هل هو تهديد عابث من أبو مازن

حجم الخط

معاريف– بقلم تل ليف رام

استقبل تصريح رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن عن الغاء الاتفاقات والتنسيق الامني مع اسرائيل، ببعض المفاجأة في اسرائيل بسبب التوقيت، بالذات بعد زيارة وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو وحقيقة أن موضوع ضم الغور ومناطق من يهودا والسامرة لم يظهر في الخطوط الاساس للحكومة الجديدة.

​فالتهديد بقطع العلاقات نقلته السلطة الفلسطينية الى اسرائيل بشكل رسمي، كما نشر في “معاريف” منذ قبل نحو شهر، في حديث لمسؤولين في السلطة الفلسطينية مع منسق اعمال الحكومة في المناطق، اللواء احتياط ابو الركن.

​للتهديد الاخير، الذي وإن كان يشبه تصريحات مشابهة لابو مازن في الماضي لم تتحقق، يتعاطون في جهاز الامن معه بجدية كبيرة. فمن جهة بين تصريح أبو مازن عن قطع العلاقات وبين الواقع على الارض توجد فجوة كبيرة. فقد لا يقصد القطع الفوري، ولكن محافل في الميدان من شأنها أن تترجم تصريحاته هذه منذ الان الى افعال تمس بالاستقرار الامني.

​حتى لو كانت هذه تصريحات عابثة في هذه المرحلة، فانها كفيلة بان تؤثر سلبا على الواقع. فالساحة الفلسطينية في يهودا والسامرة تقلق الان جهاز الامن خوفا من التصعيد، اكثر من أي جبهة اخرى. ورغم أن هذا الاسبوع كان مليء بالاحداث والعمليات اكثر من الاسبوع الماضي، تشير المعطيات الى ميول مشابهة للارهاب مثلما كان في الاشهر التي سبقت ذروة نشوب الكورونا، الفترة التي انخفض فيها مستوى الارهاب بشكل كبير، ولكن احتمالات التصعيد تقلق الجيش الاسرائيلي.

​للسلطة الفلسطينية الكثير مما تخسره من قطع العلاقات مع اسرائيل وبالتأكيد في المجال الامني، بينما يوجد لهم اعداء من الداخل مثل حماس. يثبت التاريخ بان ابو مازن ايضا لن يسارع الى التخلي عن التنسيق ولكن الضم من ناحيته هو خط  احمر. وحتى لو كان لا يقصدتنفيذ تهديداته في هذه المرحلة، في جهاز الامن لا يتعاطون مع الامور كتهديدات عابثة، ولا سيما في ضوء احتمالاتها السلبية على الارض.