يا وزراء اسرائيل ، لا تأتوا الى العمل

حجم الخط

هآرتس – بقلم تسفي برئيل

لقد أكلناها، لقد خدعونا، خانونا، سرقوا اصواتنا، بذروا نقودنا، شكلوا حكومة مسخ لها 36 رأس وحولوا الدولة الى مضرب للامثال واضحوكة. ولكننا سننتقم منهم ونكمن لهم في الزاوية. زاوية الملك داود وابن غبيرول في مقهى لندفار وفي بايكري، فقط عندما ستفتح. سنكتب مقالات لاذعة ونملأ الشبكات الاجتماعية بالكاريكاتورات، وسننثر نتانتهم في رسومات غرافيك على الجدران – وسننتظر بهدوء الانتخابات. في هذه الاثناء سنفحص متى سيتم استئناف رحلات الطيران الى الخارج، وسنستعد للسنة الدراسية القادمة وسنجري مفاوضات مع موظفي البنوك على اعادة جدولة الديون ونطرقع باللسان.

​سفينة المجانين هذه ستواصل الابحار دون هدف. داخلها اعيد بعث انبياء نبوءات احياء العظام اليابسة الذين يرون امام اعينهم وحدة وطنية، هوية اسرائيلية جديدة، اعادة بناء انقاض تاريخية، تضامن اجتماعي ومساواة في الحقوق وحب الاجنبي، حقا تجسد حلم الدوس هاكسلي بعالم جديد مدهش.

​عن تحقيق الحلم مسؤول الآن عرائس من الشمع، جزء منها سيتم ازالته من المعرض بعد نصف سنة. والبعض الآخر سيحظى ربما بسنة ونصف. خلال هذه الفترة سيكون عليهم تعلم “شؤون وزاراتهم”، بالاساس ترك بصماتهم. من المهم كم هو عدد الشوارع التي تستطيع ميري ريغف شقها الى أن تبدأ بالطيران كوزيرة خارجية؟ كم من البيوت سيبنيها ممثل الاله وزير الاسكان يعقوب ليتسمان؟ وما هي العجائب الاجتماعية التي ستحدثها هذه الشخصية الكرتونية، اورلي ليفي ابكاسيس؟.

​مدراء وموظفون، من يحملون نير البيروقراطية الاسرائيلية، سيجدون انفسهم عالقين في منتصف مشاريع لأنه سيكون للوزراء الجدد بالتأكيد خطط اساسية خاصة بهم. المواطنون الذين سيحتاجون الى المساعدة لن يعرفوا هل يجب عليهم التوجه الى وزارة الرفاه أم الى وزارة تطوير المجتمع، أو ربما التوجه الى وزارة الشؤون الاجتماعية؟ في أي وزارة سيكون على المتعهدين تنسيق مشاريعهم؟ هل عند وزير الاسكان؟ أم وزير تطوير النقب والجليل؟ أم وزير المالية؟ ربما عند وزيرة البنى التحتية الوطنية التي هي ايضا وزيرة المواصلات.

​يجب علينا عدم النسيان بأننا حصلنا على وزير مسؤول عن العلاقة بين الحكومة والكنيست، وهو دافيد امسالم. بهذا الشأن أي علاقات سيكون عليه خلقها أو قطعها مع هذه المؤسسة، التي اصبحت السلطة التنفيذية تسيطر عليها. للأسف أن بنيامين نتنياهو لم يفكر بالوظيفة الحيوية للوزير المسؤول عن العلاقة بين الحكومة وبين الجمهور. مع ذلك، كان يجدر أن تكون هناك علاقة ما بين هذه العصابة التي تجلس في جزيرة الشياطين وبين القطيع الذي ترك لمصيره.

​إن اعيننا لا تضيق ولا تحسد عشرات الملايين التي ستوزع من اجل تمويل وجود الدزينات الثلاثة من الوزراء، حيث أن المال لا ينقصنا. رأينا كيف أنه باشارة اصبع تم ايجاد 80 مليار شيكل لمساعدة مصابين الكورونا. ولن نحسدهم ايضا على السيارات المصفحة ورجال الحماية والمكاتب والتشريفات والسفريات الى الخارج والملذات الاخرى. ولكن لا توجد أي حاجة الى أن يقوم هؤلاء الاشخاص، الذين الى أن نذكر جميع اسمائهم ونعرف كيف نربط بين كل واحد ووزارته ستنتهي فترة ولايتهم، ببذل الجهد كي يتركوا بصماتهم. هنا يكمن لنا الخطر الاكبر.

​نحن لم نتعاف بعد من الحروق العميقة التي تركتها فينا أختام الحكومات السابقة – قانون القومية، تبذير الميزانيات، فحوصات التركيب والبيزا التي كشفت عورة التعليم، انهيار المستشفيات، اسعار السكن المرتفعة، فساد رئيس الحكومة، اطلاق النار على جهاز القضاء بشكل مباشر – اذا احصينا فقط الصدمات البارزة التي ابقت “خاتمها”. لا يوجد عباقرة في الحكومة الجديدة، ولكن حتى اذا وجد مثلهم، فلن يستطيع أي واحد منهم أن يصلح في الفترة الزمنية التي ستستمر بضعة اشهر ما خربه سلفه. لذلك، رجاء أيها الوزراء، لا تفعلوا أي شيء. تعاملوا مع مناصبكم كنوع من “نوشوجوبز”، مثلما يوجد في السوبرانو. يحصلون على راتب دون الذهاب الى العمل. سيكون من الارخص علينا والاكثر أمنا تمويل وجودكم في البيت، بدلا من تمويل الخاتم الذي تريدون تركه. فنحن سنذكركم حتى بدونه.