يتّخذ الفلسسطينيون، من تاريخ 20 يونيو من كل عام، والذي يصادف اليوم السبت، "يومًا عالميًا للاجئين"، من أجل التعريف بقضيتهم، وتسليط الضوء على معاناتهم واحتياجاتهم، وبحث سبل دعمهم ومساعدتهم في ظل تزايد الأزمات وأعدادهم المترقبة لعودتهم لديارهم التي هجّروا منها.
وفي اليوم العالمي للاجئين، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000، ووفقًا لإحصائيات "الأونروا" الأخيرة، ما زال أكثر من (5.6 مليون) لاجئ فلسطيني مسجلين في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، يعانون اللجوء، نتيجة تهجيرهم من أراضيهم قسرًا إبان نكبة عام 1948.
ومن المؤكد أن أحداث النكبة الفلسطينية وما تلاها من تهجير، شكلت مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت من عملية تطهير عرقي، تسببت بطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو على (800 ألف) فلسطيني، عام 1948 ونزوح أكثر من (200 ألف) فلسطيني غالبيتهم بعد حرب حزيران 1967.
وتضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من (9 مرات) منذ أحداث نكبة 1948، وبلغ عددهم الاجمالي في العالم نهاية العام المنصرم 2019 حوالي (13.4 مليون) نسمة، أكثر من نصفهم (6.64 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.60 مليون) في أراضي الـ1948، وفق الجهاز المركزي للإحصاء.
ويعيش ما نسبته (28.4%) من اللاجئين في (58) مخيمًا رسميًا تابعًا لوكالة الغوث، تتوزع بواقع (10 مخيمات) في الأردن، و(9 مخيمات) في سوريا، و(12 مخيمًا) في لبنان، و019 مخيمًا) في الضفة الغربية، و(8 مخيمات) في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف الأونروا"، ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.
وبحسب أرقام الاحصاء للعام 2019، فإن نسبة اللاجئين في دولة فلسطين وصلت نحو 41% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في دولة فلسطين، (26%) من السكان في الضفة الغربية لاجئون، في حين بلغت نسبة اللاجئين في قطاع غزة (64%).
وكما بلغت نسبة اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الضفة الغربية (17%) من إجمالي اللاجئين المسجلين، مقابل (25%) في قطاع غزة.
أما على مستوى الدول العربية، فقد بلغت نسبة اللاجئين المسجلين لدى "الأونروا" في الأردن حوالي (39%)، في حين بلغت هذه النسبة في لبنان وسوريا حوالي (9%) و(11%) على التوالي.
ويعتبر الكثيرون، أنّ قضية اللاجئين ومأساتهم هي الأطول والأقدم في تاريخ اللجوء العالمي، ورغم ذلك لا تزال الأمم المتحدة تقف عاجزة أمام إنهاء مأساتهم أو تنفيذ قراراتها التي يجري تجديد التصويت عليها كل عام، وعلى وجه الخصوص القرار 194 الذي ينص على عودة اللاجئين إلى قراهم، وتعويض من لا يرغب بالعودة.