قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، رئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، أحمد أبو هولي، إن "حق العودة سيقى مستندًا قانونيًا وشرعيًا ودوليًا في يد اللاجئين الفلسطينيين، لا يستطيع أحد أن ينتزعه منهم أو يلغيه من الذاكرة الفلسطينية".
جاء ذلك في الذكرى الـ(72) للنكبة، وأكد أبو هولي في بيان صحفي اليوم الخميس، على أن اللاجئين الفلسطينيين أصحاب حق ووطن وأرض وأن عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 طبقاً للقرار 194 اساس كل حل، مشددًا على أن عودتهم إلى ديارهم ليست بالمستحيلة، وأن المستحيل نسيان هذه الحق أو التخلي عنه أو القبول بالتوطين.
وتابع: "بالرغم من مرور سبعة عقود على النكبة، التي أرادها ونفذها الأعداء وحلفائهم للقضاء على شعبنا، وقتل أحلامه وتدمير مستقبله إلا أن شعبنا بكل فئاته نهض من بين الرماد وواجه بإرادة فلسطينية صلبة المؤامرة وأهدافها وأسقط المقولة الصهيونية بأن الكبار يموتون والصغار ينسون وحافظ على هويته ووجوده وكيانيته عبر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا" .
وأضاف: "في ذكرى النكبة المؤلمة يستعيد شعبنا في كل مكان ذكرى عشرات الألوف من شهدائهم الذي سقطوا في سلسلة المجازر الوحشية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في العام 1948 وصور بيوتهم في قراهم ومدنهم المسلوبة والمدمرة ويجدد انتماؤه الوطني والنضالي للأرض والوفاء لها من أجل التغلب على آثارها ومن أجل استعادة حقوقه الوطنية الثابتة في الاستقلال والعودة "
وأكد على موقف القيادة الفلسطينية الرافض للتوطين والوطن البديل ولكل الحلول التي تتجاوز الحقوق الفلسطينية المشروعة والثابتة التي أقرتها الشرعية الدولية وفي المقدمة منها حق العودة وان القيادة الفلسطينية ستقف سداً منيعاً لحماية حق العودة والحفاظ على الثوابت ومنع تمرير صفقة القرن الأمريكية التي رفضتها وأدانتها الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية وكل أحرار العالم.
وأشار أبو هولي، إلى أن الشعب الفلسطيني سيقف في وجه المساعي الأمريكية – الإسرائيلية لتوطين اللاجئين وإلغاء حقهم في العودة إلى ديارهم، وحصره برقعة جغرافية محددة، أو إخضاعه للاعتبارات الأمنية والديمغرافية للمشروع الاستيطاني الصهيوني في مرحلته الحالية واللاحقة، مؤكدا على ان صفقة القرن الأمريكية لن تمر مهما كانت الأثمان والضغوطات.
وأشار، إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي في سباق مع الزمن مستغلة انشغال العالم في مواجهة فيروس "كورونا" المستجد لتكريس احتلالها وسيطرتها على الأرض الفلسطينية وضم الاغوار وأجزاء من الضفة الغربية تحت سيادتها كنقطة انطلاق على الأرض لتنفيذ صفقة القرن"
وحذر أبو هولي من خطورة المرحلة القادمة بعد اتفاق الشراكة لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بين نتنياهو وغانتس على أساس تنفيذ صفقة القرن الأمريكية، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال ستتحمل مسؤوليات ردّات الفعل والتداعيات الخطيرة إذا ما أقدمت على إعلان ضم الأغوار وأجزاء من الضفة الغربية تحت سيادتها الذي لن يقف شعبنا أمامها مكتوف اليدين .
كما وأكد، على أن حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة حق أصيل كفلته كافة المواثيق الدولية طالما بقي الاحتلال قائماً حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية الثابتة، داعياً إلى دعم وتعزيز المقاومة الشعبية وتطوير وسائلها لمواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال.
وشدد على أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى والأكيد في مواجهة كل المؤامرات والتحديات يتوجب تعزيزها والإسراع في إنهاء لانقسام الذي ألحق أفدح الضرر بقضيتنا.
وفيما يتعلق بعمل "أونروا" أكد على ضرورة استمرار عمل وكالة الغوث الدولية "الأونروا" الشاهد الحي على النكبة والمأساة الفلسطينية، والتصدي لكل المحاولات التي تهدف إلى تصفيتها ومحاولات نقل خدماتها لأي جهة كانت، قبل التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين، مطالباً الدول المانحة والممولة الإسراع في تحويل الأموال والتبرعات التي تعهدت بها للأونروا، لتمكينها من التغلب على العجز المالي في ميزانيتها الذي يقدر بمليار دولار يما يضمن تحقيق الاستقرار المالي واستمرار الخدمات دون تقليصات .
ودعا الامة العربية لتحمل مسؤولياتها التاريخية والقومية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية التي لازالت تمثل القضية المركزية للأمة العربية، والعمل على تعزيز الدور العربي والإسلامي في هذه المرحلة التاريخية الماثلة أمام الشعب الفلسطيني والأمة العربية خاصة وأن هناك حكومة ائتلافية جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو تندر باحتمالات تصعيد وعدوان على جبهات عدة.
وطالب المجتمع الدولي بإنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته والظلم التاريخي الذي ألم به في العام 1948 وتمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة، حقه في تقرير مصيره واستقلاله الوطني الكامل، وحقه في العودة إلى دياره التي هدر منها عام 48 طلقاً للقرار 194 وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وترجمة إدانته ورفضه لصفقة القرن بخطوات عملية على الأرض تحول دون تنفيذها.