قتل فيروس كورونا أكثر من 365 ألف شخص في جميع أنحاء العالم في خمسة أشهر فقط، ولكن هذا لا شيء مقارنة بما يمكن أن يحدث إذا لم يغير البشر تصرفاتهم عندما يتعلق الأمر بالدجاج.
وفي كتابه الجديد، بعنوان "كيف تنجو من جائحة"، يحذر الدكتور مايكل غريغر، وهو عالم وطبيب اشتهر بالدفاع عن النظم الغذائية النباتية، من وجود فيروس مروع ينبثق من مزارع الدجاج المزدحمة وغير الصحية، مشيرا إلى أنها تملك القدرة على محو نصف البشرية.
وبينما حذر خبراء البيئة في وقت سابق من الشهر الماضي من أن العالم سيواجه وباء آخر أقوى إذا واصلنا الاتصال بالحياة البرية، يلقي غريغر باللوم على الدجاج.
كتب غريغر، مستشهدا بانتشار الإنفلونزا الإسبانية المستندة إلى الطيور عام 1920، وتفشي فيروس H5N1 في هونغ كونغ عام 1997: "القلق هو أن الفيروس لا يقف ساكنا أبدا ولكنه يتحور دائما. ... وهذا هو الوحش الكامن في الفروة التحتية، وهو الذي يجعل علماء الأوبئة يرتعدون".
وبدأ تفشي مرض هونغ كونغ، الذي نشأ في سوق الطيور، بصبي يبلغ من العمر ثلاث سنوات في هونغ كونغ، تحولت آلام حلقه ووجع بطنه إلى مرض أدى إلى تخثر دمه وقتله في غضون أسبوع من فشل الجهاز التنفسي الحاد . "بينما أصيب 18 شخصا فقط بهذه الأنفلونزا، ومات ثلثهم".
وخلال هذا الوباء، قتلت الحكومة 1.3 مليون دجاجة في محاولة للقضاء على الفيروس، ولكن منذ ذلك الحين حدثت فاشيتان أخريان بين عامي 2003 و 2009 خارج الصين.
ولكن مع ما يزيد عن 24 مليار دجاجة على الأرض تغذي العالم، ما الذي يمكن فعله؟
يكتب غريغر أنه يجب علينا تغيير النظام بأكمله، بعيدا عن المزارع الكبيرة حيث يتم تغذية الدجاج بالمضادات الحيوية ويتم حشرها معا ونقل الأمراض من واحد إلى آخر بسهولة، إلى المزارع الأصغر حجما، حيث الأماكن الأقل ازدحاما مع ضمان الوصول في الهواء الطلق، ونظافة أفضل ومن دون استخدام لمضادات الفيروسات البشرية.
وتابع: "يمكن كسر دورة الوباء نظريا إلى الأبد. يمكن وقف إنفلونزا الطيور"، عن طريق تحسين طرق تربية الدواجن.
ولكن حتى ذلك الحين، حذر غريغر: "طالما هناك دواجن، ستكون هناك أوبئة. في النهاية، قد نكون نحن أو هم الضحية".