أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، فرض الإدارة الأمريكية عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدة على أنها تعكس منطق البلطجة الذي يحكم سلوك هذه الإدارة، ومعاداتها لكل القوانين والأعراف الدولية.
وأشار بيان للحركة مساء يوم الخميس، إلى أن هذه العقوبات الأمريكية على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية، تهدف لحماية مجرمي الحرب من قادة الاحتلال، وتشجعهم على مواصلة عدوانهم على شعبنا وأمتنا، واستمرار تمردهم على كل القوانين والقرارات الدولية والأخلاق الإنسانية.
وبدوره، أدان الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين المستشار الخاص للرئيس محمود عباس قرار الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية التي ستحقق في جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل .
ووصف الهباش القرار الأمريكي بالسخيف والعدواني والمتعجرف ، ويكشف الوجه القبيح للإدارة الأمريكية في تنكرها للقانون الدولي والإنسانية وحمايتها السافرة للعدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا منذ ما يزيد عن 72 عاماً .
وطالب كافة دول العالم باتخاذ موقف صارم والدفاع عن العدالة والإنسانية وإدانة التصرفات والعنجهية الأمريكية وعدوانها المستمر على القانون الدولي سواء بإقامة المستعمرة الأمريكية في مدينة القدس المحتلة " السفارة" أو بطرحها ما تسمى " صفقة القرن " ودعمها لضم الأراضي الفلسطينية لدولة الاحتلال، وليس آخراً فرض عقوبات بحق المحكمة الدولية لمنعها من المضي قدماً في التحقيق بجرائم الحرب الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته .
ومن جانبه، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. يوسف الحساينة، أن فرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عقوبات على محكمة الجنايات الدولية وقضاتها، "يشكّل سلوكا استعلائيا، واستعماريا، وإمعاناً في تجاوز القيم الحضارية الإنسانية".
وأكد د. الحساينة في تصريح صحفي له مساء الخميس، أن خطوة ترمب بحق محكمة الجنايات الدولية وقُضاتها، يأتي في سياق "الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني؛ لمواصلة خرق القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية، وتوفير غطاء له لارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة العربية والإسلامية".
وشدد على أن الإدارة الأمريكية من خلال موقفها العدائي لمحكمة الجنايات الدولية وكل المنظمات التي تناصر شعبنا والمظلومين في العالم، تؤكد استهتارها بالمجتمع الدولي وبشعوب العالم قاطبة.
واعتبر أن خضوع وصمت المجتمع الدولي والمحكمة الدولية إزاء تهديدات ترامب السابقة القاضية بعدم ملاحقة القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق ودول أخرى والمماطلة في ملاحقة الكيان الصهيوني على جرائمه الموصوفة التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني وشقيقه اللبناني زاد من تغول الإدارة الأمريكية وحكومة الكيان وتوحشهما في المنطقة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد" إن استمرار تردد المجتمع الدولي في رفض السلوك العدواني للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، يعبّر عن سقوط منظومة الأخلاق الدولية، كما يعتبر خضوعا للهيمنة الأمريكية والصهيونية.
وأضاف أن محكمة الجنايات الدولية، مدعوّة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى اتخاذ موقف عملي؛ لمواجهة الإساءة المتكررة لها ولقُضاتها من قبل الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع أمرًا تنفيذيا يقضي بفرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية على خلفية تحقيقها في جرائم حرب أرتكبت في أفغانستان.
وذكر البيت الأبيض في بيان له أن هذا الأمر التنفيذي يفسح المجال أمام اتخاذ خطوات اقتصادية عقابية بحق مسؤولي المحكمة الجنائية المنخرطين في أي جهود رامية إلى التحقيق مع عسكريين أمريكيين أو إلى ملاحقتهم دون موافقة حكومة الولايات المتحدة.
ولفتت الإدارة الأمريكية إلى أن الأمر الجديد يقضي أيضا بتمديد القيود المفروضة على منح التأشيرات الأمريكية للموظفين في المحكمة الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها.