طرد دبلوماسيين وأزمة علاقات روسية تشيكية عقب إزالة تمثال من العهد السوفييتي

لموضوع طرد دبلوماسيين
حجم الخط

براغ - وكالة خبر

تأزمت العلاقات الروسية التشيكية مؤخراً، نتيجة ترحيل السلطات التشيكية لاثنين من الدبلوماسيين الروس، على خلفية تهديد مزعوم بمحاولة اغتيال بواسطة "سم الخروع"، لثلاثة من رؤساء بلديات العاصمة التشيكية، الذين تزعموا قبل أسابيع عملية إزالة تمثال المارشال إيفان كونيف قائد قوات الجيش الأحمر السوفييتي التي حررت تشيكوسلوفاكيا من الاحتلال النازي سنة 1945م، من أحد ميادين عاصمة التشيك. 

وتم الترحيل مساء السبت 6 يونيو بعد يوم من تهديد روسيا بالرد على أيّ قرار بطرد دبلوماسييها إثر مزاعم من شخصيات حزبية وبلدية بتعرضهم للتهديد بسبب إزالة التمثال.

وقال وزير الخارجية التشيكي توماش بيتر شيك وهو يُعلن خبر طرد الدبلوماسيين الروس: "حاولنا حلّ المسألة عبر الاتصالات الدبلوماسية،  لكنّ النهج الروسي لم يترك لنا خياراً سوى إعلان الدبلوماسيين كشخصين غير مرغوب بهما".

مزاعم تهديدات بالاغتيال

وقال رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش: "إنّ تهديدات وجهت لرؤساء البلديات تسببت بأعباء عمل غير معقولة لقوات الأمن المحلية، وإنّه لا يُمكن للجمهورية التشيكية أنّ تتسامح مع أحداث كهذه على أراضيها".

وكان بابيش يشير بذلك إلى مزاعم بأنّ عمدة براغ 1 زدينك هيب (من حزب القراصنة) وعمدة براغ 6 أوندج كولا من حزب ((TOP 09  وعمدة أحد أحياء براغ 5  بافل نوفوتني (ODS) تلقوا تهديدات من دبلوماسيين روس بالقتل بالسم، ما أجبر أجهزة الأمن التشيكية على فرض حراسة ومرافقة مشددة لهم على مدار الساعة.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي: "على التشيك تسليمنا ما لديهم من معلومات بدلاً من الجري وراء تخيلات تحريضية ومزاعم!".

كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "إنّ الإجراءات التي اتخذتها السلطات التشيكية ليست في صالح التشيك، وتعكس صراعات سياسية داخلية، يحركها تضرر بعض النخب من العلاقات بين البلدين!"، واصفةً الخطوة بأنّها استفزاز يُحدث أضراراً جسيمة بالعلاقات بين البلدين يجب الرد عليه.

وتقول الرواية الروسية: "إنّ التهديدات محض خيال، وجاءت نتيجة خلافات بين موظفين أرسل أحدهم معلومات كاذبة إلى المخابرات التشيكية، التي كان عليها حماية الدبلوماسيين الروس من التحريض بدلاً من طردهم".

حرب على حقائق التاريخ

ووصف المؤرخ التشيكي يان أوهليرج "حملة إزالة تماثيل الحقبة السوفياتية" التي بدأت بتمثال قائد حرب تحرير تشيكوسلوفاكيا، بأنّها حرب أجيال يتناول التاريخ وتوجهات الأيديولوجيا ورموز السياسة..

وقال: "أنا من حيث المبدأ ضد إزالة تماثيل تشكل رموزاً لأزمنة وحقائق تاريخ.. وأتساءل لماذا الأن؟"، مُجيباً: "هذا خطأ".

وتابع: "بهذه الطريقة لنّ نستطيع تربية أبنائنا وتعريفهم بتاريخ البلد ولنّ نستطيع تذكيرهم بأدوار العظماء الذين تملأ تماثيلهم مختلف شوارع وميادين براغ مهما اختلفت رؤانا وتقييمنا لأدوارهم".

من جانبه، قال المؤرخ يان أوهليرج: "إنّ ما جرى في ساحة الكتائب الأممية في براغ 6 في شهر إبريل وفي ظل حالة الطواريء المعلنة يؤشر لغياب معيب، متعمد وغير لائق لسلطة الدولة، ويذكرني بأفعال رجال أمن الدولة الشيوعية!".

وأضاف: "أما الفاعلون من حزب 09 اليميني اليبرالي الذين يهيمنون على مجلس بلدية براغ 6 وحزب القراصنة الشبابي اليميني الذي ينتمي إليه عمدة العاصمة براغ فإنهم يجهلون التاريخ ولا يريدون المعرفة ويسعون فقط لجمع نقاط سياسية من حربهم الشعبوية على تماثيل وسيرة أموات، وهذا مخجل ومعيب".

وسئل المؤرخ يان أوهليرج عن سبب غضب قادة الكرملين، فأجاب: "تنظر موسكو إلى براغ بشكل مختلف عن عواصم دول الكتلة الشيوعية، ولايمكنها تفهم وقوف سلطة الدولة صامتة وعدم تدخلها لوقف هذا العبث بالتاريخ الذي تزامن مع الاحتفال بالذكرى الــ75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان المارشال إيفان كونيف أحد أبطالها".

ولم تؤكد السلطات التشيكية رسمياً المعلومات المتعلقة بالسم، لكنه تم تعزيز الحراسة بشكل لافت حول عمدة براغ Zdeněk Hřib (القراصنة) ، وعمدة براغ 6 Ondřej Kolář (TOP 09) و عمدة   منطقة Pavel Novotný

ترجمة: رأفت بنات