بقلم: د. أحمد يوسف

د. فهمي شراب وتجمع مبادرون

أحمد يوسف
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

جهود تستحق الدعم والثناء
تاريخياً، كان العمل الخيري يتم عبر بيت مال المسلمين، وكان فعل الخير يجد طريقه للفقراء والمساكين وحتى من هم في أعالي الجبال، وكان ذلك عملاً تطوعياً ترعاه أيدي متعففة تخشى الله وتتقه، ولكن عندما قامت الدول بالاستحواذ على صناديق الخير، وصارت عطاياها تخضع لحسابات السياسة والولاء، دخل الدخن هذه الساحة من فعل المعروف، وتمدد المشهد لتصبح الجهات الحزبية لها هي الأخرى جمعيات خيرية تهدف بشكل أو آخر لخدمة أجنداتها في الحشد والتعبئة، وقد أخذ الفساد طريقه إلى إدارة هذه الجمعيات، الأمر الذي أضعف ثقة المانحين وأهل الخير بها.

اليوم، هناك شباب يتحركون  - بشكل فردي -  للقيام بهذا العمل، ولكن بإمكانيات محدودة ومتواضعة، وهي تستحق منا كل الدعم والمباركة والتقدير.

لقد لفت نظري خلال شهر رمضان الكريم  مبادرة عدد من الشخصيات التي تحركت بمجهود فردي للقيام بأعمال الخير والمعروف، بغرض الوصول إلى الكثير من الأسر الفقيرة، لتوفير الحد الأدني من مقومات العيش الكريم لها خلال أيام رمضان. وأخص هنا بالذكر الجهد الذي يقوم به الناشط المجتمعي د. فهمي شراب، وكذلك الأخوين الناشط مصطفى أبو السعود والأستاذ الأديب حسني العطار من خلال "تجمع مبادرون- رفح".

لقد نجحا من خلال الاعتماد على نزاهتهم ورصيدهم الأخلاقي العالي  وشفافية عملهم في نيل ثقة الناس وكسب  قلوب العديد من الميسورين،  للمساهمة في دعمهم مالياً، وإثراء جدهم واجتهادهم  في طرق أبواب كل ذي حاجة وسؤال.
لا نملك إلا أن ندعو لهما بالتوفيق، وأن يكون عملهما خالصاً لوجهه الكريم، كما نحث أهل المال والأعمال بالتبرع السخي لهم، بهدف تشجيع مشاريع الخير التي يقومون بها في هذا الشهر الفضيل، استكمالاً لتغطية  من تمَّ تجاهلهم أو غُفل عنهم من أصحاب البيوت المستورة  في الأماكن النائية والمخيمات. 

لا تبخلوا في التبرع والعطاء لمن وثقنا بهم، وأفعالهم تتحدث عنهم في كل يوم من أيام الشهر الفضيل.