اتفاق مبدئي وخلاف اجرائي بين نتنياهو وبني غانتس حول الضم

حجم الخط

بقلم د. هاني العقاد

 

 قبل اسبوع من التاريخ الذي حدده نتنياهو لاعلان ضم اجزاء من الضفة الغربية يبدو ان خلافات اجرائية  بين نتنياهو وبيني غانس  ووزير الجيش وغابي اشكنازي وزير الخارجية حول خطة الضم   بدات تطغي علي المشهد الاسرائيلي  مع ان كل من الرجلين يتفق مبدئيأ علي تنفيذ الضم وكل من الرجلين له رؤية في التنفيذ , المفاوضات والنقاشات تتواصل  بوساطة فريدمان عراب الصفقة ,اللقاءات لا تتوقف لان الحكومة الاسرائيلية باتت علي مسافة صفر من الاول من تموز هذا التاريخ الذي يتنمسك به نتنياهو ويوافق عليه بين غانتس الا ان الخلاف الذي ظهر للعلن الان ياتي في اطار الخطة الامريكية المسماه صفقة القرن وحول اجراءات تنفيذ  بنودها  ورؤية الادارة الامريكية لذلك والتي تتهم نتنياهو بانه يريد ان ينفذ ما يريد من الخطة ويتجاهل باقي البنود والتي تزعم الادارة الامريكية انها خطة سلام . الواضح ان نتنياهو لا يقبل ان يعطي كل ما في راسة لبني غانتس ولا يقبل ما يطرح عليه بني غانتس ونتنياهو يتصرف وكانه الحاكم المطلق لاسرائيل كل النقاشات والمشاورات التي لا ترضية لا يكترث بها ولا يعتبرها معيق لخطته . الا ان في الايام الاخيرة بدا نتنياهو مهتما بالموقف الامريكي وموقف ازرق ابيض لذلك قدم بعض المرونه فيما يتعلق بموضوع الضم ليكون تدريجاً وعلي مراحل  .

اتفاقية الائتلاف بين نتنياهو وبيني غانتس تسمح لغانتس بالاعتراض علي خطة نتنياهو للضم ولكن ضمنت لنتنياهو الحق في تجاوز هذا الاعتراض , وبالامس اعلن بني غانتس في اجتماعات داخلية مع اوساط امنية انه لن يؤيد فرض السيادة علي المناطق التي تشكل ذات اغلبية فلسطينية وذلك لتجنب الاحتكاك مع قوات الامن ويخشي بني غانتس ان يعرض الضم الاتفاقات مع الاردن للخطر بالاضافة للعلاقة  بين اسرائيل والعديد من دول العالم واوروبا  وحتي الولايات المتحدة نفسها  ويرغب غانتس ادخال تحسينات علي الخطة من شانها ان تحسن حياة الفلسطينين كجزء من عمليات السيادة ويرغب في اشراك بعض الدول الكتل المركزية بالعالم وايلاء دور مركزي للولايات المتحدة في عملية تطبيق بنود الصفقة مع ادخال تحسينات عليها ليقبلها الفلسطينين   , الخلاف بين نتنياهو وبني غانتس خلاف اجرائي بامتياز بالية التطبيق ومثل مساحة المناطق التي ينوي نتنياهو اضمها والجدول الزمني  لهذا الضم  والخلاف ايضا ان نتنياهو يعمل لوحدة ويتجاهل بني غانتس تماما ولم يرسل له كوزير للجيش اي تفاصيل او خطط او خرائط حتي اللحظة . ويخشي ازرق ابيض ان يستمر تجاهل نتنياهو لقادته ولا يكترث كثيرا للحصول علي موافقة حزب ازرق ابيض علي مسالة الضم  ويخشي  ان يطرح  نتنياهو موضوع السيادة علي  الحكومة الاسرائيلية  للموافقة عليها قبل الاتفاق مع رئيس ازرق ابيض علي الاجراءات .

نتنياهو يهدد بحل الحكومة والذهاب لانتخابات رابعة اذا لم يوافق بني غانتس علي خطته للضم وخاصة ان "قانون رئيس الوزراء البديل " الجديد يمنحه الحق في حل الكنيست خلال الستة اشهر الاولي من تاسيس الحكومة دون موافقة شريكه بني غانتس اذا فشل نتنياهو في الحصول علي موافقة الحكومة علي الميزانية للعام الاول من الحكم , لكن الاولوية امام كل من الليكود وازرق ابيض  الاتفاق علي اجراءات الضم والشروع في اسس هذا الضم   . لعل مسألة الاتفاق علي الضم هي امر حتمي بين نتنياهو وغانتس ولا احد يعتقد ان بني غانتس يمكن ان يستمر في معارضة نتنياهو  اجرائيا  للنهاية ويعرض الحكومة للخطر لان بني غانتس لم  يتوفر له الوقت بعد لترميم حزب ازرق ابيض الذي بات في طريق التفكك ان لم يكن تفكك فعليا بفعل اتفاقيته مع نتنياهو وخروج يش عتيد وبعض الاعضاء لذا فان ابيض ازرق سيستمر في المناورة الي ما بعد الاول من تموز من خلال المحادثات والمناقشات مع نتنياهو واعضاء الليكود التي تتالي امريكي مركز  .

مؤخراً بدا نتنياهو قلقا من موقف الادارة الامريكية الذي يذهب الي حد ما في دعم موقف ازرق ابيض وفتح قناة خاصة بين جاريد كوشنر مستشار ترمب لعملية السلام بالشرق الاوسط ومهندس الصفقة وبين كل من بني غانتس وغابي اشكنازي, لذلك غرد نتنياهو علي مواقع التواصل الاجتماعي قائلا "ان مبادئ الرئيس ترمب المخطط الاكثر واقعية لتحقيق السلام في المنطقة وانه يثق كاملا بقدرات كوشنر وبعزيمته كرجل دفع عملية السلام في الشرق الاوسط الي الامام واستطاع ان يصوغ بنجاح مبادئ الرئيس ترمب وحولها الي رؤية تحقيق السلام " واستطرد في الثناء علي كوشنر ودوره في صياغة بنود صفقة القرن والدفع باتجاه قرارات تاريخية اتخذها ترمب مثلت الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية للقدس والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية علي هضبة الجولان السوري المحتل . لا اعتقد ان تتوقف محاولات نتنياهو لاحتواء موقف بني غانتس ولا اعتقد ان يستمر بني غانتس قد تقديم  فرصة مجانية لنتنياهو لحل الحكومة برفضه مقترحات واجراءات نتنياهو للضم التي يوصي من خلالها بان يكون الضم علي مرحلتين مع استمرار نتنياهو وغانتس في الحوار حول هذه الاجراءات  والمتوقع ان يتوصلوا لاتفاق علي الضم بطريقة تدفع باتجاهها الادارة الامريكية والتي هي من صالحها ان يجري الضم حسب ما ورد بخطة ترمب نتنياهو ( صفقة القرن)   علي الاقل قبل نوفمبر القادم موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية .