اوروبا الكلاسيكية ستحافظ على الحياد، الضم سيمر

حجم الخط

هآرتس – بقلم جدعون ليفي

صافرة التهدئة للقلقين: اسرائيل تستطيع أن تضم الضفة كما تريد – اوروبا لن تقف في طريقها. من اعتقد أنه خائف من رد فعل اوروبي على الضم وهذا سيمنعه، نسي من هي اوروبا وكم هي مشلولة، قابلة للابتزاز، خائفة، مقسمة وعاجزة امام اسرائيل. زهافا غلئون التي غردت أمس بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي: “من يعتقد أن الضم سيمر بهدوء”، يمكن القول لها بأنه سيمر وسيمر، بهدوء مدهش. لا تعتمدي على اوروبا، فليس هناك من يمكن الاعتماد عليه. فاوروبا هي نفس اوروبا، ستصوغ بيان وتجري مشاورات وتستدعي سفراء وستقف في المقابل: رؤساء ورياح وأمطار لن يكون هناك.

​اوروبا الكلاسيكية هي اوروبا الحيادية، التي لا تتدخل ضد أي ظلم اسرائيلي. من الولايات المتحدة لا توجد توقعات، وبالتأكيد ليس برئاسة دونالد ترامب. ولكن حتى برئاسة أسلافه. اوروبا الشرقية “غير الكلاسيكية” تؤيد بتشجيع كل خطوة عنيفة لاسرائيل. الأمل الوحيد كان الجزء الشمالي الغربي في الخارطة وهو الذي تعود بنيامين نتنياهو الاشارة اليه والقول “فقط هناك توجد لنا مشكلة”. فقط هناك كان أمل، هكذا فكرنا ذات يوم، والآن خاب هذا الأمل. من الشمال لن يأتي الخير.

​نتائج نقاشات وزراء الخارجية أول أمس هي اوروبا الكلاسيكية في اسوأ حالة. “رسم خرائط مشاريع”، فتح صفحة جديدة مع الحكومة الجديدة. “مسألة العقوبات هي مسألة معقدة”، “لن نفعل هذا غدا”، مساء الخير يا اوروبا. احتلال إبن 53 سنة يجري وأنت صامتة وبدعم منك وبتمويلك وتسليحك. المتحدث بلسان الخارجية يقول للمراسلين الذين يسألون عن العقوبات: يجب علينا عدم استباق الاحداث. لدينا الوقت. 53 سنة من الاحتلال، لا يوجد أي مؤسسة دولية في العالم تعترف بشرعيته، والمسؤول عن العلاقات الخارجية جوزيف بوريل يقول لا يوجد أي وجه للمقارنة مع احتلال القرم من قبل روسيا. فهناك هو احتلال لجزء من دولة سيادية. وزير الدعاية السابق في اسرائيل، جلعاد اردان، لم يكن سيستطيع صياغة ذلك بصورة افضل. اوروبا مع اليمين الاسرائيلي. بالتحديد عرفت اوروبا كيف ترد على الاحتلال في القرم بالافعال وعلى الفور. ولكن روسيا تخيف اوروبا أقل بكثير من اسرائيل. عندما يصل الامر اليها فهناك قواعد مختلفة، وقانون دولي مختلف وسلوك مختلف. رعب الولايات المتحدة من جهة وتهمة الكارثة من الجهة الاخرى، مع نجاعة وابتزاز ماكينة الدعاية الصهيونية التي لا تصدق، هي أقوى من أي التزام بالقانون الدولي، ومن الالتزام الاوروبي بمصير الفلسطينيين وأقوى من الرأي العام في اوروبا، الذي يوجد فيه انتقاد كثير لاسرائيل اكثر من انتقاد أي حكومة اخرى مهما كانت.

​برامج “اراسموس بلاس” و “اورايزون” في خطر. هذا هو رد اوروبا على الضم، وقف مشاريع بحث مشتركة ستمنع الضم. لقد اضحكتم اسرائيل ومستوطنيها. بدلا من اتخاذ عقوبات حقيقية – من منع دخول كاسح للقارة على المستوطنين وحتى مقاطعة اقتصادية – يهددون بأراسموس. ايضا تصميم اوروبا على حل الدولتين – في الوقت الذي فيه عدد من زعمائها اصبحوا يدركون واحيانا يعترفون في محادثات مغلقة بأن هذا الحل قد أكل الدهر عليه وشرب – فان هذا يخدم الابرتهايد الاسرائيلي، الذي هو ايضا يعرف لفظ مصطلح الدولتين فقط عندما يتم العثور على شريك. حينها يتم بناء المزيد من البيوت في الضفة والادعاء بأن هذا البصق هو مطر.

​يمكن بالطبع الادعاء بأنه ليست وظيفة اوروبا هي ارسال عدالة دولية أو التنظيف وراء اسرائيل. ولكن يوجد للاتحاد الاوروبي ذرائع سامية أكثر من أن يكون سوق مشتركة. اوروبا التي صمتت وأغمضت عيونها في السابق تفعل ذلك مرة اخرى. ربما ستستدعي قريبا غابي اشكنازي، وهو سيؤكد لها بأن اسرائيل ستعمل قدما على حل الدولتين. تنفس للصعداء ستسمعه في حينه من برلين وحتى مدريد، اوروبا مرة اخرى تستطيع الذهاب الى النوم بضمير مرتاح وسيطيب لها نومها جدا. 4.5 مليون انسان سيواصلون الاختناق بدون حقوق وبدون مستقبل، وبروكسيل ستواصل التربيت على كتفها والشعور بالراحة مع نفسها: ها هي هددت بالغاء اراسموس بلاس.