خطة الضم تهديد إستراتيجي لمستقبل إسرائيل

حجم الخط

بقلم: عاموس جلعاد



خطة الضم ضربة من شأنها أن تؤدي الى ضرر شديد بالأمن القومي لإسرائيل. يكمن أساس الاشكالية في ضعضعة الاستقرار على الحدود الشرقية.
فقد أصبحت المملكة الاردنية الهاشمية حليفا لإسرائيل، وجعلت المنطقة مجال أمن استراتيجي عميق، حتى حدود إسرائيل – العراق.
هذا مجال أمني، بخلاف الماضي، لا يوجد عبره تسلل لـ"الإرهاب" – لا فدائيين، مثلما كانوا يسمون في الخمسينيات، ولا "مخربين" مثلما نسميهم اليوم.
وباستثناء حوادث قليلة للغاية فان الحدود الشرقية هائلة. "يد خفية" تحبط العمليات، والكثير بفضل نجاعة الأردنيين والتعاون الذي هو ذخر استراتيجي. كل هذا من شأنه أن يتغير في اللحظة التي تضم فيها إسرائيل. خطوة ستكون في نظر الأردن خرقا لاتفاق السلام.
اذا ما تضعضع الاردن سلطويا، فان شهية ايران و"حزب الله" بموطئ قدم هناك – والكل يريد موطئ قدم هناك – ستزداد. فلماذا نضعضع الامن الإسرائيلي بخطوات سياسية عديمة المنطق؟
ان الهدوء في الغور والأمن القائم هناك يقومان على اساس التعاون مع الاردن، وكذا على الواقع الامني المريح في "يهودا" و"السامرة"، والذي تحقق بدم جم وعمل كبير.
من المهم أن نتذكر بان السلطة الفلسطينية هي نتاج اتفاقات بيننا وبين "م.ت.ف" وفي اللحظة التي ينقضي فيها احتمال الوصول، حتى لو كان الاكثر ضعفا، بمسيرة نحو اتفاق سياسي، فلا يوجد ما يدعوها لتبقى، وكل شيء يمكنه أن يتفجر هناك.
ان السيناريو المعقول الذي يؤدي فيه الضم الى ضعضعة الوضع في "المناطق" مقلق جدا. فتفكك السلطة سيشكل دليلا على صحة طريق "حماس" وامثالها، والذي يقول ان الطريق الصحيح لمعالجة إسرائيل هو العنف و"الارهاب"، والدليل على ذلك سيكون انهيار ابو مازن. فلماذا نضعضع بكلتا يدينا الإنجاز الامني النادر للاستقرار الامني في "يهودا" و"السامرة"؟
معنى انهيار السلطة هو عودة الاحتلال العسكري المباشر. وهذا عبء أمني، أخلاقي، واقتصادي زائد. فالعبء على الجيش سيزداد وسيأتي على حساب جاهزيته وأهليته. جبهة شرقية هادئة في ايام تكون فيها التهديدات من الشمال ومن الجنوب هي ذخر لا ينبغي الغاؤه.
من مثل رؤساء الاركان في السنوات الاخيرة، ويعرف عما يتحدث، يفهم المعنى الامني للاردن لامن إسرائيل القومي. وغني عن القول انهم أنفسهم ساهموا ايضا في تثبيت هذه العلاقات بشكل ذي مغزى.
من ناحية سياسية من شأننا ان نفتح جبهة زائدة مع دول مهمة في اوروبا. ثمة لهذا اهمية اقتصادية. من ناحية اخلاقية من شأننا ان نعلق في دوائر متصاعدة من الصدام مع القانون الدولي. ان الاعتبارات كثيرة وثقيلة الوزن، وكلها تجد نفسها في تعبير يخيل أنه وجد تماما لهذا الغرض: بكاء للاجيال.
غور الاردن يفضل الامساك به بشكل آخر، ليس بخطوة سياسية من شأنها أن تزيد الاحساس الحاد المناهض لإسرائيل والموجود على اي حال لدى الجمهور في الاردن.
مثلا، العمل على أن يسكن هناك عشرات الاف الإسرائيليين وليس مجرد بضعة الاف.
الامن قيمة عليا. لا حاجة لمثل هذه الخطوة، إذ ان مكانتنا معترف بها، واذا ما نفذنا الضم فان مكانتنا ستتضعضع فقط. باسم التظاهر فان القدرة العملية ستتضرر فقط. وكل هذا حتى قبل السؤال الاكبر وهو ما الذي سيكون عليه طابع إسرائيل: هل ستكون دولة واحدة من نهر الاردن وحتى البحر المتوسط ولن تكون فيها اغلبية يهودية؟ هذا تهديد حقيقي على مستقبلنا.
ان وزير الخارجية بومبيو صديق واضح لإسرائيل. وبالذات لهذا السبب ينبغي ان ندعوه ليقنع في زيارته الى إسرائيل بأنه يجب شطب الضم عن جدول الاعمال.

عن "يديعوت"