بقلم: يوفال بيغنو
18.5 % من اليهود مستعدون للتصرف بعنف تجاه العرب
43 % من اليمينيين لا يعتقدون بأنه يجب ضمان حقوق المواطَنة الكاملة لليساريين
46 % من اليهود فقط يرون أنه يجب ضمان حقوق المواطَنة الكاملة للعرب
ثمنُ الانقسام، بعد سنة ونصف من أزمة سياسية، عالٍ جداً، ولم تخفض أربعة أشهر من الوباء العالمي من شدته. عشية تشكيل الحكومة الـ 35، هذا الأسبوع، يبين بحث جديد بأن الاستقطاب في المجتمع الإسرائيلي عميق وشديد أكثر من أي وقت مضى، وأن جمرات العنف والخطر على الهامش الرقيق للديمقراطية تتلظى.
«الكونغرس الإسرائيلي» مشروع مشترك في جامعة بار ايلان وصندوق مانومدين، تأسس بهدف إعطاء جواب للتوتر المتواصل بين هوية الدولة اليهودية وهويتها الديمقراطية، ولخلق مسيرة جماهيرية واسعة من بناء التوافقات، وهو يعرض اليوم (أمس) في ندوة خاصة «جدول التوافقات الوطني».
يدور الحديث عن جدول يجريه للسنة الثانية لقياس العداء القاسي في المجتمع الإسرائيلي، على خلفية الحاجة لإقامة مجلس للمصالحة الوطنية.
من نتائج البحث الذي شاركت فيه عينة تمثيلية للمجتمع الإسرائيلي تضم 1.783 شخصا، وتنشر هنا لاول مرة، تظهر صورة خطيرة عن عمق الشرخ في المجتمع الإسرائيلي، عشية تشكيل الحكومة الـ 35، بعد ثلاث حملات انتخابات مفعمة بالهواجس وبلا حسم.
يظهر الجدول أنماطاً إشكالية على أقل تقدير للعنف والاستعداد لسحب حقوق الجماعات الخصم. هكذا مثلا تبين أن 18.5 في المئة من اليهود مستعدون للتصرف بعنف تجاه العرب، مقابل 9 في المئة من العرب مستعدون للتصرف هكذا تجاه اليهود، وان 13.5 في المئة ممن يعرفون أنفسهم يمينيين مستعدون ليتصرفوا بعنف تجاه اليساريين. وذلك مقابل 3.5 في المئة من اولئك الذين يصفون أنفسهم يساريين مستعدون لأن يتصرفوا هكذا تجاه اليمينيين.
أغلبية العرب (59 في المئة) يعتقدون بانه يجب ضمان حقوق المواطنة الكاملة لليهود، مقابل 46 في المئة من اليهود هذا هو رأيهم تجاه العرب، و 67 في المئة من العرب لا يعتقدون انه يجب السماح لليهود بالتعبير الحر في وسائل الإعلام، مقابل 58 في المئة من اليهود.
43 في المئة من اليمينيين لا يعتقدون بأنه يجب ضمان حقوق المواطن الكاملة لليساريين، مقابل 22.5 في المئة من اليساريين ممن هذا هو رأيهم تجاه اليمينيين. 57 في المئة من اليمينيين غير مستعدين ليسمحوا بالتعبير الحر في وسائل الإعلام لليساريين، مقابل 33 في المئة من اليساريين ممن هم غير مستعدين لان يسمحوا بذلك لليمينيين.
يرى الإسرائيليون الحاخامية والزعماء الدينيين مؤسسات انقسامية للغاية في إسرائيل، بينما الجيش الإسرائيلي والتهديدات الامنية هي الاكثر تكتيلاً للناس في المجتمع الإسرائيلي.
المزيد من العلمانيين يرون في المتدينين تهديداً على الدولة (12 في المئة من العلمانيين مقابل 8 في المئة من المتدينين)، ومزيد من العلمانيين معنيون بتقييد تأثير المتدينين على الخطاب العام (32 في المئة مقابل 19.5 في المئة). كما يبين البحث ان 50 في المئة من الإسرائيليين يتعاطفون أقل تجاه الجمهور الاصولي في اعقاب أزمة «كورونا»، ونحو 41 في المئة يؤمنون بان الازمة ادت الى انقسام اكبر في إسرائيل.
غير أنه توجد ايضا توافقات عديدة تعطي مبرراً للتفاؤل. اغلبية الإسرائيليين (84 في المئة) يتفقون على أنه يجب السماح بمواصلات عامة في السبت (48 في المئة من المتدينين و 98 في المئة من العلمانيين). كما أن قانون القومية يحقق اجماعاً مفاجئاً، حيث إن اغلبية اليهود (63 في المئة) وكل العرب (100 في المئة) يؤمنون بانه يجب إلغاؤه أو اضافة فقرة له تعنى بالمساواة في الحقوق. وبرأي الباحثين، تدل هذه النتائج على الاحتمال الكبير لسياقات الجسر في المجتمع الإسرائيلي.
«جدول التوافقات للكونغرس الإسرائيلي يكشف واقعا صعبا، ولكنه يفتح أيضا فتحة للامل»، يشرح البروفيسور شاحر ليفشيتس، رئيس مركز القضاء اليهودي والديمقراطي في بار ايلان ومن مؤسسي الكونغرس الإسرائيلي. «رغم العداء العميق، يدل الجدول على أن اعضاء الجماعات المختلفة غير راضين عن الوضع، ويرون في الوحدة قيمة مهمة يجب التطلع اليها».
وسيعرض جدول التوافقات اليوم (أمس) في مؤتمر افتراضي بقيادة مدير الكونغرس الإسرائيلي، المحامي جلعاد فينر، الى جانب القاضي المتقاعد الياكيم روبنشتاين، عدينا بارشلوم، البروفيسور آسا كيشر، والبروفيسور ليفشيتس. وفي اثناء الندوة سيتم إطلاق مبادرة مجلس التوافقات الوطني الذي هدفه الدفع الى الأمام ضمن أمور أخرى لكابينت المصالحة الوطنية، الذي أُعلن عنه في الاتفاق الائتلافي بين «الليكود» و»حصانة لإسرائيل».
نفذ الجدول الباحثون في جامعة بار إيلان، ليفشيتس، ود. يوليا العاد شترينغر، ود. اوري أهرونسون، والبروفيسور يوفال فريدمان، والمحامي جلعاد فينر.
عن «معاريف»