مشروع عقوبات أوربية على إسرائيل تحتاج إلى استباق فلسطيني وعربي وإسلامي قوي

ابو ظريفة.PNG
حجم الخط

بقلم د. وجيه ابو ظريفة

 

 يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة القادم في بروكسيل لمناقشة كيفية الرد على اي قرار اسرائيلي بضم اجزاء من الضفة الغربية ، وتضغط الدول الأوروبية الصديقة للشعب الفلسطيني مثل فرنسا وبلجيكا لوكسومبورج  وأيرلندا ومعها عدد اخر من دول الاتحاد الاوروبي تجاه فرض عقوبات علي اسرائيل أو علي الأقل التهديد بالعقوبات قبل قيام اسرائيل باتخاذ قرار الضم في محاولة لإثناء اسرائيل عن القيام بهذه الخطوة الخطيرة والتي قال عنها وزير الخارجية الفرنسي ( جان إيف لودريان ) انها لن تمر دون رد. 
ان موقف الاتحاد الأوربي والذي تربطه بأسرائيل علاقات استراتيجية قوية وعلي كافة المجالات التجارية  والعسكرية والاقتصادية وغيرها وأي قرار بفرض عقوبات علي اسرائيل من الاتحاد الاوروبي ستكون مؤلمة لدولة الاحتلال التي قد تخسر  صورتها التي تحاول الحفاظ عليها وسيكون من السهل على أصدقاء الفلسطينيين التحريض ضدها بل حتى سيكون من الصعب علي الدول ملاحقة حملة المقاطعة الدولية PDS  التي ستثبت انها كانت على حق وان الحكومات الأوروبية تقوم مثلها بفرض عقوبات علي دولة الاحتلال اضافة الى الخسائر الاقتصادية وربما اهم منها 
صحيح ان هناك دول مثل فرنسا تدفع باتجاه فرض عقوبات جماعية من الاتحاد الاوروبي كوحدة سياسية على اسرائيل ولكن يبدو ان هذا ليس بالأمر السهل فكثير من السياسيات الخارجية الأوروبية خاصة ذات الطابع السياسي والاستراتيجي تحتاج إلى اجماع الدول ال ٢٧ وهناك بعض الدول مثل التشيك وبولندا وهنغاريا وغيرها لن تصوت الي جانب فرض عقوبات موحدة ولكن لن تستطيع ان تمنع دول أعضاء في الاتحاد الاوروبي من فرض عقوبات اقتصادية وتجارية وثقافية وغيرها حتى بدون الحاجة لإجماع أوروبي مما سيكون له اثر كبير على دولة الاحتلال وستظهر علي حقيقتها دولة مارقة علي القانون الدولي والشرعية الدولية 
ان الخطوة الأوروبية هامة للغاية وربما تكون سابقة تاريخية ان فرضت عقوبات غربية علي اسرائيل ولكن بكل تاكيد هذه العقوبات مهما كانت مؤلمة لن تكون كافية لإثناء اسرائيل عن قرارها بالضم خاصة مع توفر الدعم الأمريكي للقرار سواء الان او لاحقا وهذا يستدعي ان يكون هناك موقف فلسطيني موحد وقوي وحاسم يحدث انقلابًا حقيقيًا على كل منظومة العلاقة بين اسرائيل والفلسطينيين لتتحول فقط الي علاقة صراع تحرري من شعب محتل ضد قوة احتلال مهما كلف ذلك من ثمن لان الانتصارات لا تأتي دون تضحيات ومهما كانت الخسائر فان استمرار الوضع القائم سيكون اكثر تكلفة علي الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية .
ان القيادة الفلسطينية والقوى السياسية وكافة قوى المجتمع الفلسطيني الشعبية والأهلية يجب ان تدرك ان مواجهة الكارثة أفضل الف مره من انتظارها ولا معنى لانتظار قرارات اسرائيلية نعرف مسبقا انها ستأتي وإلا سنكرر ما حصل من رد فعل مهين ردا على تهويد القدس وضمها وبناء جدار الفصل العنصري وتوسيع الاستيطان 
ان هذا الموقف الفلسطيني سيجبر الجميع علي الاقتداء به او علي الأقل الخجل من الاختلاف عنه خاصة الدول العربية والإسلامية التي يجب ان تبدا خطوات هامة وسريعة وقوية تجاه اسرائيل ومن يناصرها تسبق قرارات الاتحاد الاوروبي وتتفوق عليها توقف أية علاقة معها وتحاصرها وتجرم التطبيع معها وتحولها الي ما كانت عليه سابقًا دوله غريبة في الشرق الأوسط وتدفع ثمنا باهظا ليس فقط لقرار الضم بل لمجرد استمرار بقاء الاحتلال