حركات السود في أميركا بين الحقوق والفوضى

حجم الخط

بقلم محسن ابو رمضان

 

 تحاول بعض الأقلام ووسائل الاعلام  تصوير ان تحركات السود والمتضامنين معهم  ضد الاضطهاد والتميز العنصري بأنها تأتي في إطار الفوضي مستغليبن بعض الممارسات السلبيية المبنية علي سرقة المتاجر والبضائع وذلك بادعاء  بان هذه التحركات مدعومة من إدارة ترامب من اجل استثمارها لصالحها بسبب اخفاقة بالتعامل مع أزمة الكورونا والتداعيات الاقتصادية المترتبة عليها  الأمر الذي ساهمت بتراجع شعبيتة والذي هو بحاجة لها علي مشارف الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

لا اعتقد ان تحركات السود و المتضامنين معهم بالولايات المتحدة والتي أدت إلي تعاطف العديد من شعوب العالم تأتي في إطار الاستثمار من قبل إدارة ترامب للتغطية علي فشلة بل تأتي في سياق موضوعي عنوانة محاولة ترامب تقويض القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان واستبدالها بهيمنة الشريحة النخبويةالراسمالية ( البيضاء )بما يساهم في تعزيز ما يسمي بالقومية الأمريكية علي حساب غيرها من الاعراق الآخري  الموجودة بالولايات المتحدة علما بأن أميركا هي دولة مهاجرين متعددي القوميات والأعراق وان دستورها ينص علي المساواة وعدم التميز وفق قانون المواطنة .

وعلية فان  تحركات السود تأتي  في مواجهة سياسة التميز العنصري وضد الاضطهاد الممارس ضدهم وضد الأقليات  الآخري وكذلك ضد سياسة  الاقصاء الاجتماعي وهي تحركات جادة تهدف الي تصويب سياسة الإدارة الأمريكية وهي مستمدة من ثورة السود بالستينات من القرن الماضي بزعامة مارتن لوثر كنج وذلك  باتجاة مقاومة النزعة الاستغلالية والعنصرية التي يتبناها ترامب .

تأتي تلك التحركات بالوقت الذي يعمل بة  ترامب باتجاة تغير قواعد القانون الدولي عبر اعتماد لغة شريعة الغاب بدلا من سيادة القانون واحترام مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان ولعل رفضة لتوقيع اتفاقية باريس الخاصة  بالبيئة والانبعاث

 الحراري والمناخ وانسحابة من منظمة اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان ووقف تمويل منظمة الصحة العالمية الي جانب رفضة للتعاون مع بلدان العالم لمواجهة جائحة كورونا  مؤشرات قوية بهذا الاتجاة .

وعلية فإن التضامن مع مطالب السود بامريكا يصب باتجاة   التضامن مع الإنسانية وقيمها الحقوقية  ومع كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاضطهاد  والعنصرية خاصة اذا أدركنا أن ترامب وادارتة هم أكثر يمينية وتطرفا من حكومة نتنياهو.