. بعد أن قراتُ النبأ عن أن كوريا الشمالية فجرت قبل بضعة ايام مكاتب التنسيق مع الجنوب وتهدد بان تنقل الى الحدود مع سيئول قوات عسكرية ومدفعية، توصلت الى الاستنتاج المحزن بان اعتمادنا ايضا على دونالد ترامب من شأنه أن ينتهي بانفجار لا يمكن تخمين حجمه. “ستكون لنا منظومة علاقات رائعة”، أعلن ترامب في واحدة من المرات الثلاثة التي التقى بها زعيم الشمال كيم يونغ أون. “عما يخرط”، كتب وزير الخارجية مايك بومبيو.
وعندنا، وعدنا ترامب بان تؤيد أمريكا ضم غور الاردن ومناطق واسعة من الضفة. إذن وعد. حاولوا فقط أن تتخيلوا الصورة التي جلس فيها نتنياهو وغانتس الاسبوع الماضي امام السفير الامريكي ديفيد فريدمان الذي يتوسط بين موقفيهما في مسألة حجم المناطق التي ستضم الى سيادة اسرائيلية. هذيان.
وصورة اخرى: فريدمان يتصل بالبيت الابيض وجارد كوشنير، صهر الرئيس والشخصية المتصدرة في “خطة القرن”، يقول له: “دعهما. أتركهما ينضجان في عصيرهما. بعد أن يتوصلا الى توافق على حجم الضم فليبلغونا. يوجد لنا ما يكفي من المشاكل على رؤوسنا”.
دون أن يكون المرء خبيرا في العلاقات الدولية، سيكون ممكنا بسهولة أن يشير الى الخط الذي يربط بين تفجير مكاتب التنسيق في المنطقة المجردة من السلاح بين الكوريتين والانفجار الذي من شأنه لا سمح الله أن يقع في منطقتنا، اذا ما واصلنا وضع كل البيض في سلة دونالد ترامب المثقوبة جدا.
2. جون بولتون الذي شغل منصب مستشار الامن القومي في ادارة ترامب سينشر هذا الاسبوع كتابا يثير عاصفة في أمريكا.
في كتابه “الغرفة التي حصل فيها هذا”، يروي بولتون عن حديث أجراه مع نتنياهو قبيل الاعلان عن تعيين كوشنير في منصب المسؤول عن تصميم السياسة الخارجية في مسائل تتعلق بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
نتنياهو، حسب بولتون، شكك بكفاءات كوشنير: “لماذا يعتقد ان بوسعه أن ينجح في المكان الذي فشل فيه كيسنجر”، تساءل متعجبا. ولكن بعد أن تسربت الامور، سارع رئيس الوزراء الى نفيها. اعتقد أن نتنياهو شكك بكفاءات كوشنير. ومع ذلك، فقد جاء النشر في التوقيت الاكثر حساسية لان كوشنير يمنع نتنياهو من “الاحتفال” بفكرة الضم.
3. أصدق كوشنير ايضا: السنوات الثلاثة الذي غاص فيها في غياهب الشرق الاوسط أهلته لان يتصرف بضبط للنفس مطلوب من وسيط امريكي. لقد فهم كوشنير بانه في الحارة التي نسكن فيها يوجد سكان آخرون ينبغي أخذهم بالحسبان ايضا. فمع السنين تعلم كوشنير، حتى وان لم يكن كيسنجر، وهو سيعلم نتنياهو درسا لا ينساه: بكلمات اخرى: فلينسى الضم في الاول من تموز.
4. القانون النرويجي الذي اقر في الكنيست سيعيد الى هيئة الكنيست أوسنات هيلا مارك من الليكود لتكون في لجنة انتخاب القضاة. وأعلنت مارك منذ الان بان المعايير التي ستوجه خطاها في اختيار القضاة “تتطابق وفكر يميني ومحافظ”. ومع ذلك اضافت “لا اعتزم أن أسألهم اي بطاقة أدخلوا الى صندوق الاقتراع”.
في الواقع يتبين انه لم توجد بعد الصيغة التي تسمح للتحكم بالتفكر الذاتي والمعلل للقضاة. هكذا مثلا قضى في الاسبوع الماضي قضاة العليا في واشنطن ضد ادارة ترامب الذي طلب شطب قرار براك اوباما الذي سمح لـ 700 الف مهاجر شاب تربوا في الولايات المتحدة بان يتمتعوا بكل حقوق المواطن في الدولة. وكتب هذا القرار رئيس المحكمة جون روبرتس الذي يعتبر قاض محافظ. وانضم اليه قاض آخر عينه ترامب. “طلقة في الوجه”، غرد الرئيس الامريكي ردا على القرار.
ردود فعل حماسية مشابهة من جانب وزراء وكبار في الليكود انطلقت ايضا في الاسبوع الماضي عندما شطب قضاة العليا قانون التسوية الذي سوغ سلبا لاراضي الفلسطينيين لغرض اقامة مستوطنات اسرائيلية في الضفة.
5. لقد علمنا المشناه قاعدة هامة في الحياة: “مدخل الحكمة هو الصمت”.
فكرة بهذا القول عندما قرأت المقابلة التي نشرت في نهاية الاسبوع في “يديعوت احرونوت” مع الوزير دافيد إمسلم الذي تحدث بدم قلبه ضد “اليئير لبيديين” .
“من ناحيتكم، أنا، دافيد إمسلم، كان ينبغي لي أن أبيع الخضار في السوق، أن أنظف لكم الشقة، أو أن اكون في السجن لان هذا ما تربيتم عليه في البيت”.
من أين جئت بهذا يا سيد إمسلم؟ توقعي الوحيد منك كإنسان لإنسان أن تكون إنسانا. وبالاساس، أن تتذكر من أين جئت وإلى أين تسير. في المقابلة، رفضت ابداء الرحمة حتى تجاه عاملة واحدة تعرضت للتنكيل في بلفور. في اللحظة اياها فقدتني. تقربك غير مقنع. على خلفية فصول حياتك المركبة يمكن أن نتوقع منك ان تخرج من مكانة فتى الجوقة لدى عائلة نتنياهو. حان الاوان لان يكون دافيد إمسلم دافيد إمسلم.