الجيش الإسرائيلي يستعدّ لسيناريوهات الضم

حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع



تمهيداً لاحتمال الضم – بسط السيادة اليهودية على مناطق في «يهودا» و»السامرة»، كما يسمى ذلك في الوثائق العسكرية- تجرى اليوم (أمس) «لعبة حرب» في قاعدة الكريا في تل أبيب، يشارك فيها الجيش، المخابرات، ومنسق أعمال الحكومة في «المناطق»، ورئيس الأركان، أفيف كوخافي، ورئيس «الشاباك»، نداف ارغمان.
  وستطرح السيناريوهات المختلفة المتوقعة في الشهر القادم، في حالة تنفيذ حكومة إسرائيل نيتها للضم. من التدهور الشامل إلى الحرب، وحتى الهدوء النسبي، حيث يكون المتغير المهم هو عمق الضم.
من ناحية الجيش يعد هذا حدثا دراماتيكياً يستدعي استعدادات مسبقة، ووجه رئيس الأركان كوخافي الجيش منذ ثلاثة اشهر للاستعداد لذلك. ورغم تصريحات وزير الدفاع، بيني غانتس، بأنه «أمر الجيش بالاستعداد»، فان القيادة السياسية، اي رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لم يشرك الجيش الإسرائيلي في مخططاته، ولم يبلغه أي سيناريو عليه أن يستعد له من ناحية ترتيبات الحدود.
عمليا، خلف أقوال غانتس لن يكون ما هو حقيقي بالفعل؛ لان وزير الدفاع لم يحول خرائط أو مخططات محددة. فمنذ تسلمه مهام منصبه وزيرا للدفاع زار غانتس قيادة المنطقة الجنوبية، وأجرى، أول من امس، زيارة لقيادة المنطقة الشمالية أيضا، ولكنه لم يزر بعد الجبهة القابلة للانفجار لقيادة المنطقة الوسطى. للجيش الإسرائيلي عدة مدارج للعمل في مناطق «يهودا» و»السامرة». وفي هذه اللحظة يوجد الجيش مع قوة بالحد الأدنى من أجل السماح لتدريبات متواصلة للقوات النظامية، ويمتنع عن تجنيد الاحتياط لعمل ميداني يعد باهظ الثمن جدا.
في بداية الشهر القادم سيتسلم مهام منصبه أيضا قائد المنطقة الوسطى الجديد، اللواء تامير يداعي، بدلا من اللواء نداف فدان، وهذه أيضا خطوة معقدة في ذروة خطة الضم. في الجيش يأخذون بالحسبان أيضا إمكانية الاشتعال في جبهات متعددة والذي يتضمن ضعضعة للعلاقات مع الأردن وعمليات «إرهاب» من قطاع غزة من جانب «حماس» و»الجهاد الإسلامي» ممن سيرغبون في الإعراب عن التضامن.
صحيح حتى الآن أنه توجد قطيعة بين السلطة الفلسطينية وبين الجيش الإسرائيلي، ولكن الجيش لا يزال يواصل العمل داخل المدن في حملات اعتقالات، رغم حقيقة أنه في ظل غياب التنسيق الأمني من الصعب على الجيش الإسرائيلي التخطيط للحملات وإدخال قوات اكبر.
في السلطة يسعون، الآن، لخلق تمييز بين التنسيق الأمني وبين التنسيق المدني، وترك التنسيق المدني فقط على حاله. أما الجيش الإسرائيلي بالمقابل فلا يعتزم قبول التمييز، رغم أنهم حتى الآن يردون على الهواتف استجابة للطلبات المدنية. في فرقة «المناطق» وضعوا هذه الأيام خطة تحت اسم «فجر في الجبال» توفر جواباً للمشاكل في الفترة الحالية، بما فيها وقف التنسيق واستئناف المواجهات المحتملة في أعقاب الضم، يضاف إليه أيضا نتائج الوضع الاقتصادي كنتيجة لأزمة «كورونا»، وعدم إدخال العمال إلى إسرائيل لغرض العمل. وتتضمن الخطة استعدادا للتصعيد وللضم. ولا يزال التقدير في قيادة المنطقة الوسطى أن الجمهور الفلسطيني يعارض وقف التنسيق المدني، وان معارضي أبو مازن يسخنون الميدان تشجيعا للعنف. في فرقة «المناطق» يستعدون لإمكانية الارتفاع في حجم عمليات الطعن والدهس حتى قبل بدء الضم، ولا سيما بسبب الأزمة الاقتصادية التي خلقها «كورونا»، والتحريض في السلطة، والأحاديث عن الضم وانعدام التنسيق الأمني.
كما سيجرون في الفرقة ألعاب حرب، وسيكون كل قادة الكتائب مدعوين، الأسبوع القادم، للاستعداد للتصعيد في أعقاب الضم.

 عن «يديعوت»