بالفيديو بالفيديو والصور : تجدد الصراع بين حماس وأنصار القاعدة في غزة

داعش
حجم الخط

في أحدث ظهور له من خلال تسجيل خاص، ظهر الرجل الثاني في "لواء التوحيد" في قطاع غزة علم الدين عامر، المعروف بـ"أبو عثمان"، يهنئ بعيد الأضحى، ويعيد تأكيد المواقف العقائدية والسياسية لما يسمى بـ"لواء التوحيد" في غزة.

ويعتبر "لواء التوحيد" التنظيم السلفي الجهادي الأكبر في قطاع غزة، إذ يُدر عديد عناصره بالمئات من المدربين جيدا، وأصحاب القدرات العسكرية الكبيرة.

"لواء التوحيد" يبايع داعش و"ولاية سيناء"

و"لواء التوحيد" هو امتداد لـ"كتائب التوحيد والجهاد" و"جند أنصار الله". كانت أول مواجهة له مع "حماس" في مسجد ابن تيمية في رفح، 15 أغسطس 2009، عندما هاجمت الدكتور عبد اللطيف موسى وخالد بنات (وهو سوري الجنسية). وضم التنظيم في قياداته هشام السعيدني وهو أردني الجنسية، الذي سبق ودخل القطاع من معبر رفح مع حملات المتضامنين وتسلم قيادة التنظيم بعد عبد اللطيف موسى إلى أن اغتيل في 2012، فيما كان قبيل اغتياله رهن الاعتقال لأشهر لدى أجهزة "حماس".

مسجد ابن تيمية قبل هدمه - حماس واجهت التنظيم الذي شكل جذور "لواء التوحيد" في 15 اغسطس 2009 وقتلت 28 سلفيا جهاديا احتموا فيه

قدرات عسكرية

مقاتلو "لواء التوحيد" مدربين جيدا، لهم اتصالات مع شركاء لهم في سوريا والعراق وليبيا. ومن ليبيا حصل على عتاد يُعتبر نوعيا مثل صواريخ أرض-جو من نوع "سام 7" وصواريخ أرض-أرض من نوع "غراد"، حصل عليها التنظيم من ليبيا قبل أن يتم السيطرة على الأنفاق، على ما يبدو.

من فيديو نشرته مؤسسة "البراق" لمقاتلي "لواء التوحيد في غزة"

 

وبدأ هذا التنظيم العمل على مبايعة "ولاية سيناء" و"داعش"، بل ويعمل سراً باسم "ولاية سيناء" في قطاع غزة.

وتتقارب مجموعات التنظيمات السلفية ومئات العناصر التابعة لها في قطاع غزة، حول "فكر داعش"، فيما تخشى حركة "حماس" أن هؤلاء يسعون إلى تمهيد الأجواء في غزة، استعدادا للالتحاق علناً بـ"داعش" من خلال "ولاية سيناء".

قلق حماس

في فيديو ظهر مؤخرا، توعّد مقاتلو "داعش" علناً حركة "حماس"، وهددوا بقتال الحركة التي تحكم غزة منذ العام 2007، وتوعدوها بمواجهة دموية، مشبهين ذلك بمعركة مخيم اليرموك التي قاتلت فيها "حماس" إلى جانب "الجيش السوري الحر" ضد "داعش" قرب دمشق.

عناصر داعش تتوعد قادة حماس بالمواجهة والدم في فيديو يوليو 2015

عناصر داعش تتوعد قادة حماس بالمواجهة والدم في فيديو يوليو 2015

 

ومبايعة هذه التنظيمات لـ"داعش" تهدد "حماس"، التي تخوض صراعا مباشرا مع السلفيين كان أولها في مسجد ابن تيمية عام 2009 في رفح. وتعتبر ولاية سيناء قطاع غزة، جزءا لا يتجزأ من أراضي سيناء، وأراضي "داعش".

وتشكك مصادر حماس ما ذهبت إليه وسائل الإعلام المصرية مطلع سبتمبر الجاري عن مبايعة "جيش الاسلام" في غزة لـ"داعش" كجزء من ولاية سيناء. وإن كانت المعلومات غير مؤكدة عن "جيش الإسلام"، إلا أن الأنباء عن مبايعة "لواء التوحيد" لـ"ولاية سيناء" تبدو صحيحة.

طموح "ولاية سيناء" للسيطرة على غزة

ويُخشى أن المبايعة هذه تهدف إلى تحضير البنية التحتية لاستيلاء تنظيم "ولاية سيناء" على قطاع غزة. أي أن "لواء التوحيد" يعمل على تقديم البيعة لـ"داعش" و"ولاية سيناء" ويستهدف بذلك نفوذ "حماس" لصالح "ولاية سيناء".

"حماس" و"لواء التوحيد"

تقول مصادر "حماس" ، إنها اتبعت مع "لواء التوحيد" ما يسمى بـ"سياسة العصا والجزرة"، فيما يتهم خبراء أمنيون مصريون "حماس" بأنها استخدمت "لواء التوحيد" في إحداث توتر في سيناء في أوقات محددة.

 

إلا أن سياسة "حماس" تجاه "لواء التوحيد" بدأت تتغير مؤخرا، إذ يسود القلق في "حماس" من مخاطر تأثير لواء التوحيد على عناصر "عز الدين القسام" ومقاتلي "حماس"، فعمدت إلى مطاردة التنظيم واعتقال الناشطين فيه.

وتقدر مصادر من "حماس" أن عددا من كبار كوادر "لواء التوحيد" فرّوا مؤخرا من القطاع إلى ليبيا، فيما تُرجح مصادر أمنية مصرية أن هذه العناصر تجد في مناطق نفوذ "ولاية سيناء" داخل مصر ملاذا لها وتشارك في القتال ضد الأمن المصري.

مقاتلو حماس متأهبون وقلقون من امتداد نفوذ ولاية سيناء الى غزة من خلال "لواء التوحيد"

 

عقّب مصدر في "حماس" باعتقاده أن هذا "التيار" لا يزال ضعيفا بسبب انشقاقات فيه، ولكنه قادر على تجييش المندفعين من الشباب في غزة، وقادر على الجباية والتمويل من المتعاطفين مع السلفية الجهادية.