ضم سريع قبل الانتخابات الأميركية

حجم الخط

بقلم: يوني بن مناحيم


تحافظ الولايات المتحدة على اتصالات متسارعة مع إسرائيل لتعزيز تنفيذ بنود «صفقة القرن» من أجل ضم المستوطنات وغور الأردن. يجب على إسرائيل أن تستغل بسرعة الوقت السياسي لإكمال عملية الضم قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
سيأتي وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى إسرائيل في غضون أيام قليلة في زيارة قصيرة استعدادا لاستكمال الحكومة الجديدة ومناقشة تنفيذ أقسام خطة السلام الأميركية «صفقة القرن»، التي على رأسها ضم المستوطنات، والبحر الميت، وغور الأردن إلى إسرائيل.
وأوضح ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، في مقابلة يوم 6 أيار الجاري، أن هناك بعض الخطوات التي لا يزال يتعين إكمالها بشكل أساسي من قبل إسرائيل، لكنه أوضح أنه لا توجد شروط جديدة من جانب الولايات المتحدة.
«عندما تنتهي عملية رسم الخرائط، وعندما توافق الحكومة الإسرائيلية على تجميد البناء في مناطق (ج)، وعندما يوافق رئيس الوزراء على التفاوض مع الفلسطينيين على أساس خطة ترامب - وقد وافق بالفعل على ذلك في اليوم الأول - سوف نعترف بسيادة إسرائيل في المناطق المقرر أن تصبح جزءا منها».
إن الشروط الأميركية للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الأراضي في الضفة الغربية واضحة، بانتظار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي تجميد البناء في المناطق «ج» والاعتراف بدولة فلسطينية، ويريدون أن يبقى خيار ترامب بالتفاوض على الطاولة لمدة أربع سنوات، مع الأخذ بعين الاعتبار تناوب نتنياهو وغانتس، ومعركة الخلافة الفلسطينية.
عقد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اجتماعاً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لمناقشة الضم المتوقع، محذرا من أن الضم سيبطل كل اتفاقيات وتفاهمات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل والولايات المتحدة، ولكن لم يتم اتخاذ قرارات عملية، وقالت مصادر في السلطة الفلسطينية إن محمود عباس تلقى تعليمات بإبقاء اللجنة المركزية لـ»فتح» في حالة تأهب في الأيام المقبلة حتى تتمكن من اتخاذ قرارات بناء على ذلك.
فشل الفلسطينيون في منع إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، والاعتراف بشرعية المستوطنات، وفيما يتعلق بهم فإن أي تأخير في ضم أراضي الضفة الغربية سيعطيهم الأكسجين السياسي لمواصلة جهودهم لدفن خطة السلام الأميركية.
لذلك، من المهم للغاية أن تستوفي إسرائيل الشروط التي وضعتها إدارة ترامب بأسرع ما يمكن، ويجب على رئيس الوزراء الإعلان عن تجميد البناء في المنطقة ج، التي لن تطبق فيها السيادة الإسرائيلية، وتنادي السلطة الفلسطينية علنا ​​بإجراء مفاوضات غير مشروطة حول خطة السلام الأميركية وإقامة الدولة الفلسطينية.
وبهذه الطريقة، من الممكن البدء في مخطط الضم، وبعد ذلك مباشرة ستحصل إسرائيل على اعتراف أميركي بسيادتها الكاملة على الأراضي المشار إليها في الخرائط التي تم ترسيمها بشكل مشترك من قبل فرق مشتركة من إسرائيل والولايات المتحدة.
يجب إزالة جميع العقبات التي تعيق إسرائيل من أجل إكمال عملية الضم وإكمالها قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي هي أيضا مصلحة أميركية، ويبدو أن الرئيس ترامب يريد استخدام قضية الضم في حملته الانتخابية مع ناخبيه الإنجيليين.
أعلن المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، بالفعل أنه يعارض الضم المتوقع لأن هذه خطوة من جانب واحد.
يقدر المسؤولون السياسيون في القدس أن الوقت المتبقي من الآن وحتى الانتخابات الأميركية يكفي لإزالة أي عائق سياسي إسرائيلي للضم.
سيفعل الفلسطينيون كل ما بوسعهم لعرقلة الضم، بما في ذلك النشاط السياسي داخل الكنيست، من خلال «القائمة المشتركة». ويقول مسؤولو «فتح»، إن الفلسطينيين يتوقون إلى انتخابات إسرائيلية رابعة، أو أزمة اقتصادية عميقة وموجة ثانية من وباء كورونا، بالنسبة لهم فإن أي تطور من شأنه تأخير الضم أمر مرحب به، ويسمح لهم بشراء الوقت.   
لدى إسرائيل، الآن، ساعة لياقة سياسية، فالمجتمع الدولي والدول العربية والفلسطينيون مشغولون بأزمة كورونا، وليس لدى السلطة الفلسطينية خطة عمل استراتيجية للتعامل مع مسألة الضم، في ظل رفض السلطة الفلسطينية المصالحة مع «حماس» وتوحيد القوى ضد خطة السلام الأميركية، واستمرار الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك معركة الخلافة داخل السلطة الفلسطينية.
أوضح السفير الأميركي، ديفيد فريدمان، صديق إسرائيل الكبير، أن الكرة في قبضة إسرائيل، ويجب على المستوى السياسي أن يقوم بالضم بأسرع ما يمكن، و»يضرب الحديد طالما أنه ساخن» ، وهي خطوة تاريخية مهمة جدا لأمن إسرائيل.

عن «نيوز1»