريق سريع في هذا المسار عموم سكان ظهر الجبل في «يهودا» و»السامرة»، الفلسطينيين واليهود على حد سواء. لمثل هذا المشروع امكانية كامنة لبشرى اقليمية لحركة مستقبلية من سورية والأردن الى مصر.
يدور الحديث عن رؤيا تخطيطية ضرورية لوجود دولة إسرائيل التي تقترب بعد نحو عقدين من 15 مليون نسمة. في الميول التخطيطية القائمة، يواصل شعب إسرائيل الانحشار في المركز المكتظ لقاطع الشاطئ وغوش دان. مع حلول العام 2040، وجهت سلطات التخطيط للتخطيط لـ 2.6 مليون شقة – كلها في نطاق دولة إسرائيل في الخط الاخضر. لواء القدس وحده مطالب بالتخطيط لـ 300 الف شقة، كلها في الحدود الرسمية لدولة إسرائيل. مثل هذه التعليمات توجه القدس غربا الى الرئة الخضراء لجبال «يهودا» وتتعارض مع الحاجة الوطنية لتحقق الامكانية الكامنة للمجال المفتوح شرقا للقدس، الى معاليه ادوميم والبحر الميت. في ذاك الميل، تسرع عموم خطط البناء القائمة حركة كفة ميزان السكان اليهود في بلاد إسرائيل باتجاه غوش دان.
لخلق توازن اكثر صوابا بين المناطق، مطلوب مخطط هيكلي قطري جديد بالتعليمات التالية للمخطيين:
1. تثبيت القدس مدينة متروبولية، بتنمية شبكات مواصلات وشبكات بلدية شمولية من غوش عتصيون الى ميشور ادوميم، الى مخماش، عوفرا، وجفعات زئيف.
2. استنفاد الرواق المفتوح من القدس الى البحر الميت للاستيطان لبناء مكثف لمئات آلاف وحدات السكن.
3. تنمية جادة شرقية لدولة إسرائيل، من عراد الى جبل غلبوع، في ظل جعل غور الأردن حتى خطوط التلال الشرقية في «السامرة» مجالا استيطانيا متواصلا لاستيعاب 2 – 3 مليون إسرائيلي.
4. شق طريق طولي على نمط طريق 6 على طول مدرج صحراء «يهودا»، من عراد حتى ميشور ادوميم، ليتواصل شمالا على اساس محور الون حتى بيسان والعفولة.
5. تنمية تواصل من البلدات المدينية في محور 5 من رأس العين الى أرئيل، تفوح، مجداليم، معاليه افرايم.
هذه الميول كلها توجد في مجالات المنطقة «ج»، وهي ستحدث إطارا مصمما أيضا لتنظيم البنى التحتية للسلطة الفلسطينية في مجالات وجودها، في المناطق الخاضعة لها منذ الآن.
مطلوب مخطط تخطيطي شامل لبلاد إسرائيل الغربية، لتوازن مناطقي ضروري بين شبكات المواصلات، المياه، الكهرباء، السكن، الصرف الصحي، والحفاظ على مناطق خضراء. في هذا الجانب، فإن بسط السيادة يستوجب تعبيرا حكوميا إستراتيجيا في مخطط هيكلي قطري، لتنمية الجادة الشرقية لدولة إسرائيل.
عن «إسرائيل اليوم»