يفتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم الاربعاء، مراسم رفع علم دولة فلسطين أمام مقر الأمم المتحدة في حفل يشارك فيه لفيف من زعماء العالم المشاركين في الدورة الحالية للجمعية العامة، في وقت يواجه مشكلات ضاغطة تقدمت على النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وفي طليعتها الاضطرابات في المسجد الاقصى والتوتر في الاراضي الفلسطينية ومشاعر الاحباط التي تسيطر على مواطنيه.
ويقود الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اليوم بمشاركة لفيف من قادة العالم المشاركين في الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحددة مراسم رفع العلم الفلسطيني بناء على قرار الجمعية، أمام مقر المنظمة الدولية. وتسبق هذه المراسم الخطاب الذي يلقيه الرئيس في الساعة السابعة من مساء اليوم حسب توقيت فلسطين.
ويتوقع أن يتطرق الرئيس أبو مازن في خطابه كما قال مصدر فلسطيني مقرب من الرئيس لـ «القدس العربي» الى إعادة النظر النظر في كل الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل بسبب عدم التزام إسرائيل بها وما تنطوي عليه هذه الإشارة من مخاطر.
واكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول ان الخطاب الذي سيلقيه الرئيس محمود عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيو يورك اليوم سيتضمن شيئا ما يتعلق باتفاقيات اوسلو دون ان يفصح عن تفاصيل اوفى.
وأضاف العالول انه بغض النظر عن طريقة الخطاب، فانه سيلقي حجرا في المياه الراكدة، وانه لا يمكن السكوت على الوضع الحالي بخصوص اللامبالاه التي تتعرض لها القضية الفلسطينية وهو ما لوحظ من خطاب الرئيس الامريكي براك اوباما الذي لم يتطرق الى هذه القضية بتاتا.
وبدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة، ان السلطة الفلسطينية ستعيد النظر في حوالي اثنين وعشرين بندا من بنود اتفاقات اوسلو والتي تتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتنسيق الامني مع اسرائيل
غير أن الدكتور أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال في تصريح صحفي إن الرئيس سيعلن في خطابه تحلل الجانب الفلسطيني من اتفاقات المرحلة الانتقالية التي وقعت بعد إعلان المبادىء للسلام ويعرف باتفاق أوسلو، التي انتهكتها إسرائيل ولم تلتزم بها أصلا منذ عام 2002. وتشمل هذه الاتفاقيات، حسب مجدلاني، اتفاق باريس الاقتصادي والترتيبات الأمنية المشتركة، بما فيها التنسيق الأمني واتفاقية المعابر والتنسيق العسكري (لجان الارتباط). وأكد مجدلاني أن الخطاب لن يمس باتفاق أوسلو باعتباره إعلان مبادىء للسلام والتخلي عنه يعني التخلي عن السلام.
صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية اليمينة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فنقلت عن مصادر فلسطينية قولها إن الرئيس أبو مازن عدل عن فكرة خطاب دراماتيكي ومؤثر في الأمم المتحدة انطلاقاً من أن الأمم المتحدة ليست المكان الذي يعلن فيه عن بيانات ومواقف بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. واعتبرت الصحيفة في تقريرها أن الضغوطات الأمريكية أتت ثمارها في موضوع محتوى خطاب الرئيس أبو مازن.
واعرب عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن خيبة أمله من خطاب اوباما، وتساءل: «هل يعتقد اوباما انه يمكنه هزم داعش او تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي؟».
وسمع الأمر نفسه في ختام اللقاء الذي عقده الرئيس عباس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. فكيري لم يعرض أي خطوط سياسية جديدة وخرج المشاركون في اللقاء بانطباع يرى أن الإدارة لا تنوي المبادرة الى حل ملموس في الشأن الفلسطيني او ممارسة الضغط على إسرائيل.
الى ذلك نشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» تصريحا لمحمود الهباش وزير الأوقاف السابق في السلطة الفلسطينية قال فيه «إن الرئيس الفلسطيني لن يفاجئ أحدا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة». وأوضح: «لن تكون هناك مفاجأة لم تسمعها الجهات العربية والدولية من قبل».
وقال الهباش ان لقاء ابو مازن وكيري كان صعبا. اوضح ابو مازن خلاله استعداده للعودة الى مفاوضات حقيقية مع إسرائيل إذا تم خلالها تجميد الاستيطان وقامت إسرائيل بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من اسرى ما قبل اوسلو.
وادعى مصدر فلسطيني رفيع ان كيري طلب من ابو مازن عدم اتخاذ قرارات كبيرة كوقف الالتزام الفلسطيني بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وعدم تقديم استقالته خلال النصف سنة القريبة. وقال كيري لعباس إن الادارة الأمريكية تحتاج الى نصف سنة لإنهاء الاتفاق النووي مع إيران ومن ثم ستكرس الوقت لدفع العملية السلمية الإسرائيلية – الفلسطينية.
وحسب المصدر فإن ابو مازن لم يرفض او يعلن قبوله لطلب كيري ولكن قبول الاقتراح سيكون منوطا بضمانات أمريكية تلتزم الإدارة من خلالها بأنه في حال فشل جولة المفاوضات المقبلة، ستعترف بالدولة الفلسطينية، ولن تعارض تقديم مسودة قرار الى مجلس الأمن يطرح خطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.