بقلم: عمر خلوصي بسيسو

نحـو مواجهـة فلسطينية للإعـلام الصهيـوني 1

بسيسو
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

 

من يتحكم بالإعلام يتحكم بالعقول.. يُجرم البريء ويبريء المجرم.. يرفع مكانة دول وشعوب ويقلل من قيمة أخرى.. وذلك من خلال قلب حقائق التاريخ والتزوير والتزييف الممنهج وذلك بتوظيف البيولوجيا العصبية وعلم النفس التطبيقي .. في حروب العقل التي تعتمد على التضليل الإعلامي..

إن رؤية الحركة الصهيونيّة للصراع هي "حرب شاملة عسكرية واستخبارايّة واقتصاديّة وديموغرافية ولغويّة وعرقيّة" وسلاحها الأمضى كان الإعلام حيث امتلك الإسرائيليون الصهاينة, الصورة طويلاً واستعملوها لكسب تعاطف العالم وحماية احتلالهم للأرض، وحوّلوا تضحيات الفلسطينيين وبطولاتهم إلى إرهاب, بعدما نجحوا بالاعتماد على صحافيين ومالكي صحف وتلفزيونات متعاطفين مع مشروعهم الاستعماري في فرض سيطرة تامة على صورة هذا الصراع في المخيلة الغربية.

وقدم الصهاينة مأساة فلسطين وكأنها حرب المسلمين على اليهود، وتآمر تحالف من دول عربيّة فاسدة ضد لاجئين أوروبيين هربوا إلى أرض أجدادهم التاريخيّة، وانتصار للحداثة والتنوير على الظلمة والجهل, حتى أصبحت الأخبار المنقولة في صحف العالم ولاحقاً تلفزيوناته من الأرض المقدسّة مجرد أكاذيب واساطير دعائية لا تشبه الواقع في شيء.

وفي الواقع فإنه في كل مرة يريد مستعمرون أن يسيطر على شعب أو يضطهدوه، يجعلوا منه شيطاناً.. هذه كانت سياسية النازية في عهد هتلر وهكذا كانت منطلقات وزير دعايته جوبلز.. وأعلن هتلر "الشعب الألماني شعب آري متفوقاً على كل الشعوب".

وهكذا ادعي الصهاينة ومازالوا يشيعون أن "اليهود شعب الله المختار وأن فلسطين هي أرض الميعاد،" ويعممون أساطير صهيونية بغيضة توظف الدين في الدعاية لتبرير العدوان وهو ما ترفضه مختلف الأديان ويقاومه اليهود غير الصهاينة مثل الحاخام موشي مونيحيم الذي قال: " يجب أن نرجع إلى دين موسى ونغادر دين النابالم".

فكرة شعب الله المختار تقوم على نفي الأخر، ونفي المساواة!! أتت هذه الفكرة من ينبوعي الحضارة الغربية أي الأصولية المسيحية واليهودية الصهيونية، واستعملتها الحضارة الغربية عندما استعمرت شعوب الأرض زاعمة أنها جاءت للتبشير بالإنجيل وإدخال الشعوب إلى المسيحية، ووصفت كل الشعوب بالبرابرة والهمج، كما استعملها اليهود الصهاينة لإلغاء الآخرين .. وللأسف فإن هذا المفهوم مازال حياً.

وكما تُستخدم الحركة الصهيونية العالمية مقولة معاداة السامية أداة لتكميم الأفواه ومنعها من تناول حقيقة الحركة الصهيونية والسياسات والتدخلات الإسرائيلية في شؤون دول العالم وسياساتها.. تتخذ الولايات المتحدة من الإرهاب فزاعة وهي صانعة بعضه الخفية وتوظفه لصالح أهدافها وفرض أفكارها الأيديولوجية تحت ذرائع مختلفة..

تستغل السياسة الأمريكية قوائم تضعها مخابراتها باسماء دول تزعم أنها داعمة وراعية للإرهاب لشن حروب على بعضها ومحاصرة أخرى مالياً واقتصادياً وتجارياً لتطويع مواقفها وتغيير سياساتها الرافضة للهيمنة الأمريكية/ الصهيونية على العالم, كما تستغلها لحماية نفسها من المساءلة أمام المحاكم الدولية عما ترتكبه من انتهاكات بحق الإنسانية والقوانين والقرارات الأممية وشعوب العالم.

في المقابل علينا العمل لإعادة الاعتبار لفلسطين كقضية قومية عربية إسلامية مسيحية وأممية جامعة.. وإعادة الحياة لقرار اعتبار "الصهيونية حركة عنصرية وإسرائيل كيان غاصب" كما يجب ألا نخشى فزاعة معاداة السامية وعلينا فضح "قانون القومية" وحشد الكون لمقاضاة قادة إسرائيل أمام الجنائية الدولية على جرائمهم ضد الإنسانية بحق شعبنا الأعزل من السلاح!

لكــن كيــف لـنا هــذا ؟

لنستفيد من تجاربهم ونلاحق أكاذيبهم ونفند كل ادعاءاتهم ومفردات دعايتهم:

هناك العديد من وسائل الإعلام والرصد المرتبطة بأجهزة المخابرات ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي, تعمل ليل نهار في الداخل والخارج بست لغات، لضمان الهيمنة الصهيونية على الإعلام العالمي وبينها مايلي:

  • لجنة متابعة الدقة: وهي مؤسسة أمريكية تراقب وسائل الإعلام لصالح إسرائيل والرواية الصهيونية وتجري دراسات بحثية لتعزيز التغطية التي تراها إسرائيل "دقيقة ومتوازنة"
  • رابطة مكافحة التشهير: وهي منظمة يهودية تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية وتتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، تدعم وتعمل المنظمة على مكافحة معاداة السامية أو ما يعرف بالعداء لليهود في كافة انحاء العالم.
  • لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية"اللوبي اليهودي أيباك": وهي أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونغرس الأمريكي، هدفها تحقيق الدعم الأمريكي لإسرائيل، لا تقتصر على اليهود بل تضم أعضاء ديموقراطيين وجمهوريين,
  • لجنة مراقبة الإعلام الفلسطيني: هدفها مراقبة الإعلام الفلسطيني وتوثيق ما تزعم بأنه عمليات "التحريض" في الإعلام الفلسطيني، ودراسة ثقافة المجتمع وأداء السلطة الفلسطينية والمناهج الدراسية، والإيديولوجيات الدينية.